اهتزّت فجر أمس مدينة تيزي وزو على وقع انفجار انتحاري استهدف مقرّ الأمن الحضري الأوّل الكائن بقلب مدينة تيزي وزو، وبالضبط في شارع لعمالي أحمد، بواسطة مركبة من نوع (طويوطا هيليكس) سنة 2009 وتحمل ترقيم تيزي وزو، محمّلة بقناطير المتفجّرات مخلّفا 34 جريحا، من بينهم 11 عنصرا من الشرطة و3 رعايا أجانب من جنسية صينية و19 مدنيا من بينهم صاحب كشك مجاور أصيب بحروق متفاوتة الخطورة، إلى جانب خسائر مادية معتبرة في المقرّ المستهدف والعمارات المجاورة لمكان الانفجار الذي سمع دويه على بعد كيلو مترات فجر أمس في حدود الساعة الرّابعة و10 دقائق· اللّواء عبد الغاني هامل زار في حدود الساعة الحادية عشر صباحا موقع الجريمة مرفقا بالسلطات الولائية المدنية والأمنية، أين وقف على حجم الخسائر المخلّفة والتقى بالمسؤولين في اجتماع مغلق عقب ذلك لدراسة الوضع والخروج بالإجراءات الممكنة للحدّ من هذه الاعتداءات الجبانة· ** الدمويون "يتسحّرون" على تخويف المواطنين! استيقظ فجر أمس سكّان مدينة تيزي وزو والمناطق المجاورة لها على وقع دوي انفجار إرهابي هزّ أركان المدينة في حدود الساعة الرّابعة و10 دقائق صباحا مستهدفا مقرّ الأمن الحضري الأوّل الكائن بشارع لعمالي أحمد· العملية الانتحارية نفّذها أحد العناصر الإرهابية بواسطة سيّارة مفخّخة من نوع (طويوطا هيليكس) بترقيم ولاية تيزي وزو وسنة صدور 2009· وتفيد المعلومات الأوّلية بأنها مركبة مسروقة في إحدى الحواجز المزيّفة بالولاية، وقد سلك الانتحاري منفّذ العملية الذي تطايرت أشلاؤه في أرجاء المكان حسب شهود عيان الطريق الرئيسي المحاذي للقطاع العسكري بمدينة تيزي وزو قبل أن يدخل إلى الشارع الرئيسي لعمالي أحمد موقع الجريمة، والذي يضمّ عددا معتبرا من المرافق والمراكز العمومية، حيث لا يبعد المركز الاستشفائي الجامعي (محمد النّذير) عنه إلاّ بقرابة 10 أمتار، إلى جانب مقرّ الدّفع الاجتماعي (كازورال) ومحافظة الغابات وغيرها من المقرّات· دوي الانفجار وشظاياه تسبّبا في تحطيم واجهات المحلاّت التجارية وعشرات المنازل التابعة لعمارات حي ليجوني والعمارات الزّرقاء وجرجرة التي تضرّرت واجهاتها الزجاجية بدرجة كبيرة· وأصيب 11 شرطيا بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم حسب ما أفادت به مصادر حسنة الاطّلاع 4 في حالة حرجة ممّن كانوا في المناوبة، إلى جانب صاحب الكشك المجاور لموقع الاعتداء الإرهابي، والذي أصيب بحروق متفاوتة حسب شهود عيان حين كان يحاول إخماد الحريق الذي شبّ في محلّه، إلى جانب عائلة صينية وابنهما الصغير القاطنة بإحدى الشقق الكائنة بالعمارة المحاذية لموقع الحادث، وأكثر الجرحى أصيبوا بشظايا الانفجار وكذا الزّجاج المتطاير، ناهيك عن حالة الذعر والخوف التي تسبّب فيها في أوساط المواطنين الذين هرعوا إلى مصدر الانفجار متعثّرين بالزّجاج المتطاير· وصلنا إلى موقع الانفجار في حدود الساعة السابعة ونصف صباحا وذكر شهود عيان ل (أخبار اليوم) أن عناصر الأمن فور وقوع الحادث تجنّدوا لتطويق المكان بغلق منافذ الطريق مسرح الاعتداء الانتحاري وتعزّزت صفوفهم بوحدات للحماية المدنية لإجلاء الجرحى الذين حوّلوا إلى مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمركز الاستشفائي الجامعي (محمد النذير) بتيزي وزو، إلى جانب عدد من عمّال النّظافة بالبلدية، حيث جرت أشغال تنظيف المكان على قدم وساق للإسراع في إعادة فتح الطريق أمام حركة المرور وجمع الكمّيات الكبيرة من الزّجاج المتناثر في كلّ مكان· وقد تمّ جمع أشلاء الانتحاري التي تطايرت بدورها جرّاء الانفجار، وذكر محدّثونا الذين رأوا بعض الأشلاء أن منفّذ العملية قد يكون في الثلاثينات من عمره، وقد حوّلت تلك الأشلاء إلى الجهات المعنية لتحديد هويته، كما تطايرت قطع هيكل المركبة· ** مواطنون تحت الصدمة قال المواطنون الذين تحدّثت (أخبار اليوم) إليهم بكثير من الرّعب والهلع إنهم ما يزالون تحت وقع الصدمة التي أعادت إلى الأذهان اعتداء شبيه على مقرّ الاستعلامات العامّة بتاريخ 3 أوت من سنة 2008، والذي لا يبعد عن الموقع المستهدف فجر أمس إلاّ بعدّة أمتار· ويضيف أحد محدّثينا قائلا: (نحن ظننا أن عهد مثل هذه العمليات المستهدفة للعزّل والمدنيين قبل أن تكون موجّهة لمقرّات أجهزة الدولة قد ولّى، وأن اعتداء 2008 سيكون الأخير، غير أن إصرار الدمويين على تلطيخ أيديهم بدماء الأبرياء يتطلّب إجراءات أمنية أكثر شدّة وصرامة لمنع المزيد من هذه التجاوزات الممارسة في حقّ الوطن والمواطن معا، ولحسن الحظّ لم تخلّف العملية الانتحارية سوى مقتل منفّذها، وسنتمكّن بمرور الوقت من تجاوز الصدمة)· وبدورهم المرضى الذين تواجدوا بمستشفى تيزي وزو أصيبوا بالهلع كون موقع الانفجار كان فقط على بعد بضعة أمتار منهم· وقد تنقّل اللّواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني إلى مدينة تيزي وزو للوقوف على حجم الخسائر التي خلّفها الاعتداء الإرهابي، وقد اِلتحق رفقة والي تيزي وزو السيّد عبد القادر بوعزغي بموقع التفجير لمعاينة المكان قبل أن يجتمع بمسؤولي الولاية لدراسة الوضع·