رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح السنة القضائية    خبرة مجمع السكك الحديدية ستساهم في رفع تحدي إنجاز المشاريع الكبرى في آجالها    سوناطراك تطلق مسابقة وطنية لتوظيف الجامعيين في المجالات التقنية    ملتقى وطني حول التحول الرقمي في منظومة التكوين والبحث في قطاع التعليم العالي يوم 27 نوفمبر بجامعة 3    الجامعة العربية تحذر من نوايا الاحتلال الصهيوني توسيع عدوانه في المنطقة    لبنان: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني إلى 3754 شهيدا و15.626 جريحا    قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 11800 فلسطيني من الضفة الغربية والقدس المحتليتن    توقيع 5 مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    هذه توجيهات الرئيس للحكومة الجديدة    محمد خوان يتحادث مع رئيس الوفد الإيراني    رواد الأعمال الشباب محور يوم دراسي    الصحراء الغربية والريف آخر مستعمرتين في إفريقيا    مشاهد مرعبة من قلب جحيم غزّة    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    على فرنسا الاعتراف بجرائمها منذ 1830    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    الخضر أبطال إفريقيا    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    مجلس الأمة يشارك في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"        مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي قطاف من بساتين الشعر العربي
نشر في أخبار اليوم يوم 22 - 11 - 2021


مراصد ثقافية
إعداد: جمال بوزيان
أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي
قطاف من بساتين الشعر العربي
ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها توثيقاً لإبداعاتهم وتكريما لأصحابها وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم المبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود بها قرائحهم.
هَذِي الجزائرُ..
الشاعر فريد مرازقة– الجزائر
هَذِي الجَزَائِرُ أُمُّ الشِّعْرِ وَالنَّغَمِ
فِي وَصْفِهَا تَعْجزُ الأجناسُ عَنْ كَلِمِ
الإنْسُ فِيهَا يَرَى مَا لَا العُيُونُ رَأَتْ
كَأَنَّهَا جَنَّةٌ فِي حَضْرَةِ الأُمَمِ
