*الشيخ سلطان العمري لا أستطيع أن أكتب عن أجمل لحظة في التاريخ ويقف القلم أن يسطِّر قدسيّة ذلك الموقف العظيم. إنها حالة إيمانية وصفة روحانية يكون الجسد فيها متصلاً بالأرض ولكن الروح تحقِّق الاتصال برب السماوات والأرض. إنها لحظة السجود و الخضوع للمعبود.. ما ألطفها وما أرغبها وما أحلى طعمها! تضع جبهتك على الأرض أو التراب وتفوز في لحظتها بالقرب من الذي يملك السماوات والأرض. وفي التنزيل: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19] وفي الصحيح: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء رواه مسلم. إنه السجود دليل العبودية وتاج الوقار ومقياس الحب للعزيز الغفار.. إنه السجود فيا لله! كم كان سببًا لهداية ضالين وكم كان مزيلاً للكربات وطريقًا لجنة رب العالمين يا لله كم فيه من دموع! وكم كان بابًا للخشوع. فيا من لم يذق حلاوة السجود إلى الآن اجلس مع نفسك الآن وقُل لها: حان الأوان لكي ترحلي من الآن إلى عالم السجود للكريم المنان وحينها تشعرين بالأمان وتذوقين محبة الرحمن وستغيب عنكِ خطرات الشيطان وسيزيد عندكِ اليقين والإيمان. وأخيرًا: والله إن للسجود طعمًا آخر إذا كان في رمضان. ................... خواطر رمضانية رمضان رسول من الله قيل مثل هذا الشهر كمثل رسول أرسله سلطان إلى قوم فإن أكرموا شأنه وعظموا مكانه وشرفوا منزلته وعرفوا فضيلته رجع الرسول إلى السلطات شاكرًا لأفعالهم مادحًا لأحوالهم راضيًا لأعمالهم فيحبهم السلطان على ذلك فيحسن إليهم كل الإحسان. وإن استخفوا برعايته وهونوا لعنايته ولم ينزلوه منزلته من الإكرام وفعلوا به فعل اللئام فيرجع الرسول إلى السلطان وقد غضب عليهم من قبيح أفعالهم وسيئ أعمالهم فيغضب السلطان لغضبه. كذلك يغضب الله على من استخف بحرمة شهر رمضان. فيا أيها الإنسان هذا شهر رمضان شهر التوبة والغفران وهو رسول من عند الملك الديان فمن أكرمه منكم حقيقة الإكرام وحفظ فيه لسانه من قبيح الكلام وبطنه من أكل الربا والحرام وأموال الأرامل والأيتام غفر له الملك العلام وأدخله الجنة مع محمد عليه الصلاة والسلام.