على الرغم من توقع الكل أن رمضان سوف يريحهم من بعض الممارسات والسلوكات المشينة على غرار المعاكسات التي باتت ظاهرة متفشية في مجتمعنا إلى جانب مظاهر العري والمجون، إلا أن تلك الظواهر لازمت الشهر الفضيل حيث مس البعض بسلوكاتهم بحرمة الشهر المعظم وبركة أيامه· نسيمة خباجة ويبدو أن إقلاعهم عن السلوك خلال اليوم جعلهم يعوضون ما فاتهم في الفترات الليلية خلال السهرات الرمضانية التي يكثر فيها خروج العائلات بغرض التحضير للعيد واقتناء مستلزماته، ذلك ما وقفنا عليه في بعض النواحي التي يكثر عليها توافد الفتيات مع عائلاتهن، ولم يحسب هؤلاء المنعدمة ضمائرهم أي حساب لحضور أولياء الفتاة وراحوا بأفعالهم تلك إلى المساس بحرمتهم فهم يرضون للغير ما لا يرضونه لأنفسهم· مركب الكيتاني هو مقصد الكثير من العائلات والتي أبت إلا الاستمتاع بالسهرات الرمضانية كونه يشتمل على العديد من الوسائل المريحة ضف إلى ذلك توفر الكثير من الخدمات هناك التي تروق العائلات وأطفالها، فمن اللعب إلى توفير المثلجات والشواء مما جعل التوافد كبيرا ومتزايدا عليه في كل يوم· إلا أن النقطة التي أزعجت الكثيرين هي لجوء بعض الشبان إلى انتهاج بعض السلوكات المشينة التي عكرت مزاج العائلات، بالتعدي على بناتها ومعاكستهن من طرف بعض أشباه الرجال الذي جعلوا من المعاكسة طريقا آخر للهو والعبث ببنات الناس، والدخول إلى بيوت المسلمين عبر الأسلاك بدل الأبواب لإسقاط بناتها في الرذيلة، وهو الأمر الذي وقفنا عليه فذاك يلوح بيده والآخر يطلق إشارات مبهمة، ناهيك عن تراشق الأرقام الهاتفية التي تسقط تحت الأقدام، ويرمون بها كدليل على الخسّة والوضاعة، فليست هذه أفعال الرجال ولكنهم تعوّدوا الاصطياد في المياه العكرة وهي الظاهرة التي أزعجت الكثيرين ليس على مستوى ذات المركب فقط الذي استشهدنا به على سبيل المثال وإنما في أماكن أخرى تفشت بها الظاهرة كثيرا خلال السهرات الرمضانية، ولم يسلم منها ولا منتزه عائلي واحد بفعل انتشار الحثالات على الرغم من أن تلك المواضع هي عائلية بالدرجة الأولى لكنها لم تسلم من الأفعال الطائشة الصادرة من طرف البعض ممن اختاروا سد فراغهم بارتكاب المعاصي لا استغلالها فيما يعود بالنفع عليهم· ذلك ما أعربت عنه بعض العائلات بذات المركب والتي كان لنا معها حديث خلال السهرة الرمضانية، بحيث أوضحت إحدى السيدات أن هناك من يطئون المركب خصيصا لأجل ذلك عن طريق تحرشهم بالفتيات حتى وهن برفقة عائلاتهن ومحارمهن، فلو كن لوحدهن لهان الأمر، وعلى الرغم من التزام بعض الرجال بمبادئ الحشمة والحياء وغض البصر على مستوى المركب يوجد آخرون لا علاقة لهم بتلك المبادئ بدليل تنقلهم بين العائلات وإطلاق العنان لنظراتهم المشبوهة وتحركاتهم المحسوبة مما يعيب عليهم كثيرا سيما ونحن في شهر مبارك الذي لا يتوافق البتة مع تلك السلوكات المشينة التي تحرم في رمضان وفي غيره من الأيام إلا أننا نجدها متفشية حتى في أيام الشهر الفضيل، بحيث لم يصبر بعض الشبان عن الصوم عنها لشهر واحد وكان من الواجب إقلاعهم عنها في كامل أشهر السنة· وبذلك راح الكثير من الشبان إلى ضبط رزنامة جديدة خاصة بالمعاكسات التي حرموها في نهار رمضان وحللوها في ليله بعد إفطارهم تبعا لفتاوى اجتهدوا فيها هم دون سواهم، ونسأل الله اللطف والهداية للجميع·