استضافت مؤسسة فنون وثقافة مساء الأربعاء الماضي بفضائها الكائن بشارع ديدوش مراد، الأديب عبد العزيز بوشفيرات، الذي قام بتقديم كتابه »الأجيال وديمومة التاريخ الثقافي« الصادر مؤخرا عن دار الساحل. الكتاب في طبعته الثانية الصادرة في مارس 2010، يتألف من ثلاثة وستين مقالا، توزعت بين مقالات في السينما والأدب والمسرح والفعل الثقافي ككل، وهي مقالات صدرت في فترات متباعدة من مشوار مؤلفها، أو على مدى خمسة عشرة سنة، كان فيها الكاتب يعمل في الميدان الإعلامي، حيث كان يحرر مقالات أسبوعية حول الفعل الثقافي بالجزائر، وعن سبب جمعها في كتاب واحد يقول الأديب بوشفيرات إن الذي يجمع بينها خيط رفيع جدا، وهي القيمة الوثائقية والتاريخية، وهو ما يشكل التراكم، وكل واحدة من تلك المقالات لها علاقة بالأدب، حتى تلك السينمائية وتلك التي كتبها حول الفنون التشكيلية، وما له علاقة كذلك بالجامعة، التي كانت، يصفها محدثنا تاج الأدباء والمبدعين فكلّ الفعل الثقافي كان يحدث بها. وعن سبب تسمية الكتاب ب»الأجيال وديمومة الفعل الثقافي«، أكد الأديب عبد العزيز بوشفيرات، أننا لا بد أن نعتني أكثر بالأجيال، أو على الأقل لا نحرمهم من الفرص، كما تحدث الأديب عن بعض المراحل التي مرّت بها الجزائر، وعما عايشه الأدباء والمثقفون آنذاك، وما أصابهم من انكماش على ذواتهم في فترة من الفترات، كل هذا أثر في جيل كامل، لا يجب أن نحمله الذنب، بل لا بدّ في المقابل من تصحيح الأوضاع، والعمل على إنشاء جيل آخر قادر على حمل المشعل، فالطفل، يقول محدثنا، لا يزال صفحة بيضاء بإمكاننا أن نخط ّعليها ما نشاء. للإشارة يعتبر الكاتب عبد العزيز بوشفيرات أحد الوجوه البارزة على الساحة الثقافية، فهو أوّل من كتب في القصّة، وله مؤلفات منها: »الطيور ومعزوفة الأرض والسماء«، و»هوامش من ذكرياتها مع الصغير«، وهما مجموعتان قصصيتان، وكذلك روايته المشهورة: »نجمة الساحل«، كما عمل في الإعلام المكتوب والسمعي البصري، وقد أجرت جريدة »أخبار الأسبوع« معه حوارا مطولا ترقبوه في أعدادها القادمة.