جَبَالُهَا فِي سَمَاءِ الفَخْرِ شَامِخَةٌ
تِلَالُهَا بِالهَوَا تَقْضِي علَى السَّقَمِ
صَحْرَاؤُهَا ذَهَبٌ لَا شَيْئَ كَدَّرَهُ
مِنْ صَرْعِهِ مَنْ رَأَى ذَا الحُسْنَ لَمْ يَقُمِ
بِشَرْقِهَا نَخْوَةٌ تَبْدُوا لِزَائِرِهِ
وَغَرْبُهَا فِيهِ أَهْلُ الجُودِ وَالكَرَمِ
شَمَالُهَا لَوْحَةٌ زَرْقَاء قَدْ رُسِمَتْ
وَرَمْلُهَا بَسْمَةٌ فِي ثَغْرِ مُبْتَسِمِ
تَوَسَّطَتْ أَرْضَهَا فِي غِبْطَة مُدُنٌ
سُكَانُهَا مِنْ كِبَارِ العِلْمِ وَالقَلَمِ
جَنُوبُهَا -وَيْلَتَاهُ- الحُسْنُ أَغْرَقَهُ
مَنْ عَاشَ فِي حُضْنِهِ بِالدِّينِ يَسْتَقِمِ
رِجَالُهَا جَيشُ جِنّ لَيْسَ يُخْضِعُهُ
مُحَارِبٌ شَرِسٌ سَلْ ثَوْرَةَ القِدَمِ
هُمْ كَالأُسُودِ إذَا حَلَّتْ بِهِمْ كُرَبٌ
لَمْ يَسْجُدُوا أَبَدًا إلَّا لِرَبِّهِمِ
أَقْمَارُ هُمْ فِي العُلَا بِالعِلْمِ قَدْ رُفِعَتْ
فِي جَمْعِهِمْ إِنْ سَمِعْتَ القَوْلَ لَمْ تَنَمِ
بِجَمْعِهِمْ لَا تَرَى حِقْدًا عَلَى أَحَد
وَالفَرْدُ لَيسَ إِذَا يَقْوَى بِمُنْتَقِمِ
نِسَاؤُهَا حُسْنُهُنَّ اللَّهُ أَبْدَعَهُ
مَا مِثْلُهُ فِي نِسَاءِ العُرْبِ وَالعَجَمِ
فِيهِنَّ مَا لَا يُرَى فِي الجِنِّ أَوْ مَلَك
مِنْهُنَّ شَمْسُ الدُّنَا تَغْتَاظُ فِي أَلَمِ
إِذَا بَدَيْنَ صَرَعْنَ الخَلْقَ مِنْ خَجَل
حَيَاؤُهُنَّ عَلَا كَالنَّسْرِ فِي القِمَمِ
لَكِنَّهُنَّ ظِبَاءٌ وَالظِبَا أَلَمٌ
إنْ خُنْتَهُنَّ تَرَ النِّيرَانَ فِي الظُّلَمِ
لَا تَعْجَبَنْ أَبَدًا! هَذِي جَزَائِرُنَا
أَرْضُ الشَّهَادَةِ وَالمِلْيُونِ مُعْتَصِمِ
أَرْضُ الحَرَاكِ وَفِيهَا الظُّلْمُ مُنْكَسِرٌ
مَنْ رَامَ فِي دَارِهَا الطُّغْيَانَ يَنْهَزِمِ
خَيْرَاتُهَا تُغْرِقُ الأَكْوَانَ فِي رَغَد
وَغَيْثُهَا يُخْرِجُ الحَبَّاتِ مِنْ عَدَمِ
فَإنَّهَا آيَةٌ للنَّاسِ كُلِّهِمُ
حَتَّى لِمَنْ بِهَوَى القُرْآنِ لَمْ يَهِمِ
شَبَابُهَا كَالأُسُودِ اللَّهُ يَحْفَظُهُمْ
فَكُلُّهُمْ عَاشِقٌ أَلْوَانَ ذَا العَلَمِ
تَرَاهُمُ حِينَ بَأْس وَاقِفِينَ مَعًا
كَأَنَّهُمْ وَاحِدٌ يَعْتَزُّ بِالقَسَمِ
إِذَا عَلَا صَوْتُهُمْ كُلُّ النُّجُومِ هَوَتْ
وَكَيفَ لَا وَهُمُ أَحْفَادُ مُلْتَزِمِ
وَأَصْلُهُمْ شَامِخٌ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمُ
