هناك خمس نقاط حول الزواج ينبغي على الشباب والفتيات أن يعرفوها بل ويحاولوا العمل بها حتى تنجح حياتهم الزوجية وليسعدوا بشريك حياتهم الذي تم اختياره بتدبر وتريث ورضى من الطرفين. يستعرض لنا هذه النقاط الخمس الشيخ محمد خير الشعال، وذلك خلال حلقة جديدة من برنامجه »الدورة التأهيلية فى الحياة الزوجية«، على قناة الرسالة الفضائية، والذي أكد أن أول هذه النقاط هي »الزواج عبادة«، لأن المسلم في كل تحركاته في تقرب دائم إلى الله تعالى والعادات بالنية تتحول إلى عبادات. فالزواج عندنا دين والزواج عندنا عبادة وشرع من السماء، فالمسلم مأجور في كل حركة يتحركها في زواجه حتى في علاقته الخاصة مع أهل بيته فهو في أجر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيقضي أحدنا شهوته ويكون له به أجر؟ قال نعم، أرأيت إذا وضعها في حرام أليس عليه إثم؟ قالوا بلى، كذلك إذا وضعها في الحلال. ويضيف الشيخ محمد خير قائلاً: إذن الزواج عبادة لذلك يا شباب أنتم مدعوون جميعاً للزواج، لأنه عبادة، لا يرضى مسلم ولا مسلمة أن يتنازل عن هذه العبادة، لا يرضى مسلمٌ إذا تزوج أن يطلق سريعاً، لا ترضى فتاة مسلمة عاقلة تبحث عن الأجر من الله تعالى إذا تزوجت أن تقول لزوجها بعد شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين أن تقول له: طلقني، لذلك لا تتنازل هي عن هذه العبادة. ثم تحدث الشيخ محمد خير عن النقطة الثانية وهي أن »المتزوج مُعان 100٪« وأوضح أن كل من تزوج سيعينه الله تعالى، فعندما يكلفك الله تعالى بكلفة بما فيه كلفة سيعينك وأنت معان بقدر تكليفك. وأوضح الشيخ: قبل الزواج مثلاً كان دخلُك بسيطاً ، وبعد الزواج تشاهد أن الله يعينك في هذا الدخل حيث يزداد ويتضاعف وتأتيك أبواب من الرزق لا تخطر لك على بال، وذلك لأن الله يعينك ويكفينا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: »ثلاثة حق على الله عونهم الناكح الذي يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله والمُكاتب الذي يريد القضاء«، أول شخص من هؤلاء الثلاثة كل شاب يتزوج يبحث عن عفة نفسه وأهل بيته وكل فتاة تتزوج تبحث عن عفتها وعفة زوجها. والنقطة الثالثة التي اعتبرها الشيخ مهمة جداً لكل شاب وفتاة لم يتزوج بعد أنه بالقدر الذي تحمي نفسك عن الحرام قبل الزواج هو نفسه القدر الذي تسعد مع أهل بيتك بعد الزواج، وفسر الشيخ كلامه قائلاً: سأعطي مثالاً يوضح ما قلت، ففي إحدى الجامعات السورية أجرى ستة من طلاب الطب استبياناً بعنوان (العلاقات الجنسية الشرعية وغير الشرعية)، عبارة عن سؤال (هل كنت تمارس علاقة غير مشروعة قبل زواجك؟ نعم أو لا) وسؤال آخر (هل أنت مرتاح فى علاقتك الخاصة مع أهل بيتك؟)، واللافت أن كل الذين كتبوا أنهم ذهبوا إلى علاقات غير مشروعة قبل الزواج كتبوا أنهم ليسوا مرتاحين في علاقتهم الخاصة مع نسائهم بعد الزواج، وهذه أول عقوبة تنال الذين يخالفون شرع الله تعالى، بالقدر الذي تحمي نفسك عن الحرام قبل الزواج بالقدر الذي تسعد مع أهل بيتك بعد الزواج، بالقدر الذي تقع فيه في المحرمات قبل الزواج بالقدر الذي يكون بينك وبين أهل بيتك عدم راحة بعد الزواج. ثم انتقل الشيخ للنقطة الرابعة وهي أن أصعب عام في الزواج هو العام الأول، بل لعلها أصعب سنة في حياتك، وأوضح أن هذا أمر منطقي وقال مفسراً: لأنك شاب غريب عن فتاة نشأت أنت في بيت ونشأت هي في بيت، نشأت أنت في مستوى ثقافي معين ونشأت هي في مستوى ثقافي آخر، الآن أنتما ستجتمعان مع بعضكما في الزواج في كل شيء، هل تتوقعان أن تلتقيا دون اختلاف؟ أبداً مستحيل، وبالتالي السنة الأولى صعبة جداً على الزوج وصعبة جداً على الزوجة وليست المشكلة في الاختلاف لكن المشكلة كيف ندير هذا الاختلاف كيف نحاول نحيط هذا الاختلاف ونحاصره، حتى يكون العام الثاني سهلاً والثالث أسهل. النقطة الخامسة والأخيرة التي أشار إليها الشيخ محمد خير أنه لا صحة لكل الدعايات الهابطة التي تدعو الناس إلى التدرب على العلاقات الجنسية قبل الزواج، لأن علاقة الزوج بزوجته علاقة فطرية، وقال موضحاً: لو قدرنا أن رجلاً وحيداً موجود على هذه الكرة الأرضية وفتاة وحيدة موجودة على الكرة الأرضية واجتمعا وأرادا الزواج سيعرفان بتوجيه من الله سبحانه وتعالى إلى طريقة التقاء الزوج بزوجته، فالعلاقة بين الزوج وزوجته علاقة فطرية طبيعية ولكن لا ضرر أن تستشير من تثق بدينه ومن تثق بأخلاقه وتربيته.