بعد ضجّة أحدثها رواية مُثقّفون يُصدرون بيان استنكار عرض مثقفون وجهة نظرهم في الكتابة والمسابقات الأدبية وذلك دعما للوحدة الوطنية واحتراما للذوق العام على خلفية الضجة التي أثارتها رواية اعتبروها مسيئة لإحدى الولايات وكذا الذوق العام. وجاء في بيان استنكار وتنديد حمل توقيع العديد من المثقفين أنه: أمام ما يحدث من انتهاك للثوابت الوطنية وأمام ما نراه من محاولات لإثارة الفتنة وضرب الوحدة الوطنية من خلال ضرب أعرافنا أصالتنا تقاليدنا وكذا أخلاقنا. نحن أدباء ومثقفو الجزائر الذين حركتهم غيرتهم على هذه الثوابت التي تجمع الشعب الجزائري الواحد نندد ونستنكر مثل هذه الممارسات التي لا تمت للشعب الجزائري بصلة. كما رأينا جميعا أثارت رواية تسيء إلى ولاية من ولايات الوطن التي نعرفها ونعرف قدرها ولا يمكن أن نقبل بالإساءة لها زوبعة كبيرة من الانتقاد والسخط من طرف مختلف شرائح المجتمع الجزائري كبارا وصغارا مثقفين وبسطاء رجالا ونساء وحتى الأطفال بسبب ما تحمله من كلمات بذيئة لا يمكن للإنسان السوي أن يتلفظ بها حتى في الشارع فما بالك بأنّ يطبعها في كتاب موجه لكل شرائح المجتمع!. - هل يعقل أن نترك المجال لمثل هذه الروايات كي تقع بين أيدي أطفالنا؟ وماذا سيتعلمون منها يا ترى؟ هل سيتعلمون حب الوطن؟. - هل يعقل أن تناقَش هذه الرواية في رسائل الدكتوراه مستقبلا؟ وهل يا ترى يمكن إدراجها في مناهجنا التعليمية؟. - ماذا سنقول للمجتمع الدولي الذي سيسألنا يوما ما: من هم كتابكم؟ من هم مثقفوكم ومفكروكم؟ ماذا أنتجتم أدبيا كإضافة للإنسانية؟. هل نقول: أنتجنا روايات مبتذلة بكلمات بذيئة؟. ثم ماذا سيكون موقف الأجيال الصاعدة من الكُتّاب؟. تساؤلات كثيرة تفرض نفسها أمام ما نراه اليوم من تجاوزات خطِرة تضعنا أمام مفترق طرق صعب جدا. نحن ندافع عن ثوابت هذا الوطن إيمانا منا بأننا منه وهو منا ولن نقبل أبدا أن يتم تشتيته وضرب قيمه باسم مسميات كثيرة في ظاهرها فن وفي باطنها سم. التاريخ لا يرحم وهو يسجل كل المواقف وسيأتي يوم يحاسبنا عليها ويحاسبنا حتى على صمتنا. سيسألنا هذا الوطن يوما ما عن وفائنا له ولثوابته التي حماها الشهداء بدمائهم فبماذا سنجيبه يا ترى؟.