حرب المستمرة بين الحق والباطل.. كلّ جزائري على ثغر من ثغور وطنه.. فليحذر أن يُؤتى من قبله * الشيخ أبو إسماعيل خليفة في إطار الحرب المستمرة بين الحق والباطل ومن منطلق قوله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة فالذي يمتلك قدرات سيبرانية كالذي يمتلك وزارة حرب قوية للهجوم على الأعداء. والتاريخ بات مصورا ومزخرفاً بالألوان ولن يرحم كل جامد ورافض ومستكبر بالحمق والجهالة.. ولهذا يتحتّم على الجميع فهم الأعمال القذرة التي يقوم بها بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي من حرب إعلامية ممن يصطلح على تسميتهم ب: الذباب الإلكتروني وهو كناية عن كثافة الهجوم على موضوع معين يكاد يصل إلى مئات الآلاف من الحسابات الوهمية للتشهير وتلطيخ سمعة الطرف الجزائر أو بث مواد تخريبية محددة للتخذيل ونشر الفوضى.. وإن الدعاية المغرضة والضغوطات والمؤامرات المتمثلة في الهجمات السيبرانية والإعلامية المتتالية التي تتعرض لها الجزائر من أجل مواقفها الثابتة والمبدئية من كفاح الشعوب للتخلص من الاستعمار والنابعة من عقيدتها الثورية التحررية ومبادئها التي لا يمكنها المساومة بشأنها وعلى رأسها القضية الفلسطينية تستدعي من الإعلاميين ورجال النخبة والفكر أن يكونوا على قدر المسؤولية في تعزيز الأمن والذي يعدّ سلاحا استراتيجيا في عصر التكنولوجيا للتصدي لهذه الدعاية والجيش الهائل من المعلومات المغلوطة والرسائل الدعائية وتسويق الأفكار الهدّامة التي تنتشر بسهولة والتي تتخذ من منصات وسائل الإعلام الرقمي مجالا لها.. ولكن هذا لا يعني: اتِّباع القومِ أنَّى ساروا ومعاداتهم في كل الاحوال بل يعني: العدل والإنصاف ودمغ الباطل بالحق. فعن عبَّاد بن كثير الشامي عن امرأة منهم يقال لها: فسيلة قالت سمعت أبي يقول: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أمِنَ العصبيةِ أن يحب الرجلُ قومَه؟ قال: لا ولكن من العصبية أن يُعِينَ الرجلُ قومَه على الظلم . رواه أحمد وابن ماجة. ونعوذ بالله من دعوة الجاهلية وانما هو ردّ السفه والطيش وتفنيد الإشاعات على حدّ قول الشاعر عمرو بن كلثوم في معلقته: ألا لا يجهلن أحد علينا ♦ فنجهل فوق جهل الجاهلينا عذرا.. لا يذهب بعض المتحذلقين الذين لا يعرفون للفظ (الجهل) إلا معنى واحدا هو أنه ضد العلم أي قلة الدراية وتدنيّ المعرفة وعلى هذا المعنى جاء قوله تعالى: إنما التوبة على الذين يعملون السوء بجهالة وقول أمير الشعراء أحمد شوقي: بالعلم والمال يبني الناس ملكهم ♦ لم يبن ملك على جهل وإقلال فإن الواقع إن للفظ (الجهل) في لغتنا معنى آخر هو (ضد الحلم) أي السفه والطيش ومن هذا المعنى اشتق مصطلح (الجاهلية) الذي يطلق على عصر ما قبل الإسلام فالجاهلية لا تعني عصرا خاليا من المعرفة وتنقص أهله الدراية وإنما تعني عصرا زاخرا بالسفه والطيش وهذا المعنى الذي قصده الشاعر ونعنيه.. وقد قالها علامة الجزائر الشيخ عبد الحميد بن بارديس رحمه الله: مَنْ كَانَ يَبْغِي وُدَّنَا ♦ فَعَلَى الْكَرَامَةِ وَالرَّحَبْ أوْ كَانَ يَبْغِي ذُلَّنَا ♦ فَلَهُ الْمَهَانَةُ وَالْحَرَبْ فليتحمّل الإعلام ورجال النخبة المسؤولية الجسيمة والعظيمة وفقا لحس وطني ووفقا لمبادئ وقيم الجزائر من أجل مواجهة هذه الحرب الإلكترونية وإحباط الهجمات وإفشال جميع المخططات والمؤامرات المُنفّذة عبر الفضاء السيبراني وأن يسمعوا من بعضهم لا عن بعضهم وهناك فرق كبير بين السماع من الجهة المختلف معها وبين السماع عنها ولا سيما إذا كان الناقل عن المخالف خصم له.. فالخائن كما قيل: ليس فقط الذي يبيع وطنه وإنّما هو ذلك الذي في استطاعته أن يفعل شيئًا لصالحه ولم يفعله . ففي ظل هذه الحرب الإعلامية ومواجهة هذه الحرب الإلكترونية ليكن كل جزائري على ثغر من ثغور وطنه فليحذر أن يُؤتى من قبله أو تؤتى أُمته منه. بِلاَدِي هَوَاهَا فِي لِسَانِي وَفِي دَمِي ♦ يُمَجِّدُهَا قَلْبِي وَيَدْعُو لَهَا فَمِي وبفضل الله ثم بصمود التاريخي للقيادة الجزائرية والجيش والشعب ستظل الجزائر علقما في حلق كل عدو لدود وإثمدا في عين كل محب ودود.. والله غالب على أمره..