"رجاء الاتصال والحضور حالا لاستلام سيارتك نحن في انتظارك المكالمة مجانا" هي من بين العبارات المستعملة في رسائل النصب والاحتيال على الزبائن والتي يكون الغرض منها السطو على الأرصدة من طرف شبكات مجهولة، ولازالت تلك المشكلة تؤرق المواطنين بعد أن زادت وتيرتها ومست أغلب مشتركي النقال في الجزائر بمتعامليه الثلاثة في هذه الآونة، وتنوعت تلك الرسائل الوهمية بين كسب سيارات فخمة ومبالغ مالية خيالية بالعملة الصعبة مما أسال لعاب الكثيرين وجعلهم يتسارعون إلى معاودة الاتصال طمعا في تحقيق أحلامهم الوردية· نسيمة خباجة إلا أنهم يصطدمون بخلو أرصدتهم ووصولها إلى عتبة الصفر مما يجعلهم نادمين أشد الندم حتى هناك من راح إلى ملء الرصيد مرة واثنان بغية الوصول إلى أمله في مسك المبلغ أو استلام السيارة الفاخرة من نوع هامر إلا أن لا شيء يحدث من ذاك القبيل بل يصطدم الزبون بالتهام رصيده في ثوان معدودة مع التماطل في الرد وأخذ البيانات الخاصة بالمتصل مما يؤكد أن تلك الشبكات قد ضبطت أمورها من الأول من أجل القيام بعملية السطو على الرصيد· وصارت تلك الرسائل موضوع الشارع بالنظر إلى تكرر إرسالها إلى الزبون مرات عدة في اليوم الواحد قد تفوق خمس مرات سيما بالنسبة للأشخاص الذين لا يتجاوبون معهم والغرض من ذلك هو إسقاطهم في الفخ عنوة عنهم· في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين لإثارة النقاش في النقطة التي أرقتهم كثيرا في هذه الأيام وأدت بهم إلى غلق هواتفهم النقالة لساعات طويلة بسبب ضجرهم ومللهم المتواصل من تلك الرسائل الاحتيالية التي تعبر عن نذالة مرسليها· منهم إحدى السيدات وهي زبونة لدى المتعامل النقال جيزي قالت إن تلك الرسائل أزعجتها وأدت بها في الكثير من المرات إلى غلق هاتفها بالنظر إلى تهاطل تلك الرسائل عشرات المرات في اليوم الواحد خاصة وأنها لا تهتم بها كونها تفطنت أن هدف المرسلين هو السطو على الرصيد، وقالت إنه كان على متعاملي النقال وضع حد لتلك التلاعبات والرسائل الكاذبة التي تهدف إلى الإيقاع بالزبائن وسرقة أرصدتهم خاصة وأنها تجاوزت حدودها المعقولة في الآونة الأخيرة ووجب محاربة تلك الشبكات التي صارت مهمتها إزعاج الناس والسطو على أرصدتهم· أما الآنسة كاتيا فقالت إنه في الأول كانت تتجاوب مع تلك الرسائل وتعاود الاتصال إلا أنها تفاجأت بالتهام رصيدها في ظرف قياسي ما إن باشرت في تقديم معلوماتها الشخصية، بالإضافة إلى انقطاع المكالمة في كل مرة مما كان يجبرها على معاودة الاتصال فتفطنت أن الغاية هي الانقضاض على الرصيد، ومن تلك المرة لم تعاود الاتصال وتقوم بإلغاء الرسائل بمجرد وصولها وختمت بالقول إنها يكفيها ما أضاعته من أرصدة في السابق بعد أن سقطت في فخ تلك الرسائل الوهمية فهي لا تريد المزيد من الخسارة· وطالب جل من تحدثنا إليهم بضرورة المسارعة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية مشتركي النقال بمتعامليه الثلاثة في الجزائر خاصة وأن هناك الكثيرون ممن صدقوا تلك الحيل ووقعوا في فخها· في هذا الصدد اقتربنا من الوكالة التابعة للمتعامل النقال جيزي والمتواجدة بساحة أودان بالعاصمة فاستقبلنا مسؤول مصلحة الزبائن السيد "ع" محمّد الذي أثرنا عليه النقاش، وتبيين مدى دورهم في فك الغبن الذي يتعرض إليه مشتركو النقال في الجزائر فرد أن متعاملي النقال بفروعهم الثلاثة ليست لهم أية مسؤولية في ضياع تلك الأرصدة وما على المشترك إلا التحلي بالفطنة والحيطة وتفادي الانصياع لتلك الرسائل الوهمية التي لا أساس لها من الصحة، وأكد أن الكثير من الزبائن وللأسف وقعوا ضحية لتلك الرسائل الوهمية واتصلوا بذات الوكالة التي حذرتهم من ذلك ومن تسليم أرصدتهم بالمجان، وعن تعويض تلك الأرصدة قال إنه من المستحيل تعويضها فالمتعامل لا يتحمل الأفعال الشخصية الصادرة من المشترك بكل حرية، ولا تكون عليه أية مسؤولية ودوره في القضية هو حث المشترك على عدم التفاعل مع تلك الرسائل الكاذبة، ليضيف أن معظم تلك المواقع هي مواقع مجهولة تبعث برسائلها إلى أرقام تكون تحت الخدمة بعد اختيارها بطريقة عشوائية، فعلى الجهات المختصة البحث والتحري على تلك الشبكات لحماية الزبائن خاصة وأن الأمر هو خارج عن اختصاص متعاملي النقال الذين يتبرءون من تلك الرسائل·