من الظواهر المسيئة التي استحدثت على الشواطئ هذه السنة، والتي صارت تزعج المواطنين، بل وتخلق صرا عات بين المصطافين، وهي ظاهرة تأجير الرنجيلة على الشواطئ، يؤجرها بعض الشباب بأسعار متفاوتة، ويستعملها البعض في تدخين الحشيش. مصطفى مهدي كانت البداية ونحن نمر بشاطئ الكتاني ليلا، حيث كان هنالك شبان يدخنون "الشيشة" ولكن الرائحة المنبعثة منها كانت رائحة الحشيش، أي أنهم إستبدلوا "المعسل"، وهي الجمرة التي عادة ما توضع في الرنجيلة، وتكون بأذواق مختلفة، تفاح، موز، وغيرها، بأن وضعوا الحشيش، وأغلب مدخني الرنجيلة يفعلون ذلك، ولكن على شاطئ عائلي، هذا ما يثير الاستياء، واستياء مراد بالخصوص، والذي كان رفقة أخته بجانبنا، طلب من الشبان المدخنين أن يبتعدوا برنجيلتهم الى مكان يكون منعزلا، فاعتبروا ذلك اهانة، فقال انه لا يريد ان يستنشق رائحة الحشيش في مكان مخصص لاستنشاق الهواء الطلق، فراحوا يشتمونه وبادلهم بدوره الشتائم، ولكن جميع من كان في الشاطئ أصر على أن يغادر هؤلاء الشبان، ولكن ما الفائدة، إذا كانت تلك الرنجيلة يؤجرها البعض على طاولات في الشاطئ، فحتما سيكون هناك أشخاص يستأجرونها للتدخين؟ اتجهنا إلى الشاب الذي كان يضع طاولة فيها أنواع كثيرة من الرنجيلة، يؤجرها بمائتي دينار، وهو سمير، تحدثنا إليه، وعن الجمرة التي يضعها فقال لنا أنه يضع جمرة عادية، أي "المسعل"، وعن مصدر فكرة تأجير "الرنجيلات" على الشاطئ يقول: "كل شيء يباع ويؤجر هنا، فلم لا أؤجر الرنجيلة، وهي التي يطلبها الناس الذين يحبون أن يتمتعوا ببعض الهدوء، وهم يدخنون رنجيلتهم، بدل الفوضى التي يجدونها في المقاهينوالأماكن المخصصة للتدخين؟" وعما إذا لم يكن يخشى أن يزعج زبائنه بدخانهم العائلات التي تطلب هواء نقيا، يجيب: "هذا شاطئ بحر، وسماؤه تسع الجميع، فهي ليست قاعة او صالة يمكن ان يلوث الجو بها، لهذا فلا يمكن أن نقول أن رنجيلة أو اثنتين يمكن أن تلوثا جو شاطئ بحر، هذا غير معقول" وعن إستعمال بعض الزبائن للحشيش بدل المعسل، يقول محدثنا سمير: "هذا ليس من مسؤوليتي، أنا لا أؤجر الحشيش، هذا ما أستطيع أن أقوله، أما أن يفعل آخرون هذا، فليس بوسعي منعهم، وعلى العائلات والأشخاص وحتى قوات الأمن أن تتدخل في تلك الحالة، المهم أن تعود إلي رنجيلتي" ورغم اللهجة التبسيطية التي كان يتحدث بها سمير، إلاّ الرنجيلة فعلا تضايق الكثير من العائلات، ففي اليوم الموالي إتجهنا إلى بعض الشواطئ، ومنها شاطئ "لابيروز" والذي لاحظنا فيه نفس الظاهرة، "رنجيلات" تؤجر، يقول لنلا عمار، وهو رجل قدم مع عائلته: "لا ألوم هؤلاء الشبان الذين يؤجرون الرنجيلة، ولكن الزبائن، فهناك صخور، وأماكن منعزلة على الشاطئ يمكن أن يقصدوها، ولكن ليس في الشاطئ وسط العائلات، وهو ما فعله، للاسف البعض ممن لا اخلاق له، حيث يجلس بكل وقاحة امام عائلة ما ويبقى يدخن أمامها رنجيلته حتى تغادر، أو تشتبك معه، وهو أمر غريب حقا، لهذا لا بد أن تكون هناك رقابة على هؤلاء، ففي الأمس فقط أتيت إلأى هنا وجلس أمامي خمسة أشخاص راحوا يدخنون الحشيش الذي وضعوه في الرنجيلة، وكنتمع عائلتي، ولم اجد الا ان اغادر المكان". سامية التي كانت مع اختها تقول: "ليس الأمر بهذه البساطة، لا بد ان نمنع حتى دخان السجائر، انا مثلاً لا افرق بين رائحة السجائر، ورائحة الحشيش، أو دخان الرنجيلة، لا افرق بين كل تلك، كلها تزعجني، ولهذا لا بد ان نمنع حتى السجائر على الشواطئ، أو على المدخنين ان ينزووا في مكان منعزل لكي يدخنوا، أو على الأقل نمنع بيع السجائر على الشواطئ".