المهندس والأستاذ رابح لكحل ل أخبار اليوم : طوفان الأقصى غيَّر معادلات وأجهض التطبيع مع الكيان الغاصب * الصهيونية العالمية مشروع توسيع وتثبيت هيمنة المركزية الغربية عبر الإبادة الجماعية * سياسة الأرض المحروقة عانى ويلاتها الشعب الجزائري إبان الاستدمار الفرنسي ويعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الصهيوني * المقاومة الفلسطينية أعادت إحياء قضية الشعب الحقيقية وتطالب بحقوق كاملة أوشك الخونة على دفنها * عرب مصابون ب العمى الاستراتيجي يتطوعون لخدمة العدو الصهيوني بدلا من دعم المقاومة * الأشد وطئا علي إسرائيل دخول ترامب في مفاوضات مباشرة مع حماس * المقاومة عقيدة تتربى عليها شعوبنا شعارها ... ولا تركنوا إلى الذين ظلموا... حوار: جمال بوزيان الجزء الأول نستضيف المهندس والأستاذ رابح لكحل في هذا اللقاء للحديث عن المستجدات الأخيرة في العالم العربي لا سيما ما يحدث في غزة منذ أكثر من 17 شهرا وفي كل فلسطين الجريحة وما أحدثه طوفان الأقصى من متغيرات عربية وإقليمية ودولية والرعب الشديد الذي يعيشه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من حركة المقاومة الإسلامية حماس وما يحدث من مخاض في سوريا بعد التغيير الإيجابي ومشروعات الصهيونية العالمية وبعض القضايا الدولية الساخنة بين أوروبا وأمريكا في ظل الحرب الروسية-الأوكرانية وسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما فيها مفاوضاته السرية الأخيرة مع حماس .. وغيرها من القضايا. -.م.أ.رابح لكحل مرحبا بك في هذا الحوار عبر صحيفة أخبار اليوم . -شكرا لكم من دواعي سروري أن تمنحوني فرصة التعبير عن آرائي وإيصال نظرتي حول بعض القضايا الهامة والساخنة عبر صحيفتكم الرائدة والمحترمة وهذا شرف كبير لي.. كما لا أنسى أن أحيي قراءكم ومتابعيكم من خلال هذا الحوار. - لقد كشف طوفان الأقصى مشروع الصهيونية العالمية وما خفي أعظم... أليس ما حدث في غزة من مجازر ومحارق هولوكست على المباشر أكثر من 48 ألف شهيد وأكثر من عشرات الآلاف من المفقودين وأكثر من مليوني نازح؟. -مشروع الصهيونية العالمية مشروع أساس في مسارتوسيع وتثبيت هيمنة المركزية الغربية .. وككل مشروع استدماري فمن وسائله الأساسية الإبادة ويعتمد في ذلك فلسفة الأرض المحروقة التي عانى ويلاتها الشعب الجزائري إبان الاستدمار الفرنسي وها هو اليوم يعيشها بكل فظائعها متضامناومتعاطفا مع شعبنا في فلسطينالمحتلة.. فهدفهم واضح وقديم وهو تهجير إخواننا وإعادة سيناريو عام 1948 م حتى يتحقق حلمهم الذي عنوانه: .. أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.. . - ألا ترى أن بنيامين نتنياهو يعيش في رعب شديد من حماس التي تعصف به نحو إعصار المحكمة الدولية عن جرائمه في غزة وكل فلسطين ومقاضاة لفساده في إسرائيل ؟. - نتنياهو كرأس ظاهر للكيان المحتل مساعيه ومعاركه كلها في خدمة مشروع الإبادة والسيطرة لكن -لحظه العاثر- يواجه هذه المرة مقاومة لم يعهدها لاهو ولا أسلافه منذ ال70سنة الماضية يقودها جيل جديد أعده جيل النصر أعاد إحياء قضية الشعب الفلسطيني ويطالب بحقوقه المهضومة بعد أن أوشك الظلمة والخونة على دفنها.. فبتبنيهم لمبدإ المبادرة والتخطيط للفعل وباعتمادهم على أنفسهم وتجاوزهم مرحلة المناشدة والتنديد وانتظار المساعدة والعون من غيرهم..