قسنطينة: دخول عدة هياكل صحية عمومية جديدة ستعزز منظومة القطاع بالولاية    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية    رئيس الجمهورية يعين واليين جديدين لولايتي وهران وسيدي بلعباس    الوكالة الوطنية لدعم و تنمية المقاولاتية تطلق برنامجا وطنيا للنهوض بقطاع المؤسسات المصغرة    مالية: 2025 ستكون سنة تعزيز مسار الرقمنة بامتياز    قوجيل: التضامن الثابت والفعلي مع الشعب الفلسطيني هو رهان العالم اليوم ومبدأ وطني للجزائر    سهرة الفنون القتالية المختلطة: عشاق الاختصاص على موعد مع 10 منازلات احترافية الجمعة بقاعة حرشة حسان    افتتاح السنة القضائية الجديدة بولايات جنوب البلاد    ملبنات خاصة ستشرع في انتاج أكياس حليب البقر المدعم في 2025    المشروع سيكون جاهزا في 2025..خلية يقظة لحماية الأطفال من مخاطر الفضاء الافتراضي    متحف "أحمد زبانة" لوهران: معرض لتخليد روح الفنان التشكيلي الراحل مكي عبد الرحمان    مفوضية الاتحاد الأوروبي: جميع الدول الأعضاء ملزمة بتنفيذ أمر الاعتقال الصادر بحق مسؤولين صهيونيين    حوادث الطرقات: وفاة 41 شخصا وإصابة 193 آخرين خلال أسبوع    السيد بلمهدي يشرف على انطلاق الدورة الثانية لتأهيل محكمي المسابقات القرآنية    أشغال عمومية: صيانة الطرقات ستحظى بأولوية الوزارة الوصية خلال المرحلة القادمة    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائر تتوج بثلاث ذهبيات جديدة في الجيدو وأخرى في الكرة الطائرة    العدوان الصهيوني: 2500 طفل في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي    مولوجي تستقبل رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني    تدشين "دار الصنعة" بالجزائر العاصمة, فضاء ثقافي جديد مخصص للفنون والصناعات التقليدية    لبنان: إصابتان في قصف للكيان الصهيوني جنوب البلاد في ثاني أيام الهدنة    شركات مصرية ترغب في المشاركة    الحسني: فلسطين قضيتنا الأولى    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    الحكومة تدرس آليات تنفيذ توجيهات الرئيس    سوناطراك تشارك في صالون كوت ديفوار    البرتغال تستضيف الندوة ال48 ل أوكوكو    عطّاف يدعو إلى مبادرات فعلية وجريئة    الرئيس يُجدّد دعم الجزائر لشعب فلسطين    معسكر تحيي ذكرى مبايعة الأمير عبد القادر    ركاش يروّج لوجهة الجزائر    كأس افريقيا 2024 سيدات/ تحضيرات : فوز الجزائر على اوغندا وديا (2-1)    إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون بين جامعة صالح بوبنيدر ومؤسسة خاصة مختصة في الصناعة الصيدلانية    ميناءا عنابة وجيجل بمواصفات عالمية قريبا    الإطار المعيشي اللائق للمواطن التزام يتجسّد    الارتقاء بالتعاون العسكري بما يتوافق والتقارب السياسي المتميّز    198 مترشح في مسابقة أداء صلاة التراويح بالمهجر    أوامر لإعادة الاعتبار لميناء الجزائر    انتقادات قوية لمدرب الترجي بسبب إصابة بلايلي    عطال يتعرض لإصابة جديدة ويرهن مستقبله مع "الخضر"    مدرب فينورد ونجوم هولندا ينبهرون بحاج موسى    فحص انتقائي ل60900 تلميذ    8 عروض وندوتان و3 ورشات في الدورة 13    بللو يدعو المبدعين لتحقيق نهضة ثقافية    "فوبيا" دعوة للتشبث برحيق الحياة وشمس الأمل    حرفية تلج عالم الإبداع عن طريق ابنتها المعاقة    إرث متوغِّل في عمق الصحراء    المسؤولية..تكليف أم تشريف ؟!    نال جائزة أفضل لاعب في المباراة..أنيس حاج موسى يثير إعجاب الجزائريين ويصدم غوارديولا    جانت.. أكثر من 1900 مشارك في التصفيات المؤهلة للبطولة الولائية للرياضات الجماعية    مستغانم : قوافل الذاكرة في مستغانم تتواصل    خنشلة : أمن دائرة بابار توقيف 3 أشخاص وحجز 4100 كبسولة مهلوسات    أيام توعوية حول مضادات الميكروبات    الفترة المكية.. دروس وعبر    معرض الحرمين الدولي للحج والعمرة والسياحة بوهران: استقطاب أكثر من 15 ألف زائر    تسيير الأرشيف في قطاع الصحة محور ملتقى    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر        هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبسات من بساتين الشعر العربي
نشر في أخبار اليوم يوم 29 - 12 - 2020


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي
قبسات من بساتين الشعر العربي
ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها توثيقا لإبداعاتهم وتكريما لأصحابها وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم المبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود بها قرائحهم.
الشاعر نور الدين العدوالي– الجزائر
نعم أنا أستاذ.. ولا فخر
ثَلاثُونَ عَامًا فِي المَدارِسِ أَرْتَقِي
أُرَبِّي تَلامِيذِي بِقَوْل مُنَمَّقِ
ثَلاثُونَ عَامًا مَا أَزالُ مُتَيَّمًا
بِفُصْحَى الثُّرَيَّا في البَديعِ المُعَتَّقِ
بِلَيْلِي سِجِلّاتِي أَبِيتُ أخُطُّهَا
لِيَرْقَى نَهارِي بِالبَلاغِ المُوَسَّقِ
سَلُوا دَفْتَرَ الأَعْباءِ عَنْ سِرِّ مُنْهَك
سَلُوا كُلَّ تَحْضِير جَدِيد وَمُسْبَقِ
نَقَشْتُ بِأَجْيالِي مَوَاعِظَ مِهْنَتِي
وَرَتَّلْتُ آياتِي بِصَوْت مُرَقَّقِ
ثَلاثُونَ عامًا وَالرِّمَاحُ تَحُزُّنِي
بِرَمْيَاتِ قَنَّاص سَدِيد مُدَقِّقِ
ثَلاثُونَ عامًا..لَا أَزِيدُ تَفَضُّلًا
تَمُرُّ بِغابَاتِ الأَسِيرِ المُوَثَّقِ
وَمَا خِفْتُ غَيْرَ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ
وَيَصْدُقُ قَوْلِي بِالسُّلُوكِ المُصَدَّقِ
وَخَرَّجْتُ طَيَّارًا وَزِدْتُ مُهَنْدِسًا
وَعَلَّمْتُ شُرْطِيًّا كَلامَ المُحَقِّقِ
وَأَرْشَدْتُ دُكْتُورًا لِطَرْحِ رِسالَة
وَقُدْتُ إمَامًا بِالخِطَابِ المُرَوْنَقِ
وَجَاوَزْتُ بِالغَوّاصِ دُرَّ لَآلِئِي
وَعَلَّمْتُ تِلْمِيذِي فُنُونَ التَّعَمْلُقِ
وَرَبَّيْتُ مَسْؤُولًا وَنَبَّهْتُ نَسْلَهُ:
حَذَارِ..فَلَا تَنْهَبْ رَعَايَا وَتَسْرِقِ !
ثَلاثُونَ عَامًا كَمْ بَنَيْتُ مَدائِنًا
وَلَمْ أَبْنِ لِي بَيْتًا كَطَيْر مُحَلِّقِ!
فَمَنْ قالَ: إِنِّي أَبْتَغِي دُنْيا غَرُورَةً
وَأَلْهَثُ خَلْفَ المَوْجِ مِنْ غَيْرِ زَوْرَقِ؟!
وَمَنْ قالَ: طَمَّاعٌ وَيَهْوَى اسْتِزادَةً
كَنَسْر رَأَى ظِلًّا بِجُحْر لِخَرْنَقِ؟!
وَمَنْ قالَ: إِنِّي لَسْتُ كُفْءًا وَأَغْتَنِي
نَؤُومَ الضُّحَى فِي بُرْجِ ضَوْء كَلَقْلَقِ؟!
أنَا شاعِرٌ أبْنِي البِلادَ قَصَائدًا
وَضَادِي هَوَايَ المُسْتَهَامُ وَبَيْرَقِي
أَنا فَحْلُ إعْراب ونَجْلُ بَلاغَة
وَسَلْ مَغْرِبًا عَنِّي وَعَنْ شَمْسِ مَشْرِقِي
أَنَا لَسْتُ طَرْطُورًا كَمَا يَدَّعِي الأُلَى
-هَدَاهُمْ إِلَهِي- أَنَّ دَرْسِي بِخَنْدَقِ
وَما نِلْتُ قِطْمِيرًا مِنَ المَالِ خِلْسَةً
وَلَا بِعْتُ وَهْمًا لِلصِّغَارِ بِنُمْرُقِي
فَكَيْفَ بِمَنْ كُنْتُ النَّصُوحَ لِأَجْلِهِ
بِحُلْوِ لِسَان مِنْ نَدِيّ وَمُغْدِقِ؟!
