كشفت تقارير أمريكية أن إسرائيل تبنت خطة لمهاجمة إيران من أراضي جورجيا، فيما أطلقت قمرا اصطناعيا للتجسس قادر على رصد ما يجري في طهران. وقال تقرير صادر عن دورية »فورين آفيرز جورنال« الأمريكية إن إسرائيل وتركيا كانتا ترتبطان باتفاق يجيز للطائرات الإسرائيلية عبور المجال الجوي التركي في الحالات الطارئة. وأضاف التقرير أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ألغى الأسبوع الماضي سلسلة من الاتفاقيات الثنائية التي لم تكن معلنة أنقرة وتل أبيب عقب الهجوم على »أسطول الحرية«، مما أدى إلى مقتل تسعة أتراك وإصابة العشرات. ونقلت جريدة »القدس العربي« عن التقرير »التسريب الإسرائيلي لصحيفة بريطانية حول تعاون دول أخرى لقصف إيران كان يهدف لثني اردوغان عن عزمه إلغاء اتفاق عبور المجال الجوي التركي في الحالات الأمنية الاستثنائية«. إلا أن أردوغان ألغى أيضا اتفاقا كان يسمح لإسرائيل بإرسال طيارين للتدرب في المجال الجوي التركي بصورة دورية بسبب اتساع ذلك المجال وتنوع جغرافية الأراضي التركية. وكانت إسرائيل ترغب في استغلال هذه التدريبات في المرور إلى الأراضي الجورجية تحت دعوى تدريب الطيارين طبقا لذلك الاتفاق، فيما لم تكن تعلم تركيا بالخطة الإسرائيلية. وأضاف التقرير أن إنهاء تركيا للاتفاقيات الثنائية مع إسرائيل لا يعني بالضرورة أن إسرائيل قد ألغت تماما خطة مهاجمة إيران من الأراضي الجورجية، وخاصة وهي التي تتمتع بتواجد عسكري بالغ القوة هناك لاسيما بعد الحرب الأخيرة بينها وبين القوات الروسية. وتردد أنباء أن العلاقات بين اسرائيل وجورجيا وثيقة جداً، حيث ساندت اسرائيل التمرد الجورجي ضد روسيا، وزودتها بأسلحة متطورة، وتردد أن وزير الدفاع الجورجي يحمل الجنسية الاسرائيلية، وزار اسرائيل أكثر من مرة، ويتباهى علناً بعلاقاته الوثيقة مع تل أبيب. ويرى مراقبون أن سماح جورجيا للطائرات الاسرائيلية باستخدام أراضيها وأجوائها لضرب ايران سيسجل سابقة، فالوضع في جورجيا غير مستقر على الصعيد الداخلي، وايران تستطيع أن تلعب دوراً في زعزعة استقرار الجارة الجورجية، خاصة إذا تحالفت مع روسيا ضد العدو المشترك للبلدين. قمر تجسس في سياق متصل، أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية أنها أطلقت قمرا اصطناعيا للتجسس من قاعدة في جنوب البلاد، وقالت إنه قادر على رصد ما يجري في إيران التي تعتبرها العدو الذي يشكل خطرا عليها. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية »بي بي سي« عن بيان صادر عن وزارة الحرب "القمر أوفيك-9 أُطلق من قاعدة بالماتشيم الجوية الواقعة على الساحل جنوبي مدينة تل أبيب«. لكن الوزارة لم تعطِ أي تفاصيل أخرى بشأن قمر التجسس ذاته، إلاَّ أن الإذاعة العامة الإسرائيلية قالت إن »أوفيك-9«، شأنه شأن سابقيه من سلسلة أقمار »أوفيك«، بإمكانه التقاط صور عالية الدقة«، بغية مراقبة البرنامج النووي الإيراني. وأضافت قائلة إن مؤسسة صناعة الطائرات الإسرائيلية هي التي قامت بتطوير القمر الجديد الذي تم إطلاقه على متن صاروخ من نوع »شافيط«. يُشار إلى أنه بإطلاقها قمر »أوفيك-9«، يكون لدى إسرائيل الآن ستة أقمار اصطناعية للتجسس في الفضاء. واستعانت إسرائيل في عام 2008 بنيودلهي لإطلاق قمر التجسس الاصطناعي الإسرائيلي »تيكسار« الذي أُطلق بنجاح من قاعدة »سهيراريكوتا الفضائية« جنوبي الهند. وكانت محاولة إسرائيلية لإطلاق »أوفيك-6« عام 2004 قد باءت بالفشل، إذ سقط القمر الاصطناعي الإسرائيلي في مياه البحر الأبيض المتوسط بعد حدوث خلل فني في منصَّة الإطلاق. يُذكر أن إسرائيل، التي تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، وإن لم تعلن عنها رسميا، تعتبر إيران مصدر الخطر الرئيسي عليها، لاسيَّما بعد التنبؤات المتكررة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزوال الدولة العبرية.