أجمعت العديد من الشخصيات الوطنية على أن الفقيد الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي غادر عالمنا قبل أسبوع، من الأعلام والفقهاء والمربّين الكبار الذي أنجبتهم الجزائر الذي أفنى حياته في خدمة الإسلام واللّغة العربية والوطن· وذكر هؤلاء بمناسبة وقفة تكريمية نظّمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ليلة الخميس إلى الجمعة بالجزائر العاصمة وحضرتها عدّة شخصيات وطنية وسياسية ودينية وبعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر ورفاقه وأقاربه المرحوم (أن الفقيد الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي وافته المنية يوم الجمعة 12 رمضان/ أوت كان نموذجا كاملا لهؤلاء العلماء الجزائريين الأفاضل أمثال عبد الحميد بن باديس والشيخ الإبراهيمي وغيرهم في مجال التربية والتكوين لتأصيل الثقافة الإسلامية والتراث العربي وبعثهما عند مختلف الأجيال)· وأعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد اللّه غلام اللّه بالمناسبة إطلاق اسم فقيد الجزائر عبد الرحمن شيبان على المسجد العتيق بحيدرة بالجزائر العاصمة، مشيدا بالخصال الحميدة ومناقب المرحوم والعالم الجليل الذي كان يتميّز كما قال بقوّة الحجّة والثبات على المبادئ والصفات الأخلاقية العالية والمواقف الصلبة ومحبّة العلم والعلماء والبحث والتوثيق مآثرهم تأليفا ونشرا· وقال الوزير إن من المواقف التي تحسب للفقيد شيبان إدماج المعلّمين غير النّظاميين في سلّم التربية والتعليم وتعويضهم ماديا معنويا اعترافا بما قدّموه في التربية، إلى جانب إشرافه على لجنة التأليف رفقة أساتذة ليتفرّغوا لتأليف الكتب المدرسية· وقدّم سعيد شيبان شقيق الشيخ الرّاحل والحزن باديا على محياه هو الآخر كلمة موجزة عن رفيق دربه ذكر فيها بعض الجوانب التنشئة للفقيد والملامح عن حياته المليئة والزاخرة بالأحداث والمواقف في مجالسة العلماء والغرف من مختلف بحور العلوم عملا بالمقولة الشهيرة للمتحدّث تعلم وعلم· من جهته، ذكّر محمد العربي دماغ العتروس وزير سابق للثقافة بمناقب الرجل معلّما ومربّيا ومدوّيا بقلمه في بعض الجرائد كجريدة (المجاهد) بالعربية عن الجزائر الثورة، مضيفا أنه كانت له صورة ورؤية فلسفية مستقبلية ومنهجية رائعة في التأليف المدرسي وتكوين مختلف الأجيال، منها كتاب المطالعة وأحد الفرسان الحرف الضادّ العربي· أمّا الأستاذ محمد الهادي الحسني فقد صال وجال في تشريح مآثر الشيخ المرحوم عبد الرحمن شيبان، مشيرا إلى أن من بين منجزاته تكوين لجنة إحياء تراث جمعية علماء المسلمين وأسلمة ملتقيات الفكر الإسلامي، كما خاض معركة استرجاع مسجد باريس الذي بني بأموال جزائرية على حدّ قوله وتأسيسه مجلّة العصر وحرصه سنويا عندما كان على رأس وزارة الشؤون الدينية لبعث ثلّة من العلماء والفقهاء الجزائريين لإمامة المصلّين المسلمين في الخارج خلال ليالي رمضان المعظم. وقال الشيخ محمد مكركب عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في هذه الوقفة إن الراحل عبد الرحمن شيبان كان عالما كبيرا له نظرة ثاقبه وحكمة بالغة وإلمام واسع بالعلوم الدينية والشرعية وغيرها من العلوم· وقال الداعية الكبير إن الفقيد كان (يتميّز بالتزاوج بين الدعوة التوفيقية للوحدة التوفيقية لوحدة الشعب الجزائري والدعوة إلى الرسالة المحمّدية، إضافة إلى ما تحتاجه الأمّة الجزائرية المسلمة من تقدّم وتطوّر الصحيح)·