وَمَنْ عِشْتُ أَسْقِي فِي صِبَاهُ فَسَائِلًا
وَأَزْرَعُ وَرْدًا مِنْ خُزَامَى وَزَنْبَقِ؟!
يَشُبُّ فَيَرْمِينِي سِبَابًا وَتُهْمَةً
وَيَقْوَى جَبَانًا فِي خَفاءِ المُبَقْبِقِ؟!
فَقَدْتُ كَثيرًا يَا رَئِيسُ صَلابَتِي
وَمَا عُدْتُ أَرْضَى أنْ أَعِيشَ كَبَيْدَقِ
فَعَجِّلْ رَحِيلِي يَا رَئِيسُ فَإِنَّنِي
وَلَجْتُ زَمَانًا شَابَ رَأْسِي بِمَفْرِقِ
وَمَا عُدْتُ أقْوَى أنْ أَقُومَ سُوَيْعَةً
وَلَيْسَ لِعَجْزِي بَلْ لِسُوءِ تَمَلُّقِ
فَقَدْ جَاءَ قَوْمٌ مِنْ رِجَال وَوِلْدَة
يُسَاوُونَ مُرَّ الشَّوْكرانِبِفُسْتُقِ
يَثُورُونَ إِنْ صُغْتُ البَيانَ قَصيدَةً
وَلَكِنَّهُمْ يَهْوُونَ كُلَّ مُنَقْنِقِ!
سَأَتْرُكُ أقْسَامِي لِتَشْهَدَ سِيرَتِي
وَتَشْهَدَ أَجْيَالِي بِصِدْقِ تَفَوُّقِي
أُغادِرُ مِنْ بَابِ الكِبَارِ مَكَاتِبِي
وَأَعْرُجُ نَحْوَ الخَالِدِينَ بِمَنْطِقِي.
نَعَم أعْشَقُهَا
خَلِيليَّ قُولَا..هَلْ أَبوسُ كِتابَهَا
فَقَدْ أرْسَلَتْ لَيْلَى إِلَيَّ جَوابَها؟!
أَأَقْرَأُ بَدْءًا مَا يَبُوحُ فُؤادُها
مِنَ الشَّوْقِ أمْ أَشْتَمُّ قَبْلًا خِطابَها؟!
أَأُخْفِي بِصَدْرِي كَالنِّساءِ هَدِيَّةً
وَأَهْرُبُ نَحْوَ الدّارِ أُوصِدُ بابَهَا؟!
خَلِيلَيَّ مَهْلًا.. لا تَلُومَا مُنافِحًا
يُرابِطُ عَنْهَا كَيْ يَفُكَّ اغْتِرابَهَا
أنَا صِنْوُهَا.. تَهْتاجُ لَيْلًا رَبابَتِي
فنَعْزِف لَحْنًا كَيْ نُقِلَّ عَذابَهَا
وَأُدْرِكُ حَتْمًا أَنَّ لَيْلَى عَلِيلَةُ
فَيَقْوَى مُصَابِي لَوْ نَسِيمٌ أَصَابَهَا!
فَتَحْتُ -وَلا جَافَاكَ نَوْمٌ- رِسالةً
سَتَرْوِي خَفُوقًا إذْ تَصُبُّ رُضَابَهَا
سَتَرْضَى بِبَعْضِ الشِّعْرِ مِنْ قَرْضِ لَاحِن
وَتَكْفِي عَذابِي-مِنْ لِسان - عِتابَهَا
وَلَكِنَّهَا جَزَّتْ نَضِيدًا بِنَخْلَتِي
وَضَاقَتْ بِأَشٔياع تَضُرُّ رِحَابَهَا
تَقُولُ-وَشَيْبِي مِنْ شُوَاظِ دُمُوعِهَا
وَشُرْبِي حَمِيمٌ يَسْتَعيدُ شَبابَهَا-:
حَبِيبِي.. أَيَجْفُو أَهْلُ بَيْت حَبيبَةً
يَسُوؤُونَ نُطْقًا..يَهْتِكُونَ حِجابَهَا؟!