(جَزَائِرِيٌّ) يَقُولُ الكُلُّ فِي نَغَمِ
بَنَاتُهَا قَدْ سَحَرْنَ الحُسْنَ فِي أَلَق
مَنْ غَيْرَهُنَّ هَوَى يحْيَا عَلَى نَدَمِ
شَاوِيَّةٌ عَيْنُهَا تُرْدِي الجُيُوشَ إذَا
تَرْقِيَّةٌ أَعْلَنَتْ حَرْبًا عَلى السَّدِمِ
تَلِّيَّةٌ إنْ شُعَاعُ الشَّمْسِ لَامَسَهَا
يَخْجَلْ وَأَنْوَارُهُ فِي الكَوْنِ لَمْ تَدُمِ
هُنَّ الحَرَائِرُ سَلْ بِنْتَ القَبَائِلِ قَدْ
تَحْظَى بِأَجْوِبَة يَا نَاظِمَ الكَلِمِ
تَارِيخُهَا ضَارِبٌ فِي الأَرْضِ مُذْ أَزَل
وَفَرْعُهَا شَامِخٌ يَعْلُو عَلَى الغَمَمِ
مِنْ قَبْلِ غَزْوِ الَّتِي لَا شَيئَ يُشْبِعُهَا
أَوْ بَعْدِهِ فَهْيَ لِلْعُدْوَانِ كَاللُّجُمِ
أُسْطُولُهَا كَانَ يَحْمِي البَحْرَ فِي زَمَن
فِيهِ الفِرَنْجَةُ كَانُوا مَجْمَعَ الخَدَمِ
يُخِيفُهُمْ دَائِمًا قُرْصَانُ بَحْرِهِمُ
لَكِنَّهُ إنْ رَأَى الأُسْطُولَ يَلْتَثِمِ
بِأَرْضِهَا يَرْقُدُ المِلْيُونُ فِي رَغَد
وَنِصْفُهُ اسْتُشْهِدُوا مِنْ أَجْلِ ذَا العَلَمِ
كَنَجْمَة وَهِلَال فِي العُلَا ارْتَقَيَا
وَرَدَّدَا (قَسَمًا) بِالقَوْلِ مِلْءَ فَمِ
هَذِي جَزَائِرُنَا لَا الغَيْمُ يَحْجُبُهَا
وَلَا كَلَامُ فَرَنْسِيّ مِنَ العَجَمِ
فَإنَّهَا جَمَعَتْ فِي حِجْرِهَا أُمَمًا
آخَتْ وَمَا زَوَّرَتْ مَا قِيلَ فِي القِدَمِ
لِفَحْلِهَا عِزَّةٌ لَا صَخْرَ يَكْسِرُهَا
حَتَّى وَلَوْ رُمِيَتْ مِنْ أَشْمَخِ القِمَمِ
يَقُومُ مِنْ عَثْرَة فِي حِينِهَا وَلَهُ
مِنْ بَعْدِهَا قَفْزَةٌ تُرْدِي ذَوِي الهِمَمِ
حَتَّى نُجُومُ العُلَا مِنْ بَأْسِهِ انْتَقَبَتْ
يَا لَيْتَ كُنَّا لَهُ قَالَتْ وَفِي نَهَمِ
يَا لَيْتَ كُنَّا نِسَاءً فِي مَنَازِلِهِ
فَحُسْنُهُ هَدَّنَا وَالنُّورُ لَمْ يَحُمِ
يَا لَائِمِي فِي الهَوَى شِعْرِي لَهَا سَنَدٌ
حَتَّى وَلَوْ بَعْدَهُ يُسْقَى التُّرَابُ دَمِي
فَهْيَ الَّتِي أَوْقَدَتْ بِالصَّدْرِ شُعْلَتَهَا
إنِّي فُتِنْتُ بِهَا بِالرَّغْمِ مِنْ سَقَمِي
لَوْ كُنْتَ يَا عَاذِلِي جَرَّبْتَ لَسْعَتَهَا
فِي الحُبِّ أَوْ ذُقْتَ مِنْهَا أَعْذَبَ النَّغَمِ
لَمِتَّ فِي عِشْقِهَا مُسْتَشْهِدًا وَلَقُلْ
تَ فِي صَبَابَتِهَا شِعْرًا وَلَمْ تَلُمِ
هِيَ الَّتِي حُسْنُهَا لَا حُسْنَ شَابَهَهُ
مَنْ عَاشَ فِي حُضْنِهَا يَخْرَسْ وَيَنْكَتِمِ
(مَازِيغُ) قَدْ مَدَّهَا فَخْرًا وَأَصَّلَهُ
(عُرُوبَةٌ) فَرْعُهَا ذِي أَعْظَمُ النِّعَمِ
لَا فَرْقَ بَيْنَ أَمَازيغ وَلَا عَرَب
فَكُلُّهُمْ إخْوَةُ الإسْلَامِ مُذْ قِدَمِ
خَابَ الَّذِي بَيْنَهُمْ يَهْوَى مُفَارَقَةً
فَإنَّهُ سَوْفَ يَلْقَى الدَّوْسَ بِالقَدَمِ
رُمُوزُهَا أَجْبُلٌ صَحْرَاءُ أَوْ فَنَكٌ
وَجَيْشُهَا سَاطِرٌ بِاللَّيْلِ لَمْ يَنَمِ
شَبَابُهَا وَعْيُهُ مَدَّ الدُّنَا أَمَلًا
لَا مِثلَ غَرْب يُحِبُّ الرَّكْضَ كَالغَنَمِ
شُيُوخُهَا عِلْمُهُمْ لَا أَرْضَ تُنْكِرُهُ
سَلْ شَامَنَا عَنْهُمُ وَلْتَسْتَمِعْ وَقُمِ
عَبْدُ الحَمِيدِ وَمُفْدِي أَغْرَقَا أُمَمًا
عِلْمًا وَشِعْرًا فَلَا تُنْكِرْ وَلَا تَلُمِ
هِيَ الَّتِي حُسْنُهَا لَا حُسْنَ شَابَهَهُ
مَنْ عَاشَ فِي حُضْنِهَا يَخْرَسْ وَيَنْكَتِمِ
(مَازِيغُ) قَدْ مَدَّهَا فَخْرًا وَأَصَّلَهُ
(عُرُوبَةٌ) فَرْعُهَا ذِي أَعْظَمُ النِّعَمِ
لَا فَرْقَ بَيْنَ أَمَازيغ وَلَا عَرَب
فَكُلُّهُمْ إخْوَةُ الإسْلَامِ مُذْ قِدَمِ
خَابَ الَّذِي بَيْنَهُمْ يَهْوَى مُفَارَقَةً
فَإنَّهُ سَوْفَ يَلْقَى الدَوْسَ بِالقَدَمِ
رُمُوزُهَا أَجْبُلٌ صَحْرَاءُ أَوْ فَنَكٌ
وَجَيْشُهَا سَاطِرٌ بِاللَّيْلِ لَمْ يَنَمِ
شَبَابُهَا وَعْيُهُ مَدَّ الدُّنَا أَمَلًا
لَا مِثلَ غَرْب يُحِبُّ الرَّكْضَ كَالغَنَمِ
شُيُوخُهَا عِلْمُهُمْ لَا أَرْضَ تُنْكِرُهُ
سَلْ شَامَنَا الأَقْصَى وَلْتَسْتَمِعْ وَقُمِ
عَبْدُ الحَمِيدِ وَمُفْدِي أَغْرَقَا أُمَمًا
عِلْمًا وَشِعْرًا فَلَا تُنْكِرْ وَلَا تَلُمِ
نَظَمتُ فِيهَا حُرُوفًا وَالحُرُوفُ إذَا
كَتَبْتُهَا فِي هَوَاهَا خُضِّبَتْ بِدَمِي
وَقُلْتُ فِيهَا قَرِيضًا لَيْسَ يَفْهَمُهُ
إلَّا الَّذِي طِيبُهُ مِنْ أَعْظَمِ الشِّيَمِ
آذَانُ كُلِّ الدُّنَا قْدْ مَدَّهَا طَرَبًا
حَتَّى الَّتِي سَمْعُهَا عَانَى مِنَ الصَّمَمِ
وَكَيْفَ لَا تَسْمَعُ الآذَانُ قَوْلَ فَم
إنْ قَالَ شِعْرًا جَثَا جِنٌّ وَلَمْ يَقُمِ
أَنَا الَّذِي شِعْرُهُ كَالنَّارِ مُلْتَهِبٌ
سَلِيلُ قَيْس أَتَى مِنْ أَعْرَقِ الأُمَمِ
إنْ قُلْتُ شِعْرَا رَأَيْتَ الوَزْنَ مُكْتَمِلًا
