صفحات تحفظ كرامة الفقراء مواطنون ينظمون قفة رمضان على فايس بوك في بادرة هي الأولى من نوعها، تطوّع بعض الشبان وفتحوا صفحات على المواقع الاجتماعية، لجمع التبرعات ثمّ إعطاءها لمن يحتاج إليها، أو وصل المحسن بالمحتاج، وغيرها من الطرق التي تسهل عملية التبرع، وتجعلها أسرع، ولا تعرض لا إلى البيروقراطية، ولا المنّ والأذى· مجموعة المتطوعين تلك، والمتكونين من شباب تتراوح أعمارهم بين السابعة عشرة، والسادسة والعشرين سنة، أسموا صفحتهم (قفة الفايس بوك) والتي تعمل التالي: أولا يسيرها هؤلاء الشباب بالتناوب، أي أنّ كل واحد منهم، ومن بيته، أو من قاعة الأنترنت، أو حتى ساعات الفراغ في مقر عمله، يفتحونها بشكل منتظم، فتأتيهم رسائل المحتاجين الذين يريدون الصدقة، ويكونون من سكان العاصمة الصغرى، وحتى من الأحياء الراقية، ثمّ رسائل المتطوعين، فما أن يربطوا المحسن بعنوان المحتاج، وما أن يتطوعوا هم بفعل كل شيء، وعن هذه الفكرة يقول لنا، محسن، وهو أحد هؤلاء الشباب: (لا بد أن نستغل الوسائل التكنولوجية في كل شيء، في العمل، والدراسة، وفي حياتنا اليومية، ومن ذلك الإحسان، وهو ما نفعله، ونقوم بوصل أصحاب الأيادي المُحسنة مع المحتاجين، ولكن بعد أن نُجري بحثا قصيرا حول الشخص الذي يحتاج إلى الصدقة، صحيح أنهم يفتحون صفحات بأسماء مستعارة، حتى تحفظ كرامتهم، ولكن لا بد أن يقولوا لنا في رسائل خاصة عن أسمائهم الحقيقية، ونحن لدينا أصدقاء في كل أحياء العاصمة تقريبا، ونسأل عنهم بكل سرية، ثم نقرر فيما إذا كانوا بحاجة إلى معونة أو لا، صحيح أنه ليس لدينا وثائق إدارية عن عمل هذا الشخص، أو دخله، ولكننا عمل بكل شفافية وبصدق، وقد يستطيع أحد الاحتيال علينا، ولكن حتى عندما تكون هناك معلومات دقيقة يكون هناك احتيال، ومشاكل بيروقراطية وغيرها مما يقف في وجه وصول الصدقة إلى المحتاج)· وعلى صفحات أخرى اسمها (شهر الرحمة) فعل آخرون على موقع تويتر نفس الشيء، ولو أنهم استهدفوا الأحياء الراقية، وصارحنا بالأمر عندما سألناه أن كيف يكن لمحتاج أن يملك انترنت، وهو لا يملك ما يأكله في شهر رمضان؟ فأجابنا قائلا: (في الحقيقة نحن لا نعمل مع المتشردين، ولكن هؤلاء الفقراء الذين يسكنون ربما في أحياء راقية، وربما لديهم تلفزيون، وانترنت كذلك، ولكنهم يمرون بمرحلة صعبة، وربما لم يُعرفوا، وهناك الكثير من الحالات التي تخفيها البيوت التي نسميها بالراقية، ولكنها في الحقيقة تخفي مآسٍ كثيرة، أما عن التبرع فإننا لا نتدخل، نضع فقط إعلانات على الصفحة لأصحابها، وعلى المحسنين أن يطلبوا منا اسم وعنوان المحتاج الذي نتركه سريا وهكذا)·