صوم وتمسك بالعادات.. الأسر الجزائرية تستعد لإحياء عاشوراء تستعد الأسر الجزائرية لإحياء مناسبة عظيمة ألا وهي مناسبة عاشوراء التي تحكمها أجواء روحانية وعادات متوارثة بحيث يتطوع الكثيرون للصيام لكسب الأجر كما تحكم المناسبة مجموعة من الطقوس عبر الأسر يعكسها تحضير الأطباق التقليدية وتخضيب الأيدي بالحناء فرحا بالمناسبة العظيمة. نسيمة خباجة عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري ويُسمَّى عند المسلمين بيوم عاشوراء وهو اليوم الذي نجّىٰ فيه الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام من بطش فرعون ويعدّ صيام يوم عاشوراء سُنة وصيامه يُكفّر ذنوب سنة ماضية. حركية واسعة تشهد الأسواق حركية واسعة استعدادا لمناسبة عاشوراء بحيث يحضر المواطنون على قدم وساق للمناسبة التي تحكمها أجواء روحانية وطقوس مميزة تعكس الفرحة والابتهاج بين الأهل والأقارب. تحضر ربات البيوت لمناسبة عاشوراء وتلزمهن بعض المواد والخضر لتحضير الأكلات التقليدية على غرار الكسكسي والشخشوخة والرشتة والتريدة وغيرها من الأكلات كما تحضر بعض الحلويات المنزلية التقليدية على غرار الرفيس والمبرجة. اقتربنا من بعض النسوة للوقوف على تحضيراتهن وسط موجة الغلاء فتباينت آراؤهن. تقول السيدة هدى إن عاشوراء لها عادات وتقاليد لا تقبل النقاش على غرار الأطباق التقليدية التي تلتف العائلة حولها في اجواء رائعة كما ان الصيام هو سنة مستحبة لمن له القدرة بالإضافة إلى الحناء التي توضع على ايدي الاطفال والكبار وتذكرت عادة قص أطراف الشعر التي لازالت تتمسك بها أو كما قالت عشور الشعر تيمنا بكثافته وطوله وهي عادة تمارسها لبناتها. أما السيدة عايدة فقالت إن عاشوراء هي مناسبة عظيمة على كافة المسلمين والجزائريين بحيث تحكمها أجواء رائعة وعادات أصيلة تلتزم بها الاسر. وعن كيفية احتفالها بعاشوراء قالت إن الصيام هو اول ميزة بحيث تصوم هي وافراد عائلتها لنيل الثواب من الله تعالى كما تحضر أطباقاً تقليدية واختارت تحضير الشخشوخة في هذه المرة كطبق تقليدي رائع يحضر بفطائر المسمن والمرق بالدجاج أو اللحم. لاحظنا اصطفاف أكياس الرشتة وفطائر المسمن عبر المحلات بالنظر إلى الطلب الكبير عليهما بمناسبة عاشوراء لتحضير الأطباق التقليدية التي تعتبر سيدة المائدة خلال عاشوراء. الدجاج ب400 دينار للكيلوغرام اعتادت الأسر على اقتناء الدجاج لاحياء مناسبة عاشوراء وتحضير الطبق التقليدي وكانت فيما مضى الأسر تحبذ اقتنائه حيا ليذبح من طرف رب الأسرة في عاشوراء الا ان تلك العادة تراجعت بحكم السكن في أحياء حضرية لا تتوافق مع تلك العادة. وارتفع سعر الدجاج إلى حدود 400 دينار للكيلوغرام وهو مبلغ مرتفع خاصة أنه كان يُعرض ب350 دينار وأنقذت رقبة الكبش لدى بعض الأسر الموقف بحيث اعتادت ربات البيوت على تخزينها لمناسبة عاشوراء وبذلك استغنين عن اقتناء الدجاج الذي شهد ارتفاعا ملحوظا وانتهز التجار المناسبة لإلهاب الجيوب. الكوسة ب200 دينار للكيلوغرام يكثر الطلب على الكوسة خلال المناسبات الدينية لتحضير الاطباق التقليدية مما يلهب أسعارها عبر الأسواق بحيث ارتفعت بالامس إلى 200 دينار للكيلوغرام الواحد والسعر مرشح للارتفاع اكثر حتى الخس عُرض ما بين 150 و170دينار فالمادتين معا هما محل جشع لدى بعض التجار بحيث تشهدان مضاربة في اسعارهما خلال المناسبات الدينية. تقول السيدة ربيعة إن سعر الكوسة هو مرتفع جدا بحيث عرضت ب200 دينار وهي واجبة الحضور في المرق وتتطلب حضورها مختلف الأكلات التقليدية على غرار الكسكسي والشخشوخة والرشتة. ارتفاع أسعار الخضر واللحوم البيضاء تحول إلى سيناريو متكرر خلال المناسبات الدينية في ظل انعدام الرقابة. صوم وأجواء روحانية تحكم مناسبة عاشوراء أجواء روحانية تتمثل في الصوم وتنظيم الحلقات والندوات الدينية للتذكير بالمعاني السامية ليوم عاشوراء وأبعادها الروحية العظيمة ففيه سنّ صيام يومين متتابعين للتكفير عن ذنوب سنة ماضية بحيث تنظم الدروس الدينية عبر المساجد لتنشئة الاجيال على تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. يوم عاشوراء وجب ان لا يتوقف عند إحياء العادات والطقوس وتحضير الأكلات التقليدية بل وجب الاهتمام بالجوانب الروحية وتلقينها للأطفال وشرح سبب احياء المناسبة وتعويد الأطفال على صيامها كسبا للأجر.