مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد مقالات أهل القلم العناية بالغذاء الصحي في شهر رمضان ترصد أخبار اليوم مقالات الكُتاب في مجالات الفكر والفلسفة والدِّين والتاريخ والاستشراف والقانون والنشر والإعلام والصحافة والتربية والتعليم والأدب والترجمة والنقد والثقافة والفن وغيرها وتنشرها تكريما لهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها ثانية بأدواتهم ولاطلاع القراء الكرام على ما تجود به العقول من فكر متوازن ذي متعة ومنفعة. سلوكات وعادات غذائية غير صحية في رمضان بقلم: الدكتور رمزي بوبشيش شهر رمضان فرصة عظيمة وجب استغلالها لبناء نمط حياة وسلوكات وعادات غذائية صحية متوازنة يمكن الحفاظ عليها لخلق سلوكات غذائية صحية وذلك لما للصيام من فوائد على الجسم إلا أن مائدتنا الجزائرية في شهر رمضان والمقبلين عليها تشهد بعض السلوكات والعادات الغذائية غير الصحية والتي تؤثر على اختلال النظام الغذائي واختلاق مشكلات صحية وجسمية بدل خلق فوائد صحية متعلقة بالصيام. سنتطرق في موضوعنا إلى العادات الغذائية السيئة التي يتبعها الصائم الجزائري في رمضان وما يترتب عنها من آثار جانبية قد تسبب بعض الأمراض والاختلالات غير الصحية في جسم الإنسان كارتفاع الضغط الدموي وزيادة نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية وغيرها من الأمراض.. وهذه أبرز العادات الغذائية والسلوكات غير الصحية وما تسببه من اختلالات صحية وجسمية: -الإسراف في تناول الطعام والإكثار منه بمجرد أن يوضع الطعام على المائدة بحيث يعكف أغلب الصائمين على تناول الطعام بكميات كبيرة وبدون توقف وذلك يؤدي إلى انتفاخ في المعدة وحدوث تلبك معدي ومعوي وعسر في الهضم حيث يحس المفطر بالانتفاخ والألم تحت الضلوع وذلك لأن معدة الصائم فارغة طوال عدة ساعات وإدخال الطعام عليها بسرعة وبكميات كبيرة يؤدي إلى الأعراض السابق ذكرها.. وأغلب هذه الحالات تستقبلها مصالح الاستعجالات في بدايات شهر رمضان. - تناول الحلويات والعصائر والمشروبات الغازية وبكثرة وخصوصا مباشرة بعد الإفطار مما يسبب تأخرا في عملية الهضم وتذبذبا لنسبة السكر في الدم وهذا ما يدفع الصائم إلى اشتهاء المزيد منها حيث تساهم المشروبات الغنية بمادة السكر في الإضرار بعملية الهضم وانخفاض في نسبة البوتاسيوم في الدم وزيادة في الوزن كما أنها تهدد بخطر الإصابة بمرض السكري والإكثار منها في شهر رمضان يعجل بظهور هذه الأعراض. -الإفراط في تناول الأطعمة المشبعة بالزيوت والمواد الدسمة والكربوهيدرات التي تتصف بها أطباقنا التقليدية مما يؤدي الى الكسل والخمول والشعور بالنعاس حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم على حساب كمية الدم الواردة إلى أعضاء حيوية في الجسم وأهمها المخ كما تصاحبها قلة الحركة خلال شهر رمضان مما يؤدي إلى زيادة في الوزن وتراكم للدهون. - غياب التوازن الغذائي في أغلب الأطباق المحضرة في شهر رمضان بحيث يغلب على موائدنا الأكلات المشبعة بالدهون والثقيلة والحلويات والمشروبات وغياب شبه تام للأكلات الخفيفة من سَلطات وفواكه طازجة وأطباق خضروات مما يحرم جسمنا في رمضان من مختلف الفيتامينات والمعادن والألياف حيث يصاب الكثيرون بالإمساك نظرا لتجنب هذه الأكلات والإكثار من الحلويات كما أن الإكثار من السَّلطات يجعل الجسم يشعر بالشبع مما يقلل من مخاطر الإسراف في الأكل في بداية الإفطار. _ الإفراط في تناول اللحوم الحمراء التي تكثر في إعداد الشوربات والأطباق التقليدية وكذلك المشاوي التي تسبب في ارتفاع نسبة حمض البوليك بالدم مما يهدد بإمكانية الإصابة بمرض النقرس. _ تناول القهوة وخصوصا الشاي بعد وجبة الافطار مباشرة حيثأنه يمنع امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن خصوصا الحديد الموجود في بعض الأطعمة. وأخيرا ننصح برياضة المشي بعد الإفطار والذهاب لصلاة التراويح مما يساهم في حرق السعرات الحرارية وخلق التوازن في النظام الغذائي. رمضان والأمراض المزمنة بقدوم شهر رمضان الكريم تزداد التساؤلات من قِبل أصحاب الأمراض المزمنة والحالات الصحية الخاصة حول إمكانية صيام شهر رمضان من عدمه ومدى تأثير الصيام على حالتهم الصحية.. وفي حديثنا هذا سنقدم نصائح وإرشادات المتعلقة ببعض الأمراض المزمنة والصيام من عدمه: _ لمريض السكري من النوع الأول الذي يعالج بالأنسولين من الأحسن تجنب الصيام نهائيا لأن ذلك يعرضك لهبوط حاد لنسبة السكر في الدم واحتمالية الدخول في غيبوبة قد تكون قاتلة..