يشهد مسبح الكتاني بباب الواد إقبالا كبيرا للعائلات ولأبناء المنطقة، وذلك خلال السهرات الرمضانية المفتوحة التي تنظمها إدارة المسبح بالتعاون مع العديد من الهيئات كمديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر وبلدية باب الواد· يقوم مسبح الكتاني بتنظيم العديد من السهرات الفنية خلال شهر رمضان، وقد عرفت الليالي الأولى للأسبوع الأول والثاني توافدا كبيرا خاصة من العائلات التي ترغب بتغيير أجواء التعب التي تنتابها خلال النهار، وما من جهة أفضل من مسبح الكتاني الذي يعتبر المسبح الوحيد الأقرب إلى جميع الأحياء الشعبية المجاورة، وأيضا باعتبار أسعاره المنخفضة خلال العام والتي تقدر ب 30 دج للشخص الواحد و 1000 دج للانتساب لشهر كامل، في حين أن باقي المسابح الخاصة كمسبح برج الكيفان تتراوح قيمة تذكرة الدخول ما بين 700 دج إلى 900دج للشخص الواحد، فالعائلات البسيطة تبحث دائما عن منفذ للترويح والتسلية لأبنائها بأقل تكلفة، ولذلك فإن مسبح الكتاني الذي يفتح أبوابه يوميا مجانا لكل الناس، بالإضافة إلى حضور الحفلات المقامة خلال هذا الشهر، وهذا تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة التي قررت فتح كل المسابح العمومية خلال هذا الشهر للعائلات والسماح لبعض الهيئات كالبلديات ودور الشباب بإقامة الحفلات الفنية المتنوعة بداخلها ولذلك سخرت كل الإمكانيات لإنجاح ذلك وضمان راحة المواطنين· وللإشارة فإن مسبح الكتاني يحتوي على ثلاثة أحواض للسباحة، حوض صغير للأطفال والثاني للفتيات وحوض آخر أكبر للذكور، كما يضم العديد من الخدمات العامة كمصلحة تمريض ومقهى صغير وعدة حمامات وغرف لتبديل الملابس، لهذا فهو يستقبل يوميا 800 شخص في الأيام العادية على أن له طاقة استيعاب2000 شخص فهو من أكبر المسابح الأولمبية في العاصمة، كما يعد من أقدمها حيث قام بإنشائه الأتراك ثم حول من قبل الفرنسيين إلى مسبح خاص بالجنود وعائلاتهم وقد كان مفتوحا على شاطئ الكتاني ومحل إعجاب الكثير من السياح الأجانب الذين توافدوا على الجزائر في تلك الفترة، ونظرا لأهميته فلقد نظمت به العديد من الألعاب الاولمبية، لذلك فقد حطمت به العديد من الأرقام القياسية في السباحة، كالبطلة الفرنسية في السباحة (هدا فروست) والتي حطمت الرقم القياسي لفرنسا في 400 متر سباحة حرة وذلك خلال سنة 1955· ومن جهة أخرى فإن هذا المسبح الأولمبي ذا الأهمية الكبيرة الذي يمنحها له موقعه الاستراتيجي، يتعرض للإهمال بفعل نقص الإمكانيات لإعادة تهيئته وتزويده بالإمكانيات الحديثة التي تتناسب مع احتياجات الوافدين عليه، حيث تشكو الإدارة من قلة الميزانية المخصصة لهذا المسبح الذي يغطي احتياجات العديد من الأحياء المجاورة لباب الواد، حيث لا تكفي حتى لتسديد رواتب 32 عاملا بهذا المسبح، ورغم ذلك فإن إدارة المسبح تحاول قدر الإمكان تلبية احتياجات العائلات العاصمية خاصة خلال شهر رمضان، حيث أعدت كل الوسائل لراحة الأسر وأمنهم من خلال تجنيد العديد من الأعوان على مستوى المسبح، كما تعتزم فتح مسبح الأطفال خلال هذه السهرات ليكون الجو مميزا وأيضا لكي لا يضطر الأطفال إلى النزول للبحر للسباحة فيه رغم برودته في الليل مع ازدياد خطر الغرق لانعدام الرؤية، وهي في ذلك وبهدف إعادة الصورة الحقيقية لهذا المكان تطلب إعانة مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر ووزارة الرياضة، فهذا المعلم التاريخي والسياحي يشكو الكثير من الإهمال والذي أدى إلى تدهور صورته بعد أن كان يضرب به المثل في الجمال·