قد تكون قصص عقوق الوالدين من القصص التي تدمي القلوب، وبعيدا عن الجانب الديني رغم أهمية الجانب الإنساني لا نستطيع تخيّل أن يعتدي شخص على رجل أو امرأة مسنة بالشتم أو الضرب والعياذ بالله، فكيف بأن تجبر نفسك على تصديق أن هناك أشخاصا في المجتمع يعيشون هذه الحالات بالفعل والتعدي يكون على من؟ يكون على الوالدين! بعض الأولياء عندما يعجزون عن إيقاف وصد أذى فلذات أكبادهم يتوجهون إلى القضاء، وهناك حالات عديدة داخل السجون تقضي فترة حكم التعدي على الوالدين، وفي ذات السياق التقت "أخبار اليوم" بأمهات "يتعرضن لأشد حالات الإهانة اللفظية وأحيانا لاعتداءات جسدية، وأبرز مثال على ذلك قصة "خالتي" منيرة التي يقهرها ابنها بتعدّيه على أخواته، في البداية حدثتنا خالتي منيرة وهي أرملة ولديها أربعة ذكور وثلاث إناث أصغرهم تبلغ من العمر 18 سنة وأكبرهم وهو من تشتكي منه يبلغ من العمر 29 عامًا، قائلة إن جميع أبنائها يعملون عدا الصغيرة مازالت في المدرسة وجميعهم وظائفهم برواتب قليلة عدا واحدة راتبها جيد. وتضيف المتحدثة أن ابنها الأكبر منذ صغره وهو لا يحترمها كما يجب ويتطاول عليها ببعض الكلمات وكانت تتجاوز عنها مرجعة الأمر إلى أنه صغير وسوف يتعقل عندما يكبر، إلا أن سلوكه السيّّئ كبر معه حتى أصبح شابًا وأضحى أمر تربيته وتقويمه صعبًا عليها، حيث كانت هذه السيدة تسكت على أفعاله وشتائمه خوفا منه أن يعتدي على أخواته البنات، فكلما حصل بينها وبينه أمر ما يقهرها من خلال تعدِّيه على أخواته بالشتم والضرب. وتضيف ذات المسكينة في حديثها أن أبناءها يطالبوها كثيرا بأن تشتكيه ليسجن ويتأدب إلا أنها كانت ترفض. وفي الفترة الأخيرة طلب منها أن تزوجه فقالت له ليس لديها المال الكافي لتزوجه وطلب منها أن تقوم بهذه المهمّة، إلا أنها رفضت فمن سيقرضها الملايين وهو لا يعمل؟!. وفي تلك اللحظة طلب منها ابنها أن تأخذ من راتب أخته التي تصغره سنًا فرفضت في الحين، خاصة وأنها هي المتكفلة بالإنفاق عليهم جميعًا، فبدأت يده تطول على والدته وعلى جميع من في المنزل حتى الأثاث لم يسلم منه فما كان من إخوته إلاّ أن خيّروها بين أن تشتكيه فيسجن ليتأدب أو أن يتركو المنزل، وبالفعل عندما رفضت السيدة "منيرة" أن تشتكيه تركوا المنزل وذهبت معهم أختهم الصغيرة ولم يبق معها في المنزل سوى اثنتين من بناتها تقاسيان معها الحياة المرة التي تعيشها بسببه. وأمام هذا سألناها هل ترى نفسها منصفة بهذا التصرف؟ فبكت وقالت إنها تعرف تمامًا أنها غير عادلة في تصرّفها وقد تسببت في تشتيت أبنائها لكنها تعيش على نار، قلبها لا يطاوعها على الذهاب لتشتكي بابنها فيسجن وكذلك قلبها يتقطع على أبنائها الذين تركوا المنزل ومعهم حق، فمن يستطيع أن يعيش حياة مليئة بالنكد؟ وكذلك بناتها اللتان معها في المنزل لاسيما الكبرى التي ترى بين فترة وأخرى ما تشتريه وتضعه في المنزل مهشمًا ومحطما عندما يغضب أخوها ويريد أن تنفذ له طلباته، وتجدر الإشارة أن العديد من السيدّات لازلن يواجهن معاناة قوية مع أبنائهن الذين يعتدون عليهن بالشتم أو حتى الضرب أحيانا وهو ما يدفعهن إلى رفع شكوى ضدهم حتى يسجنون ولكن كثيرا ما يرأف قلب الأم نحو ابنها فتصفح عنه قبل الحكم عليه.