نشاطات مكثفة إحياء لليوم الوطني للحرفي.. أنامل ذهبية تبدع في مشاريع استثمارية هامة شهدت مختلف ولايات الوطن إقامة نشاطات متنوعة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للحرفي المصادف ل9 نوفمبر من كل سنة بحيث كانت الفرصة للحرفيين لعرض إبداعاتهم في معارض عديدة عرفت إقبالا كبيرا للجمهور. خ. نسيمة/ ق.م نظمت غرفة الصناعات التقليدية والحرف بوهران معرضا متنوعا بمشاركة مديرية السياحة والصناعات التقليدية والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر عرض فيه حرفيون من الولاية بعض منتجاتهم. كما أبرزت الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر بالمناسبة التسهيلات والتحفيزات التي يقدمها هذا الجهاز للراغبين في تجسيد نشاطات خاصة بهم ولا سيما النساء الماكثات بالبيوت. وبغليزان شارك زهاء 50 حرفيا في الصالون المحلي للصناعة التقليدية والحرف المنظم من قبل الغرفة المحلية للقطاع بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية على مستوى دار الثقافة امحمد اسياخم لعاصمة الولاية. وضم الصالون عدة أجنحة لمنتجات الصناعة التقليدية الفنية كالأواني الفخارية وخياطة الأفرشة والزرابي والأنسجة الصوفية والملابس التقليدية ومنتجات الحلفاء والدوم والحلويات التقليدية والعصرية ومنتجات البناء والتأثيث على غرار الحدادة الفنية والنقش على الجبس والنجارة الفنية وغيرها. وشملت هذه التظاهرة التي حظيت باهتمام المواطنين عرض منتجات تقليدية فنية أبدع في صنعها الحرفيون المشاركون على غرار الحلي والتحف الفنية والتحف الخشبية. أما بتيارت فقد تم بمناسبة إحياء اليوم الوطني للحرفي إبرام اتفاقيتي تعاون بين غرفة الصناعات التقليدية والحرف للولاية من جهة وفندق الشرق لتيارت ووكالة السياحة والأسفار شوشاوي من جهة أخرى بهدف الترويج للمنتوج الحرفي المحلي حسب ما علم من المدير الولائي للقطاع زواوي تواب. ويقوم فندق الشرق بموجب الاتفاقية الأولى باقتناء بعض المنتجات الحرفية من أصحابها وعرضها في جناح خاص للبيع المباشر للسياح وأضاف المصدر أن وكالة السياحة والأسفار شوشاوى تلتزم وفق الاتفاقية المبرمة معها بالترويج للمنتجات الحرفية والتذكارات عبر إدراج مقر غرفة الصناعات التقليدية والحرف وبعض ورشات الإنتاج الحرفي في مسارها السياحي. وبالبيّض أطلقت مديرية السياحة والصناعة التقليدية بهذه المناسبة بوابة وموقعا إلكترونيا رسميا لها للتعريف بالمؤهلات السياحية التي تزخر بها الولاية وقد أشرف والي البيض فريد محمدي بدار الثقافة محمد بلخير على إطلاق البوابة والموقع الإلكترونيين اللذان يعرفان بمختلف المواقع السياحية والأثرية التي تزخر بها الولاية ويقارب عددها ال20 موقعا إضافة إلى المسارات السياحة الأربعة المعتمدة من طرف الوزارة الوصية. حميد شافي.. عشق للدباغة رغم المشقة تأبى حرفة الدباغة بالطريقة التقليدية أن تزول بوهران بفضل الحرفي شافي حميد الذي يعتبر الوحيد بالولاية الذي يحافظ على هذه الحرفة التي تشكل أحد الروافد المهمة في قطاع الصناعة التقليدية وفي انتعاش السياحة. وفي وقت يعزف فيه كثير من الشباب على ممارسة هذه الحرفة يعمل شافي الذي ورث المهنة عن جده بتفاني وصبر في دبغ هيدورة أو بطانة الأغنام وجلد الأبقار والماعز بطريقة تقليدية لاستخراج منتوج جاهز لتسويقه لأصحاب الورشات التي تعتمد على الجلد في صناعة بعض الألبسة والحقائب والى حرفي السروج أو الاكسسوارات وغيرها من المنتجات التقليدية الفنية. وفي حديث لوكالة الانباء الجزائرية بمناسبة اليوم الوطني للحرفي المصادف ل9 نوفمبر من كل سنة قال حميد شافي البالغ من العمر 43 سنة والذي كون الكثير من الشباب غير أنهم لم تكن لهم القدرة على مواصلة نشاطهم في هذه الحرفة لاتهمني رائحة الجلود ولا مشقتها التي اعتدت عليها منذ 25 سنة بقدر ما يهمني الحفاظ على هذه الحرفة التي أمارسها بطريقة تقليدية والحرص على تقديم منتوج للزبائن ذي جودة عالية على الرغم من الصعوبات التي أواجهها في مسار عملية الدبغ لتطويع هذه المادة . ويلخص ذات الحرفي هذه الصعوبات في نوعية المادة الأولية (البطانة) التي يقتنيها من المذابح حيث أن نسبة ضياعها تصل حاليا إلى 40 في المائة بعد