عادت السلطات لتفتح أبواب تنظيم رحلات الحج للخواص مجددا، بعد أن وجدت نفسها، العام الماضي، مضطرة لغلق هذه الأبواب في وجه الوكالات الخاصة، نتيجة التجاوزات التي حصلت السنة قبل الماضية، وهي التجاوزات التي حولت الرحلة المقدسة لآلاف الحجاج إلى رحلة عذاب حقيقي· وكشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة أن تنظيم موسم الحج في مجال الرحلات والايواء لن يكون هذه المرة (حكرا) على الديوان الوطني للسياحة والنادي السياحي الجزائري بل (سيفتح لجميع وكالات السفر)· كما أكد الوزير بمناسبة نزوله ضيفا على القناة الثالثة أن المشاركة في تنظيم الحج هذا العام ستفتح لجميع وكالات السفر التي (تلتزم بدفتر الشروط لتنظيم العمرة والحج). وعدّد الوزير غلام الله 36000 حاج لهذا الموسم تتكفل بهم 26 وكالة سفر، ومن المعلوم أن السلطات السعودية تعتمد مقياس ألف حاج عن كل مليون نسمة، وبما أن آخر الإحصائيات تشير إلى أن عدد سكان الجزائر يقارب ال36 مليون نسمة، فإن عدد الحجاج الجزائريين سيقدر ب36 ألف حاج· أما بالنسبة للمعتمرين فأوضح الوزير أن عددهم يتراوح هذا الموسم بين 54000 و57000 شخص · وأوضح الوزير أنه من واجب الوزارة معرفة قائمة المعتمرين التي تتكفل بها الوكالات ومعرفة من عاد إلى أرض الوطن ومن بقي في البقاع المقدسة لسبب أو آخر، مشيرا إلى أن (الوكالة هي التي تتحمل مسؤولية إعادة المعتمر سالما إلى بيته، وإذا كان مريض وبقي يجب أن تعلم الوزارة والديوان وكذا القنصلية الجزائرية بجدة)· ومن المعروف أن أبواب تنظيم الحج أوصدت في وجه الوكالات الخاصة العام الماضي، بسبب التجاوزات التي حصلت خلال موسم الحج السابق الذي اعتبره المتتبعون أسوأ موسم حج جزائري في التاريخ من الناحية التنظيمية، إذ وجد عدد من الحجاج أنفسهم مجبرين على افتراش العراء، والنوم في الخلاء، بعد أن تخلت الوكالات المكلفة بضمان إيوائهم عنهم، وهو ما صنع حينها ضجة كبيرة أجبرت السلطات على فتح تحقيق شامل، وحرمان الوكالات الخاصة من تنظيم رحلات أداء خامس أركان الإسلام· وكان وزير الشؤون الدينية قد أكد أن الشق المتعلق برحلات المعتمرين وإيوائهم خارج عن نطاق الوزارة وهي مهام مسندة إلى الوكالات السياحية المعتمدة للتكفل بهذه الفئة· وفي رده على انتقادات بعض الوكالات للوزارة في هذا المجال، قال السيد غلام الله أن الوزارة لا تقفل الباب على أي وكالة معتمدة من طرف وزارة السياحة التي تلتزم بدفتر الشروط لتنظيم العمرة المقدم من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة، لكنها (لا تضمن شركة الطيران ولا الفنادق التي هي من اختصاصات الوكالات)· وحذر غلام لله الوكالات من (التحايل والتلاعب) بالمعتمرين، ملحا على ضرورة اتباع شروط التعاقد مع الديوان الوطني للحج والعمرة، و أن يكون نشاطها قانوني، موضحا أنه يتم التعامل مع الوكالات مباشرة وليس بالوساطة، نافيا غلق الباب على الوكالات، مؤكدا تشجيعه لكل الوكالات سواء تلك التي تنظم العمرة أو الحج في إطار قانوني· وألح الوزير على ضرورة إعداد لقاء مع الوكالات التي عددها 133 أي 29 وكالة جديدة مقارنة مع العام الفارط لتوضيح الأفكار، مشيرا إلى أنه ستكون بعثة مصغرة تتبع خطواتها وكذلك لإيجاد حلول التي تعيقها·