بالموازاة مع ارتفاع أسعارها في الأسواق الميليديو يهدّد 4 آلاف هكتار من محاصيل البطاطا بمستغانم بات وباء الميليديو يهدد مساحات واسعة من محاصيل البطاطا الموسمية عبر إقليم ولاية مستغانم حيث ظهرت ملامح المرض الخطير السريع الانتشار عبر العديد من البؤر حسب اضحى يشتكي منه المستثمرون في ذات الشعبة وهو الأمر الذي اصبح يثير مخاوفهم بفعل المخاطر التي باتت تهدد محاصيلهم وتنذر بإفلاسهم في وقت بلغت فيه زراعة البطاطا الموسمية مراحلها الحاسمة بعدما انطلقت حملات الغرس منتصف شهر ديسمبر المنصرم وحيث اكتملت ونمت الشجيرات عبر الحقول المنتشرة بمناطق عدة بسهول وتلال الولاية على شاكلة مناطق ماسرى منصورة عين تادلس خيرالدين وادي الخير السور الطواهرية وغيرها وحيث يرتقب ان تنطلق حملات الجني خلال الاسابيع القليلة المقبلة. الوباء الخطير وحسب الفلاحين والخبراء والتقنيين السريع الامتداد والانتشار باتت الظروف المناخية وأحوال الطقس السائدة خلال الأسابيع الأخيرة مناسبة تماما لتكاثر فطريات البياض الزغبي حيث انخفاض معدلات الحرارة وتذبذبها بالتزامن مع ارتفاع متوسط نسبة الرطوبة إلى ما يتجاوز ال80 بالمائة مما يخلق البيئة المناسبة في خضم غياب التساقطات المطرية اذ سجل في ذات المضمار ظهور بوادره على مستوى العديد من الحقول مما أحدث حالة طوارئ وسط جموع الفلاحين المستثمرين في ذات الشعبة مما فاقم من الهواجس والمخاوف جراء التكاليف الباهظة التي تنفق في سبيل إنجاح زراعة سيدة المائدة نظرا لغلاء أسعار البذور التي تجاوزت 13 ألف دينار للقنطار الواحد فضلا عن التهاب أسعار الأسمدة المخصبة التي ناهزت ال11 ألف دينار للقنطار الواحد ناهيك عن مصاريف تهيئة التربة والمبيدات الكيماوية المستخدمة في المعالجة حيث يشتكي الجميع من عدم فعاليتها في غالب الأحيان نظرا لنوعيتها الرديئة واعتبارها مغشوشة جنيسة غير ذات جدوى. الفلاحون وحسب ما وقفت عليه أخبار اليوم يشتكون في ذات الصدد من غياب المرافقة الميدانية للتقنيين والمهندسين المختصين إذ غالبا ما يجد المستثمرون في شتى أنواع الشعب الفلاحية أنفسهم يصارعون ويجابهون شتى أشكال التحديات الطبيعية والفنية والمالية في ظرف يسجل فيه نقص فادح لليد العاملة الفلاحية أمام عزوف الشباب عن ممارسة ذات النشاط المنتج وتقلب الاسواق مع تذبذب الاسعار لمختلف المنتوجات. يحدث هذا في ظرف يسجل فيه تناقص شديد لكميات التساقطات المطرية التي لم تتجاوز معدلاتها منذ الخريف المنقضي إلى حد الآن ال150 ملمتر فقط مما اضحى ينذر بموسم جفاف حيث يتسابق الفلاحون بالولاية لسقي محاصيلهم المتنوعة خصوصا الحبوب باستخدام أساليب الري المتنوعة لمن تتوفر له إمكانيات السقي وأبار استخراج المياه الجوفية التي ما برحت تنضب وتتناقص بدورها بشكل واسع ومثير أمام عجز الجهات الوصية في توفير محيطات السقي الفلاحي انطلاقا من السدود المائية التي تتوفر عليها ولاية مستغانم والتي تقدر طاقتها التخزينية بحوالي 150 مليون متر مكعب غير أنها غير مستغلة في ذات الجانب الحيوي بفعل غياب دور المصالح الفلاحية والري التي لا تتوفر لديها إستراتيجية فلاحية بناءة تفضي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والتخلص من مخاطر التبعية الغذائية. وفي ذات السياق فإن أسعار سيدة المائدة قد سجلت مؤخرا ارتفاعات قياسية بلغت حد ال70 دينار للكلغ الواحد مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك مع تزايد الاقبال عليها واتساع دائرة استهلاكها في ظل ارتفاع اسعار مختلف انواع السلع الواسعة الاستهلاك من العجائن إلى الباقوليات وغيرها.