تراجعت حرفتهن بسبب نقص الأعراس حلواجيات يندبن حظهن في زمن كورونا الحلواجية أو محترفة صنع حلويات الأعراس بعد أن ذاع صيتها واشتهرت بما تبدعه أناملها من أشكال وتحف تراجع نشاطها للأسف مع تفشي جائحة كورونا التي فرضت إلغاء الأعراس على اعتبار أنها مكان للتجمعات واحتمال انتقال العدوى وبذلك تراجعت حرفة صنع حلويات الأعراس بشكل ملفت للانتباه وعاشت محترفاتها بطالة مقنعة أحبطت معنوياتهن في موسم عُرف أنه موسم أفراح كان يدّر عليهن أرباحاً معتبرة . نسيمة خباجة في السنوات الأخيرة أضحت العائلات الجزائرية تولي اهتماما بالغا لصنع حلويات الأعراس بحيث أصبحت محلاً للمنافسة والتفاخر بين العائلات المقبلة على إقامة أعراس أبنائها بحيث تفضل الكثير من العائلات صناعتها بالجوز واللوز والفستق وأضحى الفول السوداني غائبا عن حلويات الأعراس ومقتصراً على بعض العائلات المحدودة الدخل التي تتعرض إلى الهمز واللمز بسبب اعتمادها على الفول السوداني في تحضير حلويات العرس لأنه يجلب الحرج حسب بعض الذهنيات البائدة فباب المنافسة مفتوح للعائلات التي تختار اللوز والجوز والفستق في التسابق على افتكاك لقب الحلويات الرائعة والجذابة ذات الذوق والشكل والتي تجلب الأنظار والأذواق معا. نقص الأعراس أثّر على الحرفة تقول السيدة وفاء حرفية في صنع حلويات الأعراس منذ سنوات إن الحرفة تراجعت خلال هذه السنة بسبب نقص الأعراس وغلق قاعات الحفلات بحيث أن أغلب العائلات تقيم أعراسها في حدود ضيقة حسب قولها وتُقلص من عدد المدعوين ولا يحضر إلا أقرباء العرسان أما الاغراب والجيران فيغيبون في الوقت الراهن من أجل الوقاية وحماية الصحة العامة لذلك تضيف أن الطلبيات تقلصت أيضا وهي تعد على الاصابع وبكميات ضئيلة بحيث انخفضت كمية الحلويات إلى 50 حبة من كل نوع في احسن الاحوال وكانت فيما سبق ترتفع إلى 10 أضعاف أي 500 حبة من كل نوع لتتنوع الاصناف إلى ثلاثة وأربعة أصناف وعبّرت بالقول إن أعراس ماقبل كورونا تختلف تماما عن أعراس فترة كورونا ولم تعد حالياً الافراح تسير وفق المراسيم المعهودة في الأعراس الجزائرية واختلفت كثيرا وفق ما فرضته جائحة كورونا من شروط الوقاية والتباعد الاجتماعي . كما أشارت إلى غلاء مستلزمات تحضير الحلويات التي الهبها التجار المتخصصون في ترويجها بدءا من مستلزمات ديكور الحلويات كالسمسم والزهور إلى بعض انواع المكسرات فسعر اللوز ارتفع إلى 2500 دينار للكيلوغرام الواحد والجوز إلى 3000 دينار أما الفستق فصعد سعره إلى 4000 دينار وهي كلها معطيات أدت إلى تدهور الحرفة . الحلويات الجاهزة ضالة العائلات فضّلت بعض العائلات اقتناء حلويات العرس جاهزة من محلات ترويجها فرأت أن الكمية ضئيلة واختصرت خطوات اللجوء إلى حلواجية في خطوة واحدة باتجاه محلات بيع الحلويات التي تعرض أنواعا من الحلويات التقليدية والعصرية الجاهزة وما على اصحاب العرس إلا الاختيار ما صادفناه عبر محل لترويج الحلويات التقليدية بحيث كانت سيدة تحجز طلبيتها باقتناء 40 حبة من كل نوع واختارت ثلاثة انواع تقليدية اقتربنا منها فقالت إنها اقتنت الحلويات لإكرام المدعويين في زفاف ابنتها وعن سر الكمية الضئيلة قالت إنها ضيّقت المراسيم ولا يحضر إلى العرس سوى الأقربون خوفا من انتقال عدوى الوباء وأضافت ان الامور اختلفت ففي عرس ابنها الذي اقامته الصائفة الماضية حضٌرت من كل نوع من الحلويات 400 حبة وكان العرس في قاعة الحفلات لكن في هذه السنة الامور اختلفت كثيرا ولابد من احترام التعليمات وشروط الوقاية لحماية الصحة وضمان سلامة الجميع فالعرس مجرد سويعات ويمر لكن فقدان الصحة لا يعوض بثمن .