الحليم ليس بالمغفل ولا بالأبله ولا بالمفرّط في حقه ولكنه ليس بسريع الغضب. الحليم لا يغضب ولا يغضب وإلا فهو ليس بحليم والكريم يعرف حلم الحليم واللئيم يتمادى في استفزاز الحليم لكن غضب الحليم مرّ مذاقه كطعم العلقم على حسب وصف عنترة والحِلم ليس ضعفا ولا عجزا ولكن قوة تحمل وثقة عالية على الرد في أي وقت وبأي كيفية. وعلاقتنا بفرنسا منذ الاستقلال كانت علاقة الحليم مع غريمه وطوينا الصفحة بل وفضلنا العلاقة معها لمصالح مشتركة ولعدة اعتبارات تاريخية وجغرافية وثقافية واجتماعية حيث للجزائر أكبر جالية أجنبية بفرنسا وحلمنا وراءه جاليتنا وتاريخنا وليس عجزنا. وفرنسا لم تتعظ منذ أن غضب الجزائريون غضبة مضرية وقالوا لها يوما ما: يا فرنسا قد مضى وقت الحِلم والعتاب. إن غضب الحليم يحدث عندما يبلغ السيل الزبى فلا يكون غضبة واحدة ولكن يكون تسديد فاتورة غضبات لكل ما سبقها بسب الظلم الذي تعرض له الحليم والتجاوزات التي ارتكبت في حقه وعدم الاعتراف له بفضله. وقد قال من يُضرب به المثل في الحلم الأحنف بن قيس: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: شريف من دنيء وبَرّ من فاجر وحليم من أحمق . والآن وبعد حماقة تلفظ رئيس فرنسا في حق جزائر الشهداء واستغضابها يتودد ويتبادل الأدوار مع وزرائه استحياءً لاسترضائها لكنها لم تقل بعد كلمتها!!....