وَإنْ صَمتُّ صُخُورُ الأَرْضِ تَصْطَدِمِ
مَحَبَّتِي لِأَخِي لَا قَلْبَ يُنْكِرُهَا
فَالحُبُّ فِي خَافِقِي مِنْ أَكْمَلِ القِيَمِ
جَزَائِرِيٌّ أَنَا قَيْسِيُّ مَفْخَرَة
وَبَرْبَرِيُّ هَوًى مَا جِئْتُ مِنْ عَدَمِ
جَزَائِرِي هَذِهِ فِي عِشْقِهَا نُظِمَتْ
كُلُّ الفَرَائِدِ مِنْ شِعْر وِمِنْ حِكَمِ
فَهْيَ الَّتِي بَحْرُهَا لَا وَزْنَ أَدْرَكَهُ
تَفْعِيلَةٌ لَا تُرَى مِنْ شَاعِر قَزَمِ
أَنْغَامُهَا هَيَّجَتْ فِي الشِّعْرِ أَبْحُرَهُ
حَتَّى البَسِيطُ بَكَى مِنْ حَسْرَةِ النَّدَمِ
يَقُولُ: يَا لَيْتَ وَزْنِي كَانَ شَابَهَهَا
لِيَغْرَقَ الشِّعْرُ بِالأَوْزَانِ فِي النِّعَمِ
فَرِيقُهَا شَامِخٌ خَرَّتْ لَهُ فِرَقٌ
قَدْ عَذَّبَ القَوْمَ فِي المَيْدَانِ بِالقَدَمِ
رِجَالُهُ كُلُّهُمْ حَتَّى وَلَوْ مُنِعُوا
إصْرَارُهُمْ صَخْرَةٌ فِي وَجْهِ مُتَّهِمِ
(جَمَالُ) أَعْطَاهُمُ بَأْسًا وَمَوْعِظةً
حَتَّى الشِّبَاكُ بَكَتْ مِنْ ضَرْبِ مُقْتَحِمِ
أَهْدَافُهُمْ قَطَّبَتْ مَا المَكْرُ خَلَّفَهُ
وَالجُرْحُ إنْ ظَهَرَ الشُّجْعَانُ يَلْتَئِمِ
يَا مَنْ سَأَلْتَ قَرِيضًا فِي جَزَائِرِنَا
كُلُّ الَّذِي قُلْتُهُ رَأْسٌ مِنَ الهَرَمِ
وَلَوْ بَقيتُ طَوَالَ الدَّهْرِ أَمْدَحُهَا
لَشُفْتَنِي أُغْرِقُ الأَكْوَانَ فِي الكَلِمِ
هَذَا قَرِيضُ مَنِ الأَوْزَانُ تَعْشَقُهُ
لَا هَذْيَ مَنْ حُبَّ أَرْضِ الجَدِّ لَمْ يَرُمِ
هَذِي الجَزَائِرُ لَيْسَ الشِّعْرُ يَمْدَحُهَا
فَإنَّهَا الشِّعْرُ قُم للشِّعْرِ واحتَرِمِ!
بِهَا أَهِيمُ وَهَامَتْ بِي شَوَاطِئهَا
جِبَالُهَا جَنَّةُ المَهْوُوسِ بِالحُثُمِ
مُرُوجُهَا مِنْ إلَهِ الكَوْنِ مُعْجِزَةٌ
غَابَاتُهَا تُبرِئُ المَعْلُولَ مِنْ سَقَمِ
تُغْنِيكَ عَنْ كُلِّ طِبّ طَالَ مَوْعِدُهُ
وَعَنْ دَوَاء أَتَى مِنْ عَالِمِ العَجَمِ
فَشِيحُهَا رِيحُهُ يُشْفِيكَ مِنْ عِلَل
كُنْ حَافِظًا إرْثَهَا مِنْ كُلِّ مُغْتَنِمِ
تَرَى بِهَا مُعْجَمَا لَا شَخْصَ يَفْهَمُهُ
وَلَيْسَ مِنْ ضعْفِهَا قَوْلًا وَمِنْ يَتَمِ
بَلْ إنَّهَا أَتْقَنَتْ كُلَّ اللُّغَاتِ وَمَا
فِي أَرْضِهَا جَاهِلٌ لَهْجَاتِ ذِي الأُمَمِ
إنْ جِئْتَهُمْ زَائِرًا حَيَّوْكَ فِي أَلَق
بِلَهْجَة قُلْتَهَا فِي البَيْتِ مُذْ قِدَمِ
