أكثر ما يُثير إهتمام السيدات خلال شهر رمضان هو الطبخ، وتحضير الأطباق الرمضانية الشهية، وهو الأمر الذي يدفعهنّ، إمّا إلى تصفح الكتب التي تقدم وصفات في الطبخ، أو البرامج التلفزيونية، أو حتى على صفحات الأنترنات، حيث حوّلت بعضهن مواقع التواصل الإجتماعي إلى نادي لتعلم الطبخ، وتبادل الوصفات الرمضانية. مصطفى مهدي زيارة بسيطة إلى بعض المواقع تجعلك تشعر كما لو كنت في منتدى لموقع طبخ، أكلات بالصور، والمقادير، وحلويات، وتبادل للآراء والخبرات، وبين أكل عاصمي، وغربي، وشرقي، وأخرى جرب وصفة لا تنجح فيها، ولكن تكون الجميلة فتقترحها على باقي العضوات، وأخريات يتفاخرن بإتقانهن للطبخ، حتى يصلن إلى تبادل الملاسنات الكلامية، وهذه تفتخر بطبخ المنطقة التي تسكن فيها، وأخرى تقلل من قيمة الأكلات الشرقية، وثانية لا تنجح في إعداد وصفة فتشتم صاحبة الصفحة، وسيدة بيت تضع كل ما تطبخه على جدار الفايس بوك بالتوازي مع آذان المغرب. كل تلك عينات لنسوة كثيرات أبين إلاّ أن يستغلن مواقع الواصل الاجتماعي لكي يتبادلن الأطباق المختلفة، والخبرات كذلك، تقول لنا سمية عن ذلك: في الحقيقة لم أكن أفكر في أن أستعين بصديقات إفتراضيات لكي أتعلم الطبخ، ولكني فعلت ذلك أنني قلت لإحداهن مرّة، وهي سيدة من جيجل، قلت لها أنّ الأطباق الجيجلية أحبها، ولكني لا أحسن الطبخ، فوعدتني أن تعلمني، وأن تعطيني كل المقادير، والنصائح المهمة، والتي جعلتني فعلا أحضر أطباق لم أكن أحلم بن أستطيع يوما أن أحضرها، وكان هذا من السنة الماضية، وهذه السنة كذلك صرت أفعل، بل ونقلت خبرتي المتواضعة إلى أخريات، إنه أمر جميل، خاصة وأن تلك المواقع تمنح لك الفرصة لكي تلتقي من أشخاص تختلف عاداتهم، وتقاليدهم، سوءا في الطبخ أو أشياء أخرى". أما صفية فهي الأخرى تعلمت الطبخ من إحدى المنتديات، تقول: "أنا لا ألجأ إلى الأنترنات في رمضان فقط، ولكني في هذا الشهر أقبل عليها بشكل كبير لأتعلم، ولكي أجد نصائح تفيدني، صحيح أنني طباخة ماهرة، ولكن لا بدّ أنّ كل نصيحة يمكن أن تزيدني مهارة، والأسرة تشهد لي بأنّ أكلي جميل، ولكن أيضا بأنّني أجتهد وأنني أقدم في كل مرة أشياء جميلة، وأكثر تلك الوصفات أحضرها من الأنترنات، وهي طريقة نجع من الكتب التي لا تعطي لك إلاّ وصفات جافة، وحتى البرامج التلفزيونية، فالوقت المخصص لها عادة ما يكون ضيقا، ولا يمكن للمقدمة أن تقول كل شيء، أمّا على الأنترنات فنستطيع أن نسأل ونتجاوب مع الأطباق، ونختار الأفضل والتي تلائم أذواقنا". لكن ليس هذا رأي الجميع، فالبعض الآخر يرى أنّ الحذر واجب لدى إستعمال تلك المواقع، تقول لنا الزهرة: "أي شيء يمكن أن ينشر على الأنترنات، بل إن البعض يضع عمدا وصفات خيالية، وآخرون، ولمجرد التسلية يضعون وصفات خاطئة، مثلما حدث معي، حيث أرسلت لي إحداهنّ وصفة من اختراعها ، وذلك لكي تتسلى بالأمر، أن آخذ من وصفات من أشخاص أعرفهم وأثق فيهم نعم، أما أن آخذ أيّ شيء فلا".