يَظُنُّونَهَا لَا تَلْحَظُ السُّمَّ نَاقِعًا
إذَا عَقَّ عُرْبٌ فِي الكَلامِ كِتابَهَا!
أَيُعْقَلُ أَنْ يَنْأَى مُحِبٌّ عَنِ المَهَا
وَعَيْنٌ تُمَنِّي لَوْ تَبوسُ تُرابَهَا؟!
أَيُعْقَلُ ألَّا تَحْتَويهِ بِطَبْعِهَا
وَذاتُ مَسَاحِيق تَسُوقُ هَبابَهَا؟!
تَمُدُّ جُذُورًا نَحْوَ بَدْءِ خَليقَة
وَتُمْطِرُ غَيْثًا حَيْثُ سَاقَتْ سَحَابَهَا
تَمِيسُ كَطاوُوس يَسُوسُ عَشِيرَةً
ولَوْ فَجَّرَتْ عَيْنًا سَتُحْيِي يَبَابَهَا!
خَلِيلَيَّ عَابَ القَوْمُ عِشْقِي أمِيرَتِي
وَغَوْصِي إلَى غَوْر أَجُوبُ شِعابَهَا!
يَقُولُونَ: دَعْ عَنْكَ الهُيَامَ بخَيْمَة
تَلِيقُ لِبَدْو يَرْكَبُونَ رِكابَهَا!
وَسُقْنَا شَمَالًا حَيْثُ عَيْنُ حَضارَة
وَزَرْقاءُ لَحْظ نَسْتَشِفُّ لُبابَهَا
تَحَوَّلَ قَوْمٌ عَنْ لِسان ومِلَّة
إَلَى أَلْسُن زَادَتْ شُعُوبًا خَرابَهَا
أَنَا أَنْتَقِي مَا زادَ حُسْنِي أَناقَةً
وَأُمُّ لُغَات وَشَّحَتْنِي ثِيَابَها!
خَلِيلَيَّ قُومَا نَرْتَشِفْ عَذْبَ خَمْرِهَا
وَنَشْهَدْ بِلَذَّاتِ الشِّفاهِ انْسِكَابَهَا!
تَعَالَا مَعِي حَيْثُ البَيَانُ جَمَالُهَا
وحَيْثُ بَديعٌ..كَمْ يَزيدُ عُجَابَهَا!
تَعَالَا إلَى ضَاد حَبَاهَا إِلَهُنَا
عَرُوسَ لُغات قَدْ أَجَلَّ كِتَابَهَا!
أَيَتْلُو عِبادُ اللّهِ آيَ كِتابِهِمْ
بِضَاد جَنَى جِيلٌ عَلَيْهَا أَعَابَهَا؟!
بُعِثْتُ إلَى قَوْم يُضامُ فَصِيحُهُمْ
وَمَنْ يَحْتَقِرْ لَيْلَايَ يَرْقُبْ عِقابَهَا!
سَأبْقَى هُنَا أَحْمِي حُصُونَ أَميرَتِي
وَإنْ أطْلَقَتْ بِيدٌ عَلَيَّ كِلَابَهَا!
سَأَحْيَا عَلَى قَرْضِ النَّسِيبِ لِعَيْنِهَا
وَأَعْلُو بِأَشْعارِ الفُحُولِ قِبابَهَا
فَقُومَا نُعِدْ لَيْلَى إلَى سدْرَةِ الهَوَى
وَمَنْ يَبْتَغِ العُلْيَا يُقاوِمْ صِعَابَهَا!
أَلَا يَا رِفاقَ الضَّادِ هَذِي حَبِيبَتِي
أَجِلُّوا هَوَاهَا كَيْ تَنالُوا ثَوَابَهَا!
إذَا غِبْتُ يَوْمًا عَنْ حِيَاضِ عُرُوبَتِي
فَهَا دُونَكُمْ ضَادِي أَشِيعُوا خِطابَهَا
وَرِثْتُمْ إذَا عَلَّمْتُمُوهَا مُرُوءَةً
وَنِلْتُمْ بِهَا في الشّامِخاتِ نِصَابَهَا
فَطُوبَى لِأَجْيال تَعودُ لِحَرْفِهَا
وَتَسْمُو بِحُسْنَى كَيْ تَنالَ مَآبَهَا
هَنِيئًا لِمَنْ رامَ الثُّرَيَّا بِشِعْرِهَا
وَمَرْحَى لِشَاد في الغَرامِ أَصَابَهَا!.