تَحْتَارُ مِنْ قُدْرَةِ الإدْرَاكِ عِنْدَهُمُ
إنْ كَلَّمُوكَ تَرَ الإبْدَاعَ فِي الكَلِمِ
عَلَى المَعَاصِي كِبَارٌ أَهْلُهَا وَلَهُمْ
أَمَامَ أَخْطَارِهَا جَمْعٌ مِنَ العِصَمِ
طَرِيقُهُمْ وَاضِحٌ حِينَ الصَّلَاةِ أَتَوا
كَأَنَّهُمْ وَاحِدٌ فَامْدَحْهُمُ وَقُمِ
لَا حِقْدَ بَيْنَهُمُ إخْوَانُ هُمْ أَبَدًا
كُنْ مِثْلَهُمْ وَبِحَبْلِ اللَّهِ فَاعْتَصِمِ
فَمَنْ حَذَا حَذْوَهُمْ يَهْنَأْ بِعِشَتِهِ
يَكُنْ سَعِيدًا وَيَبْلُغْ أَشْمَخَ القِمَمِ
هَذِي الجَزَائِرُ يَا مَنْ كُنْتَ تَجْهَلُهَا
هِيَ الَّتِي أَهْلُهَا كَالجَيْشِ فِي الأُجُمِ
كَاللَّهْبِ هُمْ دَائِمًا لَا شَيْئَ لَامَسَهُ
وَالنَّارُ إنْ جِئْتَهَا بِاللَّمْسِ تَضْطَرِمِ
تَرَاهُمُ اتَّحَدُوا إنْ هَدَّدَتْ كُرَبٌ
وَلَيْسَ فِي جَمْعِهِمْ مَنْ خَافَ مِنْ ظُلَمِ
هُمُ الَّذِينَ أَنَارُوا الكَوْنَ شَمْسُهُمُ
إذَا بَدَتْ فَجَّرَتْ نُورًا مِنَ العَتَمِ
كَلَامُهُمْ كُلُّهُ بَأْسٌ وَمَفْخَرَةٌ
مَا هَمَّهُمْ مَنْ يَسُدُّ الثَّغْرَ بِالأَكَمِ
حَقٌّ يُقَالُ وَلَوْ أَعْنَاقُهُمْ قُطِعَتْ
وَلَوْ تَأَذَّوْا وَلَوْ ذَاقُوا مِنَ الأَلَمِ
يَهْوَوْنَ مَنْ قَوْلُهُ فَصْلٌ وَلَيْسَ بِهِ
هَزْلٌ وَلَا يَبْتَغُونَ الخُرْمَ فِي الكَلِمِ
فِي قَوْلِهِمْ لَا تَرَى إلَّا الجَمَالَ وَمَا
تَرَى نِفَاقًا فَلَيْسَ الحُرُّ كَالقَتَمِ
هَذِي الجَزَائِرُ مَهْمَا قُلْتُ أَمْدَحُهَا
تَعْلُو عَلَى الشِعْرِ بَلْ وَالنَّاسِ كُلِّهِمِ
وَكُلَّمَا قُلْتُ بَيْتًا فِي مَحَاسِنِهَا
أَتَى أَخُوهُ يَقُولُ: الحُسْنُ فِي نَغَمِي
فِي مَدْحِهَا كُلُّ مَا قَدْ قِيلَ مَنْقَصَةٌ
مَهْمَا كَتَبْتُ وَمَهْمَا جُدْتُ بِالكَلِمِ
تَبْقَى الجَزَائِرُ أُمُّ الشِّعْرِ تَعْرِفُهُ
وَالشِّعْرُ يُدْرِكُ أَنِّي شَاعِر الزَّخَمِ
جَزَائِرِيٌّ أَنَا وَالفَخْرُ يَغْمُرُنِي
حُبُّ الجَزَائِرِ فِي ذَا القَلْبِ قَبْلَ فَمِي
أُحِبُّهَا وَهَوَاهَا فِي العُرُوقِ سَرَى
فَحُسْنُهَا مُذْ بَدَا دَسَّ الهَوَى بِدَمِي
عَشِقْتُهَا ثَمِلًا وَالعِشْقُ مَحْرَقَةٌ
وَلَيْسَ لِي مَهْرَبٌ يَا سَامِعًا كَلِمِي
هَذِي الجَزَائِرُ إنَّ اللَّهَ يَحْفَظُهَا
وَالحَمْدُ للَّهِ رَبّ العُرْبِ وَالعَجَمِ.