وكما أنه ليست هناك قاعدة ثابتة لتحديد إمكانية صيام مريض السكري من عدمه حيث يختلف القرار من مريض لآخر وفقا لجرعات الأنسولين فالمرضى المتعالجون بحقن الأنسولين ويأخذون جرعة واحدة يوميًا أو جرعتين يمكنهم الصيام على أن يراجعوا أطباءهم قُبيل بدء صيام رمضان لتعديل كميات الجرعات ومواعيدها بينما المرضى الذين يأخذون عدة حقن من الأنسولين يوميا فهؤلاء لا يمكنهم الصيام لأنه يسبب خطرًا مؤكدًا على صحتهم. _لمريض السكري من النوع الثاني: الذي يتناول الدواء على شكل حبوب وأقراص بإمكانك الصيام مع إتباع هذه الإرشادات: -فحص نسبة السكر في الدم بانتظام ومرات عديدة خلال اليوم. -في حالة الإحساس بالأعراض الآتية ضعف وهزال عام مع الصداع والدوخة والعَرق وزيادة معدلات ضربات القلب يجب التوقف عن الصيام وقياس نسبة السكر في الدم على الفور وإذا انخفض مستوى السكر لأقل من 0.7 توقف عن الصيام وتناول فورا قطع سكر أو اشرب عصير. - لصيام بدون تعقيدات حاول بعد الإفطار تناول وجبات متقطعة وأكثر من شرب الماء وتجنب قدر الإمكان الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر والأطعمة الدسمة وركز على تناول الفواكه والخضروات. _ المصابون بالأمراض القلبية وخصوصا ارتفاع الضغط الدموي الذين بإمكانهم الصيام شريطة تعديل تناول جرعات الدواء المضاد لارتفاع الضغط الدموي خارج أوقات الصيام ما بين فترة الإفطار إلى السحور وأخذه بانتظام مع الالتزام بنظام غذائي متوازن والابتعاد عن الموالح والمخللات والتخفيف من ملح الطعام في الأطباق التي يتم تناولها على الإفطار. إلا أن هناك حالات استثنائية لا يتم فيها السماح بالصيام ومنها ارتفاع الضغط الدموي غير المستقر والمرتفع وغير المنتظم بأسابيع قبل الصيام وكذلك احتشاء العضلة القلبية (الجلطة) الحديث خاصة خلال أول 6 أسابيع من الإصابة الخناق الصدري (الذبحة) غير المستقر قصور عضلة القلب الحاد غير المستقروالتضيق الشديد أو القصور الشديد في الصمامات والاضطرابات الخطِرة في نظم القلب. _للمرضى المصابين بالقرحة الهضمية المعدية أو الاثني عشرية إذا عولجت القرحة وشفيت يمكن للمريض الصيام ولكن إذا كانت القرحة حادة (آلام عند الجوع ألم يوقظ المريض من نومه) أو حدثت انتكاسة حادة في قرحة مزمنة أو عند حدوث مضاعفات القرحة كالنزيف الهضمي أو عند استمرار الأعراض رغم العلاج الدوائي فيجب الإفطار في كل هذه الحالات. وبخصوص أصحاب أمراض الكلية فإذا كانت الكليتان سليمتين فإن الصيام راحة لهما وعافية ولكن عندما تكون إحداهما مريضة فيصبح ذلك عبئًا عليهما خصوصًا في المناطق الحارة. ففي حالة الإصابة بالحصيات الكلوية قد تزداد الحالة سوءا بسبب الجفاف لعدم شرب السوائل بكميات كافية ولذلك يستحسن عدم الصيام في الأيام شديدة الحرارة ولكن عند الصيام ينصح المرضى بتناول كميات وافرة من السوائل مساءً وعند السحور مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار. كذلك فإن المصابين بالفشل الكلوي المزمن ينصحون بعدم الصيام إلا إذا كان المريض يتلقى الغسيل الكلوي فربما يستطيع الصوم في اليوم الذي لا يجري فيه غسيل الكِلى. وفي الأخير نؤكد أن إمكانية الصيام من عدمه تعود إلى الطبيب المعالج ولكل مريض حالته الخاصة ولذلك يستحسن قبل بدء شهر الصيام استشارة الطبيب المعالج لأصحاب الأمراض المزمنة كما أن تقرير إمكانية الصيام أو عدمه ليس بالأمر اليسير ولا يمكن تقرير قواعد عامة لجميع المرضى بل ينبغي بحث كل مريض على حِدى.