الشاعر عارف عاصي–جُمهورية مصر العربية
أُمُّ اللُّغَاتِ
فِي عِشْقِهاَ يَهْوَى الجَمَالُ جَمَالا
فِإِذَا الحُرُوفُ تَنَاثَرَتْ أَفْعَالا
تَهَبُ الجَلالَ الرُّوحُ فِي أَقْدَاسِهِ
فَتَمِيسُ بِالحُبِّ النَّقِيِّ دَلالا
تَتَعَتَّقُ الكَلِمَاتُ فِي مِحْرَابِهَا
فِكْراً سَرَتْ تَهَبُ العُقُول حَلالا
طَارَتْ بِأَفَاقِ البَهَاءِ حُرُوفُهَا
فَلَعَلَّ لِلْحَرْفِ البَدِيعِ مَقَالا
حَمَلَتْ جَمَالَ الكَوْنِ طَيَّ بَنَانِهَا
فَالرَّوْضُ أَزْهَرَ وَالأَرِيجُ تَعَالا
رَسَمَتْ مَشَاعِرَ صَفْوِهَا بِتَأَنُّق
كَمَلاكِ حُبّ يَكْسِرُ الأَغْلالا
وَقَفَتْ عَلَى الأَوْجَاعِ فِي أَنْحَائِهَا
فَالقَلْبُ فِيهَا يَحْمِلُ الأهْوَالا
جَمُلَتْ بِعَيْنِ الصَّبِّ عِشْقاً طَاغِياً
وَالصَّبُّ يَهْوَى بِالحَبِيبِ مِثَالا
وَالعَاشِقُونَ تَزاحَمُوا فِي وَصْفِهَا
صِدْقَ الحَبِيبِ إِذَا أَرَادَ وِصَالا
وَالكُلُّ فِي عِشْقِ الجِمَالِ تَسَابَقُوا
وَتَزَيَّنُوا بِالْاِنْتِسَابِ خِصَالا
وَتَعَدَّدَ الخُطَّابُ فِي مَلَكُوتِهَا
طَافُوا البِلادَ جَنُوبِهَا وشِمَالا
عَشِقُوا مَحَاسِنَ دَلِّهَا بِقُلُوبِهِمْ
وَتَنَافَسُوا عِشْقاً لَهَا وَنَوَالا
وَمِنَ العَجِيبِ فَعَاشِقُوهَا كُلُّهُمْ
يَرْضُوُنَ عِشْقَ الآَخرِينَ مَقَالا
أُمُّ اللُّغَاتِ وَخَيْرُ مَا كَتَبَ الوَرَى
تَهَبُ الجَمَالَ لَدَى المَقَالِ جَلالا
رَسَمْتْ بِأُفْقِ الكَوْنِ زَهْراً نَادِياً
وَالبَحْرُ بِالدُّرِّ الجَمِيلِ تَلالا
فِيهَا بِحَارُ بِالجَمَالِ تَزَيَّنَتْ
تُعْطِي الخِضَمَّ مِنَ الأُجَاجِ زُلالا
حَمَلَتْ كِتَابَ اللهِ بِينَ ضِفَافِهَا
فَاقَتْ بِهِ كُلَّ اللُّغَاتِ جَمَالا
عَجَزَ الأُلَى رَامُوا تَبَدُّلَ حَرْفِهَا
لَمْ يَحْمِلُوا بِرِبُوعِهَا أَثْقَالا
فَالعَجْزُ أَثْقَلَ سَعْيَهُمْ فِي دَرْبِهَا
لَيْسُوا سِوَى ضَعْف يَزِيدُ هُزَالا
يَا عَاشِقاً سُبُلَ البَدِيعَ عَلى المَدَى
اِرْمِ الشِّباكَ لِتَحْصُدَنَّ غِلالا
غُصْ فِي بِحَارِ الحَرْفِ تَلْقَ دُرَّهَا
وَاحْفَظْ بِهِ عَقْدَ البَهَاءِ مَآلا
لَمْ تَخْلُ مِنْ دُرِّ البَيَانِ كُنُوزِهَا
فَاصْطَدْ بَدِيعَ القَوْلِ وَالأَمْثَالا
وَاغْرِسْ بُذُورَ الحَرْفِ تَحْصُدْ خَيْرَهَا
فَاغْنَمْ حَصَاداً رَائِعاً وَنَوَالا
قَالُوا عَقِمْتِ فَكَذَبَتْ أَقْوَالَهُمْ
أَفْعاَلُ مَنْ عَشِقَ الحُرُوفِ فِعَالا
فَبَنَاتُ حَرْفِكِ مَائِسَاتٌ فِي الرُّبَى
بِقَصَائِد تَهَبُ العُقُولَ مَنَالا
مَنْ رَامَ هَجْراً رَامَ هَدْمَ مَبَادِئ
فَالدِّينُ يَحْيَا شِرْعَةً وَمَقَالا
وَالذِّكْرُ مَحْفُوظٌ مِنَ الرَّبِ العَلِي
وَبِحِفْظِهِ حُفِظَتْ لَنَا إِجْمَالا.
