مع انطلاق العد التنازلي للشهر الفضيل عمرة رمضان بالتقسيط تجذب اهتمام المواطنين ق· حنان مع انطلاق العد التنازلي لشهر رمضان الفضيل، يتجه الكثير من المواطنين الجزائريين إلى اغتنامه لأداء عمرة، خاصة وأن العمرة في رمضان تعادل حجة، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم، وغالبا ما يختار بعض المعتمرين النصف الأخير من شهر رمضان لأداء العمرة فيه، ولأجل ذلك فقد تزايدت خلال الأيام الأخيرة الإعلانات الخاصة بالوكالات السياحية ووكالات الأسفار المنظمة لرحلات العمرة في الشهر الفضيل، حيث ملأت الإعلانات واللوحات الإشهارية الخاصة الشوارع والطرقات وكل الأماكن تقريبا، إذ تنافست الكثير منها في إبراز مختلف خدماتها، وتقديم العديد من الإغراءات لأجل جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن، فيما جمع بين تلك العروض كلها، ميزة بالتقسيط، استجابة وتلبية لرغبات الكثير من المواطنين الراغبين في زيارة البقاع المقدسة وأداء العمرة، ولكنهم غير قادرين على دفع تكلفتها كاملة، ما يجعل الدفع بالتقسيط في هذا الإطار أنسب وأسهل الحلول لهؤلاء، مادام أن صيغة البيع بالتقسيط إجمالا في الجزائر قد لاقت الكثير من القبول لدى المواطنين في كافة المجالات· وقدمت بعض وكالات السياحة والأسفار مثلما يظهر من خلال ملصقاتها الإعلانية عروضاً مميزة، تنطلق من السعر المغري لتكلفة العمرة الذي يتراوح ما بين 118000 دج و 150000 دج، على أن يدفع المبلغ بالتقسيط بعد أن يتم تقديم مبلغ في البداية كمقدم، وهو يتراوح ما بين 5 إلى 6 ملايين، على أن يتم تقسيط بقية المبلغ على دفعات شهرية، بالنسبة لبعض الوكالات، فيما يدفع على مراحل قبل التوجه إلى الأراضي المقدسة بالنسبة للوكالات الأخرى· هذه الصيغة التي بإمكانها أن تحقق أحلام الكثيرين المتعلقة بأداء العمرة سواء في المولد النبوي الشريف أو خلال شهر رمضان المعظم، لقيت ترحيبا واسعا من طرف المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم محاطين بعددٍ هائل من الإعلانات الإشهارية والملصقات التي جذبت أنظارهم، خاصة وأن الرقم المسجل عليها بالبنط العريض، لا يعتبر رقما خياليا قياسا بتكلفة الحج أو العمرة في الحالات العادية، والأكثر من ذلك أن الدفع يكون بالتقسيط المريح، ما دفع الكثيرين إلى الاتصال بغية الاطلاع والاستفسار أكثر حول الموضوع، ولم لا الحجز وتقديم الملف، الذي يتكون حسبما استقيناه في اتصال هاتفي مع إحدى هذه الوكالات، من شهادتي ميلاد وثلاث صور شمسية وصورة طبق الأصل من جواز السفر و12 صكا، بالإضافة إلى إبرام عقد مع الوكالة، وتسبيق مبلغ 6 ملايين دج، أما الباقي فيتم تقسيطُه على دفعات، يتم تسديدها إلى ما بعد العودة من البقاع المقدسة· أما بالنسبة لإحدى الوكالات التي عرضت تكلفة العمرة كلية ب118000 دج، فقد قالت إحدى موظفاتها في اتصال أيضا ب(أخبار اليوم)، إنه يتم دفع المبلغ المتبقي قبل التوجه لأداء العمرة، وقد لقيت إقبالا ملحوظا من طرف المواطنين الذين اعتادوا هذه العروض كل سنة، وينتظرونها بشغف· وإلى جانب تكلفة العمرة، فإن الوكالة تعرض على زبائنها مجموعة من الخدمات المميزة أيضا حسب محدثتنا دائما كالحجز في فنادق قريبة من الحرم المكي والمدني وغرف مجهزة بمطبخ وحمام وتلفاز وثلاجة، وحافلات حديثة ومكيفة، إضافة إلى الرعاية الطبية، وزيارات إلى مكة والمدينة، ورحلات منظمة إلى مناطق متعددة بالحرم الشريف والمدينة المنورة· بعض المواطنين من جهة أخرى، استحسنوا المبادرة، لأنها تضمن لأصحاب الدخل المتوسط والمحدود تحقيقَ حلم كل مسلم بزيارة بيت الله الحرام، وأداء العمرة لمن لم يسعفهم الحظ في أداء مناسك الحج، ولكن البعض أبدى مخاوفا من احتمال وجود بعض الأخطاء الفادحة فيما يخص التكفل بزوار بيت الله الحرام، وهي المشكلة التي كثيرا ما عانى منها الحجاج مع بعض الوكالات السياحية، ومع ذلك فإن العملية بصفة عامة، تعتبر حلا مثاليا لذوي الدخل المحدود· هذا بينما يبقى أكثر ما يشغل بال المواطنين في العملية برمتها هو الحكم الشرعي للعمرة بالتقسيط، وفي هذا فقد أجاز عدد من الفقهاء أداء العمرة بالتقسيط إنما وفق شروط معينة، حيث قال بعض منهم إنه إذا كان تقسيط الثمن بلا زيادة فيه فالمعاملة جائزة، لأنها تكون من قبيل القرض الحسن، حيث يتولى الوكيل دفع مقابل الخدمات ويبقى ما دفعه دينا على الموكل وكذا أجرته· أما إذا كان فيه زيادة في الثمن، فإنه لا يجوز دفع مقابل العمرة بالتقسيط لأنه يعتبر حينها قرضا بربا نظير التأخير· فالمعاملة إذا كانت دون زيادة في الثمن فهي جائزة وإن كانت مع الزيادة فهي غير جائزة لأنها قرض بربا· وعلى كل حال تبدو فرصة أداء العمرة بالتقسيط حلا مناسبا لشريحة واسعة من الجزائريين، ممن وبفضل مثل هذه العروض صاروا يقتطعون مبالغ مالية على مدار السنة لاستثمارها فيما بعد في أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المعظم·