أن كانت في السابق لا تتجاوز 10 في المائة وهذا راجع إلى أن الجيل الحالي من الذباحين لا يحافظ على الجلد عكس القدماء مما يتطلب تكوينهم في هذا الجانب فضلا على أن البطانة المسوقة كثيرا ما تكون هشة. وأشار نفس المتحدث إلى أن سعر بيع بطانة عند المذابح الذي تزود بهذه المادة سواء بوهران أو بولايات غرب البلاد يتراوح بين 50 و80 دج للواحدة وتصل بالنسبة لجلد الأبقار إلى 500 دج فيما تقدر ثمن شراء جلد الماعز إلى 30 دج حيث يعمل على اقتنائها لسد احتياجات الزبائن من مختلف الولايات لاسيما تيارت والمدية وغرداية. ويسرد هذا الحرفي بشغف كبير مختلف المراحل المتبعة في عملية الدبغ بدءا بجمع البطانة من المذابح وتمليحها لحفظها من التعفن ثم معالجتها من كل الشوائب وغسلها وترتيبها مرورا بدبغها بالمواد الطبيعية التي هي عبارة عن مستخلصات نباتية على غرار ميموزا وتارا لإعطاء للجلد مرونة وصولا إلى تحويلها إلى مادة جلدية شاهدة على مهارة هذا الحرفي التقليدي الذي يقوم بدبغ يوميا ألف بطانة أغنام و80 جلد البقر وحوالي 100 بطانة من الماعز. وبما أن الدباغة تعتبر من الحرف الملوثة فإنّ عملية الدبغ يقوم بها على مستوى مصنع خاص للدباغة مرخص مقابل دفع مبالغ تتراوح بين 180 و250 دج للوحدة وفق السيد شافي الذي قال لا أستطيع اقتناء محطة لتصفية المياه كونها مكلفة جدا مقترحا أن تقوم السلطات العمومية بجمع الحرفيين في مختلف التخصصات في منطقة نشاطات واحدة وتجهيزها بمثل هذه المحطات. علي بلقاسمي يبدع في صناعة التحف المعدنية يزاول علي بلقاسمي منذ قرابة عقد ونصف من الزمن صناعة التحف الفنية من الأسلاك المعدنية والنحاسية محافظا بذلك على حرفة أصيلة ونادرة تعكس عبر عدد من التصاميم شغفه نحو التميز وموهبته الفطرية في ترويض المعادن والإبداع الحرفي. فبورشة صغيرة بحي أولاد محمد بمدينة الشلف (200 كلم غرب الجزائر العاصمة) ومنذ سنة 2009 بدأت قصة السيد بلقاسمي في ترويض الأسلاك المعدنية والنحاسية التي تتشكل بين أنامله دون قص أو تلحيم وبعد أن تستهلك منه جملة من الأحاسيس والمشاعر الراقية في تحف فنية تحاكي الواقع وتحمل العديد من الدلالات والرسائل. يروي السيد بلقاسمي في حديث مع وكالة الانباء الجزائرية تزامنا والاحتفال باليوم الوطني للحرفي (9 نوفمبر من كل سنة) كيف أضحت هذه الحرفة النادرة عالمه الخاص الذي يتيح له ليس فقط إبراز موهبته وممارسة هوايته ولكن أيضا المساهمة في الترويج لقيم الحرية والحب والثقافة البيئية. ويستلهم هذا الحرفي تصاميم مجسماته وتحفه الفنية من الشجرة التي يعتبرها رمز الحياة بالإضافة لمهن وشخصيات من الواقع لتنطلق بعدها مرحلة تصنيعها من سلك واحد متواصل يصل في بعض الأحيان لعديد الكيلومترات على غرار أحد المجسمات الذي استهلك 4 5 كلم من الأسلاك المعدنية. يذكر علي بلقاسمي بفخر واعتزاز تتويجه سنة 2013 بجائزة الابتكار على المستوى الوطني فضلا عن مشاركاته في العديد من المعارض الدولية والوطنية التي ساهمت حسبه في رواج منتجاته وتزايد الطلب عليها لاسيما في ظل استعمالها في تزيين ديكورات مختلف المباني والمؤسسات والساحات العمومية. وبوسط مدينة الشلف بمحاذاة مقر بريد الجزائر تستوقفك إحدى الأشجار التي برع بلقاسمي في تشكيلها من المعادن إذ يدعوك جمالها لإمعان النظر فيها نهارا والاستمتاع بانعكاس الأضواء عليها ليلا وسماع صوت أوراقها خريفا. شغف هذا الحرفي بمطاوعة الأسلاك المعدنية وترويضها لم يتوقف عند هذا الحد بل جعله يمزج بين هذه الهواية وفن الرسم فنتج عنه لوحات تشكيلية مميزة أبانت عن لمسة خاصة للسيد بلقاسمي وأضافت مزيدا من الخيارات أمام رواد وهواة الفن التشكيلي لتعلم هذا التخصص. وبدار الصناعة التقليدية والحرف يعرض ذات الحرفي مجموعة من التحف الفنية التي تستقطب كثيرا زوار هذه الدار سواء من الحرفيين الآخرين أو المواطنين حيث لا يتوان في التواصل معهم مبديا استعداده لتكوينهم في هذه الحرفة لاستدامتها ومزاولتها من طرف بقية الأجيال. وتبقى هذه المجسمات التي يبرع علي بلقاسمي في تجسيدها بدرجة عالية من الاتقان والاحترافية وبوسائل بسيطة بحاجة لمرافقة نوعية في سبيل تطوير هذه الحرفة النادرة وتثمين مجال الصناعة التقليدية في الجزائر.