وصايا خاصة للعمال ثلاثة أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك يعاني الكثير من الناس سوء الحظ وقلة الرزق وعدم التوفيق في أمور الدنيا ودائما ما يشعر بعضنا بملازمة النحس وقلة النجاح في أغلب أموره فيظن في نفسه شرا ونحسا طوال الوقت وهذا لا يعني العجز وترك الأخذ بالأسباب فإن الله تعالى قدَّر للأرزاق أسبابًا تؤدِّي إليها كما قدَّر الأكل سببًا للشبع والشرب سببًا للرِّي والزواج سببًا لتحصيل الذرية وهكذا. والتّوفيق هو الإلهامَ للخَيْر وهو أيضا الهداية والرشد والتأييد والتسديد وهو سَدُّ طريق الشّرّ وتسهيل طريق الخير. ومن أسباب التوفيق: الافتقار إلى الله وطلب العون منه: فذُلّ العبد وانكساره وخضوعه لله وإقراره بعجزه وضعفه يجلب له التوفيق بحول الله وقوته فالتوفيق محض منّة من الله فرجاؤه وحصوله مقصور عليه سبحانه وتوفيقه قال تعالى حكاية عن نبيه شعيب: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88]. فالعبد مطالب بالابتعاد عن الغرور ومطالب بالسعي والاجتهاد في طلب الخير فعليه أن يستمد العون من ربه على ذلك وأن يعلم أنه لا يقدر على ذلك إلا هو فيسأله توفيقه مسألة المضطر ويعوذ به من خذلانه عياذ الملهوف. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ رحمتَك أرجو فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عين وأَصلِح لي شَأني كلَّه لا إله إلا أنتَ. أي لا تفوض أمري إلى نفسي لحظة قليلة قدر ما يتحرك البصر فإن من سلب التوفيق لم يملك نفسه ولم يأمن أن يضيع الطاعات ويتبع الشهوات فينبغي لكل مؤمن أن يكون هذا الخوف في باله واعتباره. و أجمع العارفون بالله أنَّ التوفيق هو أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك وأن الخذلان هو أن يُخْلِيَ بينك وبين نفسك. عدم الاغترار بالعقل والذكاء: ترك الاغترار بالعقل والاعتماد عليه أهم مداخل العمل الصالح والتوفيق إليه فكم من ذكي أضلَّه اللهُ على علم يقول الله تعالى: {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْء إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [الأحقاف: 26]. وصدق من قال: قليل التوفيق خير من كثير العقل وفي رواية (خير من كثير العمل) وفي أخرى (خير من كثير العبادة). ولذلك قيل: إِذَا لم يَكُنْ عَونٌ مِنَ اللهِ لِلفَتى *** فَأَوَّلُ مَا يَجنِي عَلَيهِ اجتِهَادُهُ. الهِمَّة وصِدْق العزيمة:
على قدر نية العَبْد وهمته وَمرَاده ورغبته يكون توفيقه سُبْحَانَهُ وإعانته والخذلان ينزل عَلَيْه على حسب ذلك وقد قال تعالى: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بينهما} [النساء 35] فجعل النية سبب التوفيق. قال ابن القيم: سعادة العبد في صدق العزيمة وصدق الفعل فصدق العزيمة: جمعها وجزمها وعدم التردد فيها بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوم. فإذا صدقت عزيمته بقي عليه صدق الفعل وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه وأن لا يتخلف عنه بشيء من ظاهره وباطنه. فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الإرادة والهمة وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور. ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره. وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله.