مُخيّمات مهترئة في مواجهة الصقيع الجحيم القارس يحاصر اللاجئين يعيش اللاجئون السوريون في مناطق بمحافظة البقاع (وسط لبنان) داخل خيام مهترئة في مواجهة عواصف الشتاء فعلى منصات التواصل اللبنانية شارك النشطاء مقاطع الفيديو التي أظهرت كمية الثلوج الكثيفة التي كست المناطق المرتفعة وسط دعوات لإغاثة اللاجئين الذين يسكنون تلك المناطق. ق.د/وكالات تتواصل مناشدات الأهالي وسكان المخيمات طلبا للمساعدة في مواجهة موجة الصقيع والثلوج خاصة أنهم يعانون من غياب شبه تام لوسائل التدفئة. وأظهرت مشاهد مصورة بثها ناشطون مأساة النازحين وتردي الأوضاع الحياتية ومحاصرة الثلوج للخيام التي تهدّمت نتيجة قوة الرياح والثلوج. وعبر مقاطع مصوّرة شارك الناشط السوري محمد الهزاع متابعيه في إنستغرام مشاهد من تضرّر عشرات الخيام مطالبا بمساعدات فورية للسكان الذين فقدوا حتى مأواهم المتواضع. كما ظهرت مئات الخيام المحاصرة بالثلوج في مقطع نشره الناشط السوري سامر عامر أبو عدي من داخل مخيمات عرسال. وأعلنت قوى الأمن الداخلي اللبنانية -عبر حسابها في تويتر- أنها أنقذت 60 شخصا في منطقة راشيا بمحافظة البقاع كانت الثلوج حاصرتهم وبات 13 منهم في مخفر كفرمشكي لحمايتهم من العاصفة. ويقطن في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في حين تقدّر الحكومة عددهم ب1.5 مليون نتيجة الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011. *تورمت يداه بسبب البرد ومثل السنوات السابقة حل فصل الشتاء هذا العام حاملا قسوة الصقيع والغياب شبه التام للتدفئة على اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانيّة وهي مأساة تتكرر كلّ عام مع قدوم العواصف الثلجيّة. ويعيش آلاف اللاجئين في مخيّمات عرسال أوضاعا صعبة وظروفا قاهرة جرّاء نقص المساعدات لا سيما مصادر التدفئة. وكانت قصة الطفل السوري ياسين (12 عاما) إحدى قصص اللاجئين التي لاقت تفاعلا واسعا على منصات التواصل إذ نشرت مؤسسة قطر الخيرية مقطعا للطفل الذي تورمت يداه بسبب البرد في إطار حملة أغيثوا عرسال التي أطلقتها المؤسسة مؤخرا. وأغلب سكان هذه المخيمات لاجئون من مناطق عدّة في سوريا لكن أغلبيتهم من مدينة القصير في ريف حمص الغربي ومحافظة دير الزور. ورغم الأسى ومرارة النزوح يحاول أطفال مخيّمات اللجوء في سورياولبنان التخفيف عن معاناتهم بالوسائل المتاحة والمتوفّرة أمامهم في ظلّ الظروف الحياتيّة والإنسانية الصعبة التي يعيشونها. وظهر الأطفال أمام خيامهم وهم يلعبون خلال تساقط الثلج في مقاطع مصورة وثقها ناشطون في مخيمات اللجوء السورية داخل مناطق الشمال ومخيمات محافظة البقاع في لبنان. ورغم مواجهتهم ظروفا معيشية قاسية ظهر عشرات الأطفال تغمرهم الفرحة وهم يؤدون أغنية ثلج ثلج عم بتشتي الدنيا ثلج للفنانة اللبنانية فيروز في فيديو نشره الناشط السوري داخل مخيمات البقاع يوسف طالب. وفي مخيمات النازحين بمنطقة خربة الجوز (غربي إدلب) استمتع الأطفال باللعب فوق الثلوج المتراكمة وسط خيامهم بالتزحلق على الألواح البلاستيكية واللعب بكرات الثلج رغم غياب وسائل التدفئة على نحو شبه كامل في المخيمات ووسط انعدام مقومات الحياة. ومنذ مطلع الشهر الحالي دخلت المنطقة في منخفض جوّي أدّى إلى تضرر الخيام التي تفتقد في الأساس إلى أدنى مقومات العيش بسبب الثلوج والأمطار والرياح المرافقة للمنخفض. *الأممالمتحدة: الأوضاع الإنسانية بسوريا حزينة وتراجيدية في السياق قدم وكيل الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس ما وصفه بصورة حزينة وتراجيدية للوضع الإنساني في سوريا مؤكدا أن مسؤولية دول العالم تجاه مأساة السوريين لم تنته. وقال المسؤول الأممي في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي إننا نخذل الشعب السوري صغارا وكبارا. إذا تمت حماية المدنيين وتم توفير الإغاثة الكافية واستمرت الخدمات الاجتماعية الأساسية فبإمكاننا القول إننا نقدم الحد الأدنى. لكن يؤسفني أن أقول إننا لم ننجح حتى في ذلك. وشدد على ضرورة وجود حلول دائمة للأشخاص الذين يعيشون في المخيمات مشيرا إلى أن الطقس البارد تسبب بتضرر آلاف الخيام شمال غرب سوريا حيث يحرق النازحون القمامة للتدفئة ويخاطرون بالاختناق وذلك للاحتماء من درجات حرارة تنخفض إلى أقل من الصفر في الخيام . ونبه إلى أن التمويل الحالي يخوّل المنظمات الإنسانية مساعدة فقط نصف ممن يحتاجون إلى عناصر وأساسيات البقاء على قيد الحياة البالغ عددهم أكثر من أربعة ملايين شخص في سوريا. وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية في سوريا تزداد سوءا حيث ترتفع أسعار الطعام أكثر وبلغت تكلفة متوسط الغذاء مستويات عالية جديدة في كل شهر من الأشهر الأربعة الماضية كما أن إنتاج الغذاء المحلي يبعث على القلق. وشدد على أنه لا يمكن أن تكون الاستراتيجية هي الفشل كل عام مطالبا بتخفيف العبء عن المدنيين السوريين من خلال العمل مع الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية الأخرى بشأن نهج جديدة. بدوره قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند: في حين أن سوريا تلاشت من عناوين الأخبار الدولية ازداد الوضع على الأرض سوءا بشكل كبير . وطلب إيغلاند من مجلس الأمن المساعدة في التفاوض على حلول للنزاعات في إدلب ومناطق أخرى كما دعا إلى تمكين آليات مناسبة للرصد والتحقيقات والمساءلة عن الهجمات. وشدد على أن عام 2021 كان من أسوأ الأعوام المسجلة بالنسبة للمدنيين السوريين مضيفا: نحث الدول المانحة على ألا تدير ظهرها في عام 2022 لتقديم ما يكفي لدعم الاستجابة الإنسانية .