يزاول علي بلقاسمي منذ قرابة عقد ونصف من الزمن صناعة التحف الفنية من الأسلاك المعدنية والنحاسية، محافظا بذلك على حرفة أصيلة ونادرة تعكس عبر عدد من التصاميم شغفه نحو التميز وموهبته الفطرية في ترويض المعادن والإبداع الحرفي. فبورشة صغيرة بحي أولاد محمد بمدينة الشلف (200 كلم غرب الجزائر العاصمة) ومنذ سنة 2009 ، بدأت قصة بلقاسمي في ترويض الأسلاك المعدنية والنحاسية، التي تتشكل بين أنامله دون قص أو تلحيم وبعد أن تستهلك منه جملة من الأحاسيس والمشاعر الراقية، في تحف فنية تحاكي الواقع وتحمل العديد من الدلالات والرسائل. ويروي بلقاسمي كيف أضحت هذه الحرفة النادرة عالمه الخاص الذي يتيح له ليس فقط إبراز موهبته وممارسة هوايته ولكن أيضا المساهمة في الترويج لقيم الحرية والحب والثقافة البيئية. ويستلهم هذا الحرفي تصاميم مجسماته وتحفه الفنية من الشجرة التي يعتبرها رمز الحياة، إضافة لمهن وشخصيات من الواقع، لتنطلق بعدها مرحلة تصنيعها من سلك واحد متواصل، يصل في بعض الأحيان لعديد الكيلومترات، على غرار أحد المجسمات الذي استهلك 4، 5 كلم من الأسلاك المعدنية. يذكر علي بلقاسمي بفخر واعتزاز تتويجه سنة 2013 بجائزة الابتكار على المستوى الوطني، فضلا عن مشاركاته في العديد من المعارض الدولية والوطنية التي ساهمت، حسبه، في رواج منتجاته وتزايد الطلب عليها لاسيما في ظل استعمالها في تزيين ديكورات مختلف المباني والمؤسسات والساحات العمومية. وبوسط مدينة الشلف بمحاذاة مقر بريد الجزائر، تستوقفك إحدى الأشجار التي برع بلقاسمي في تشكيلها من المعادن، إذ يدعوك جمالها لإمعان النظر فيها نهارا والاستمتاع بانعكاس الأضواء عليها ليلا، وسماع صوت أوراقها خريفا.