الشاعر الدكتور عبد الملك بومنجل– الجزائر
غريبةُ الدار!
لغتي التي حَفلَتْ بها الأمجادُ
وسَما بها الفُرسانُ والأجْوادُ
وجَرَتْ بأنهارِ الجَمالِ رشيقةً
وجرَى بها في الخالِدِينَ مِدادُ
وبَنَتْ بأحرفِها اللآلِئِ قلعةً
للعاشقين تَحُفُّها الأطوادُ
وحَمَتْ بأسوارِ الفخامةِ أمَّةً
من أن يُضارِعَ مَجدَها الأندادُ
وغَذَتْ بِسَلسلِها اللغاتِ جميعَها
فزُلالُها لم تَخْلُ منه بلادُ
وحَوَتْ براحتها العلومَ فغرَّدتْ
بلسانِها الأطيارُ والأعوادُ
جفَّتْ جوانحُها وهِيضَ جَناحُها
وغدت بأيدي العاجزين تُقادُ
وتَسَمَّرَتْ في الجُب حيثُ تُراثُها
قَمرٌ يُخانُ جمالُهُ ويُبادُ
واستَسْلمَتْ للماكرين بأرضِها
يُغرى بها السفهاءُ والأوغادُ
مِن كلِّ فَدْم ليس يُطرِبُهُ الشذَى
إن كان منبعَهُ الزكيَّ الضادُ
أما إذا سمِعَ اللغاتِ بَكِيَّةً
فيَكادُ يُسْلِمُها الفؤادَ يكادُ!
أو كلِّ وغْد منتهى أحلامِهِ
ألاّ يَرى قِمَمَ الجبالِ تُشادُ
في أمّة صنعَ الكِتابُ جلالَها
فرجالُها الأقمارُ والأطوادُ
تُرِكتْ منابِعُ سِحْرِها ليَدِ البِلى
حتى ذوى نبراسُها الوقّادُ
وعدا إلى ضرّاتِها أبناؤها
لَمَحوا السُّفوحَ رَخيَّةً فانقادوا
واليومَ يزعمُ من جفاها أنّهُ
حامِي الحمَى وكريمُها المِجوادُ
يُهدِي لها عيدا ويصدحُ في الورَى:
أمُّ اللغاتِ وخيرُهُنَّ الضادُ
فهل الفخارُ بها سيَرفعُ ذكرَها
أم هل ستَجْبُرُ كَسْرَها الأعيادُ؟.
الشاعر الدكتور أحمد جاد–جُمهورية مصر العربية
لغة القرآن
لُغْةُ الْكِتَابِ حَبَاكِ الْلهُ مَنْزِلَةً
تَخْبُوْ بِجَانِبِهَا كُلُّ الْعَظِيْمَاتِ
كَمْ أَلْفَ عَام مَضَتْ وَيْدَاكِ عَامِرَةٌ
وُخُطْاكِ ثَابِتَةٌ رَغْمَ الْعَدَاءَاتِ
مَهْدُ الْلُّغَاتِ عَلَى الْأَيَّامِ بَاقِيَةٌ
مَاْ ضَاقَ مَعْنًى بِهَا ماض وَلَاْ آتِ
كَمْ مِنْ لُغَاْت غَدَتْ رَسْماً بِلَاْ كَلِم
وَأَنْتِ أَنْتِ وِعَاْءُ الْوَحْي مَوْلَاْتِيْ
لَوْلَا كِتَابٌ بِهَا قَدْ جَاءَ مُكْتَمِلاً
مَاْ كَاْنَ ذِكْرٌ لَهَاْ إِلَّاْ كَأَشْتَاْتِ
شَمْسُ الْلُّغَاتِ إِذَا أَبْدَتْ قَلَائِدَهَا
ذِيْنُوْرُ شَمْس وَذِيْ ضَوْءٌ بِمِشْكَاةِ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.