*****
جمال بلماضي وفريقنا الوطني
الشاعر الدكتور بومدين جلالي- الجزائر
وَزِيرَ السَّعَادَةِ دُمْتَ سَعِيدَا***وَدَامَتْ رُؤَاكَ سَبِيلاً رَشِيدَا
تُدَرِّبُ جِيلاً أَنِيقاً وَفِيّاً *** بِصِدْق يُؤَسِّسُ فِعْلاً سَدِيدَا
تُنَمِّي جَلَالَ الْبُطولَةِ فِيهِ*** وَتَغْرِسُ غَرْساً سَلِيماً مُفِيدَا
فَيَلعَبُ بِالْقَلْبِ دُونَ حِسَاب *** وُيْبدِعُ سِحْراً جَمِيلاً شَدِيدَا
يُؤَدِي اللِّقَاءَ بِجُهْد عَظِيم ***يَجُودُ عَلَى الْعُشْبِ جُوداً فَرِيدَا
يُدَافِعُ.. يُتْحِفُنَا بِالتَّصَدِّي*** يُهَاجِمُ دَوْماً هُجُوماً عَنِيدَا
يُرَاوِغُ حِينَ الصِّعَابِ بِفَنّ *** يُلَحِّنُ دَفْعَ الصِّعَابِ نَشِيدَا
يُمَرِّرُ وَالْعَيْنُ عَيْنُ ذَكَاء *** بِوَحْي تُهَنْدِسُ خَطّاً جَدِيدَا
يُسَجِّلُ مِنْ كُلِّ صَوْب بِعَزْم ***فَتَغْدُو النَّتَائِجُ فَوْزاً أَكِيدَا
فَرِيقُ الْجَزَائِرِ يَمْلَأ قَلْبِي*** بِنَصْر أرَاهُ مِثَالاً عَمِيدَا
أرِيدُ بِحُبّ لِشَعْبِي وَقَوْمِي*** صِنَاعَةَ عِزّ يَفُلُّ الْحَدِيدَا
بِكُلِّ قِطَاع تُبَثُّ الْأمَانِي *** فَتَسْعَى الشَّبِيبَةُ سَعْياً مُجِيدَا
وشُكْراً إِلَيْكَ -جَمال بلادي-*** أَعَدْتَ إِلَيْنَا شُعُوراً بَعِيدَا
جَزَاكَ الْكَرِيمُ الْعَزِيزُ تَعَالَى*** وَدُمْتَ بِنُبْلِ الْجُهُودِ سَعِيدَا.
*****
ذكرى نوفمبر
الشاعرة نور الشمس نعيمي–الجزائر
أيها الفاتح من نوفمبر يا يومنا المنشود
فجرنا بصبحك ثورة على العدو اللدود
من قمة الأوراس هب الرجال كالأسود
زأروا فَخَرُّوا العدا على أقدامهم سجود
والله لانرغب العيش إلا أن نكون أحرار
ولن يطيب المقام لطامع بأرضنا والدار
ولنرص الجسوم حول الحدود كالسوار
فلا نهاب ارتفاع موج أو زوابع الإعصار
بالفاتح من نوفمبر بركان أج بالظالمين
وسيوف الحق قطعت أعناق الطامعين
أقسم أهل الجزائر من الجدود الثائرين
نصر أو شهادة أو موت لكل غدار لعين
شعبنا الحر ثار على العدا بحماس كبير
يضحى بالنفس والنفيس غني أو فقير
أرهب المحتل وحوله النار وكأنها سعير
نعلن النصر ليرحل المحتل مُهانٌ وحقير
يا فرنسا بهذا الثرى نحن لاندفن الأعداء
هذا التراب معطر منذ الأزل بدم الشهداء
اسألي راياتنا تنطق الحق بلا لغو أو حياء
هذه أرض الجزائر نورثها الرجال الأوفياء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.