أوقعوا العدو وقياداته في ردود أفعال خاطئة شتت وحدتهم وأثارت أحرار العالم عليهم كما زرعت الشك لدى داعميهم وغيرت الرأي العالمي في روايتهم التي سادت منذ تأسيس النظام الدولي القائم حاليا وماقرارات القضاء الدولي وما يتبعه من تهديد لقادة الاحتلال وجنوده التي لم يسبق لها مثيل إلا صورة معبرة عن التغير الحاصل والذي يحتاج منا حسن الرعاية وحسن الاستغلال.. - ألم تظهر هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية و إسرائيل بعد تعطيل تبادل الأسرى وظهرت شروط أخرى ك(الإفراج عن كل الأسرى وإبعاد حماس من قطاع غزة ونزع سلاح القطاع كله وسيطرة إسرائيل عليه أمنيا)؟. -هشاشة أي اتفاق أو قوته يكسبها من هشاشة وقوة أطرافه فالكيان المحتل الذي يكسب قوته من الدعم الغربي اللامحدود (الأمريكي أساسا) يناوركلما اعتقد أن الفرصة مواتية ويتربص لكل نقطة ضعف تبديها المقاومة لينفذ من خلالها ويحقق أهداف حربه المعلنة والخفية.. والشروط التي ذكرتها ليست جديدة بل هي الأهداف المعلنة في بداية حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني ومناورة تعطيل التبادل جاءت بعد فسحة الأمل التي لاحت مع خطة الاستسلام التي بادر بها محور التطبيع والخيانة والتي سربت بنودها مقابل ملف إعادة إعمار غزة.. لكن كيدهمانقلب عليهم حيث تأكد أن العدو لم يعد بإمكانه حسم المعركة وقادته يتخبطون بحيث أصبح همهم الوحيد البحث عن فتات نصر يقدمونه لداخلهم المهزوم حيث انتهت مناورتهم بالعودة إلىطروحات المقاومة من أول يوم بل ورضخوا لشرطها الجديد بالتسليم المتزامن للأسرى والأشد وطئا عليهم دخول الرئيس الأمريكي رونالد ترامب في مفاوضات مباشرة مع المقاومة. - ما قيمة القمم العربية والإسلامية التي لا تسطيع إصدار بيان ذي قيمة؟. -لم تعد القمم العربية والإسلامية مؤثرة وفقدت قراراتها وبياناتها قيمتها لما ضاعت وحدة أهدافها وأضاعت معالم قضاياها المركزية لمصالح قُطرية أو مايعتقد أنها كذلك.. فالجامعة العربية مثلا التي تأسست على قواعد غير سليمة أساسا تحولت إلى مايشبه ملحقة للشؤون الخارجية لدولة أو دولتين وفقدت معالمهاكمنظمة جامعة للعمل العربي الوحدوي وكذلك الشأن للمنظمات الإسلامية المختلفة.. والأخطر سعي بعضهم لتوظيف هذه الهياكل لصالح مشاريع مشبوهة وعرضها للاستعمال والتوظيف ضد مصالح الأمة ولو أخذنا ما حدث في قمة القاهرة الأخيرة حول غزة كمثال فمن المنتظر أن تدعو السعودية الهيكل الملحق الأوسع والمسمى منظمة التعاون الإسلامي ليصدر بيانا مؤيدا لمخرجات اجتماع القاهرة! وهي تحركات آلية معتادة وساذجة تقفز على الواقع وتغفل القوى الفاعلة على الأرض. - ما تزال أراض مغتصبة في سورية ولبنان وحتى مصر إضافة لفلسطين التاريخية كلها... كيف ترى التوسع الإسرائيلي المعتدي بدعم صهيوني عالمي ؟ -المشكلة ليست في الاحتلال الصهيوني هو مشروع استيطاني توسعي لم يخفزارعوه أو قادته ذلك يوما و الغرب المنافق يدعمه دون قيد أو شرط.. وليست المشكلة في أصحاب الأرض وخاصة الحكومات التي انخرطت في مسارات ومشاريع خاسرة أضاعت الأرض والعرض.. المصيبة في إصرارهم على المسار نفسه في التعامل مع العدو الغاصب في مقابل شعوب عاجزة غير مؤطرة وغير منتظمة تنتهي ردود أفعالها عند الحق في التنفيس عن مشاعر غضبها والتعاطف السلبي في غالب الأحيان مع قضايا الأمة وحقوقها المهضومة.. فبمراجعة سريعة لوضعنا نلمس الضعف والهوان الذي نعيشه فجزء كبير من أقطارنا تصنف دولا فاشلة وأخرى دولا عالة تعيش على المساعدات والمنح مقابل أدوار وظيفية قذرة في أغلبها وأشدها هوانا من تخلى عن كرامته ووظف أرضه وثروات شعبه لخدمة مخططات الغرب الاستدماري.. وعلى قاعدة عنترة بن شداد: العبد لا يحسن الكر ... والدفاع عن مصالحهم إنما يتسابقون في إرضاء أسيادهم وعرض أنفسهم للخدمة والاستغلال. - ألم تتغير تركيبة ما كان يسمى محور المقاومة ؟ وما الأدلة من الواقع؟. -المقاومة عقيدة تتربى عليها شعوبنا شعارها ... ولا تركنوا إلى الذين ظلموا... ولا يمكن لأي كان أن يمحوها من قلوب الناس وواقعهم أما تغير صورها وأساليبها فنعم..وإذا توقفنا عند مسمى محور المقاومة الذي اصطلح عليه الناس فمن الطبيعي أنيطرأ عليه التغيير والتبديل بسبب: 1- المستجدات على الأرض كسقوط نظام البعث والانكشاف الأمني العميق لحزب الله ومحدودية خيارات القوة لدى إيران وعجزها الاقتصادي الذي أثر على الدعم والتمويل. 2- الأساس الهش الذي بني عليه المحور والقائم على الانتصار للطائفة على حساب مبادئ العدل والانتصار لحق الشعوب في الحرية والكرامة. ولا يمكن لأي محور النجاح وتثبيت انتصاراته إن لم يكن له عمق شعبي ويعمل لصالح الناس وقيمهم. - عادة ما تظهر سياسة فَرِّقْ تَسُدْ بعد نجاح الثورات الشعبية ونلاحظ هذا التحريض جليا لإجهاض التغيير الإيجابي في سوريا... كيف يقطع الشعب السوري دابر هذه المؤامرات التي تحاك ضده من أجل إقامة دولة الحق والقانون والعدل لكل مكونات المجتمع دون استثناء ودون تبعية؟. - كما سبق وأشرت شعوبنا عاطفية ولا تملك الوعي الكامل بما يحاك لها في الغرف المظلمة وحتى لو أدركت خطط الأعداء فقدرتها على التحرك ضعيفة إلى منعدمة ونقطة ضعفها الأساسية غياب نخبتها المؤطرة. وفي تقديري الفرصة التي توفرت لسوريا بوصول نخبة شابة واعية إلى سدة الحكم خبرت الواقع ومارست مقاومة العدو بمختلف صوره في الميدان لم تتوفر لغيرها.. والأعداء يدركون ذلك ويعملون على إجهاض التجربة وإلصاق صفة الدولة الفاشلة بالمشروع الجديد وحتى لا نفشل مرة أخرى أعتقد أن على السلطات الجديدة أن تجعل من قضية الشرعية السياسية أو لنقل شرعية الحكم هي أم القضايا في مرحلة التأسيس ولا تشتت قواها وتبدد طاقتها في ملفات مختلفة ومتناقضة فالشرعية هي الضامن للوحدة وبها تغلق باب الفتن وتضمن استقرار الناس وعودة المهجرين والمهاجرين ومنها تنطلق في مسار إعادة بناء دولة قوية وحضارة رائدة. ..يُتبع.. === حاجتنا لفقه الأولويات * عبد الله المشوخي خلال عدة أيام مضت ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن انتقاد شخص ما لحركة حماس واتهامها بالانحراف. اقتصر في خاطرتي هذه على الطاعن والمطعون وآثار الطعن. الطاعن ينتمي لمدرسة لا أريكم إلا ما أرى مدرسة تظن أنها الفرقة الوحيدة الناجية وما سواهم منحرفون ضالون مبتدعون. وبالتالي فإن محاورة هؤلاء أو مجادلتهم لا جدوى منها لأنهم يعتقدون أنهم على حق وغيرهم على باطل. أما المطعون به فهي حركة جهادية ضحت بالغالي والنفيس في سبيل الله ضحوا بقادتهم واولادهم وأقاربهم. فهم شرف الأمة وتاج رؤوسها فلا يضيرهم طعن الطاعنين ولا تخاذل المتخاذلين الباحثين عن الشهرة المرفهين الجالسين على الآرائك المادحين للحكام الظلمة الذين ليس لهم هم سوى طمس معالم الدين والنيل من المتقين. من جانب آخر لا يضير المقاومة إثارة الشكوك حولها فهم ليسوا بأعز من رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم وسيد الأولين و الآخرين حيث تعرض إلى الهمز واللمز والطعن في عقله وإيذاء في جسده وفي أهله وعشيرته وصحابته رضي الله عنهم أجمعين. كذلك شأن المقاومة قدوتها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي تدرك تماما أن أمامها أعداء ومتخاذلون ومن شأن هؤلاء الطعن والإيذاء والتشكيك. أما ما هالني فهو كثرة الردود على الطاعن وهذا في تصوري يفرحه لأن كل باحث عن الأضواء والشهرة يسعد بكثرة الحديث عنه ولو بالسوء....فمرض الشهرة من أسوأ الأمراض النفسية. كما أن المقاومة لن تتأثر بسفاهة رأي كيف لا وهي التي لم تتأثر بتكالب أغلب دول العالم عليها. من المؤسف إنشغال طبقة من المخلصين المثقفين بهذا السفه في وقت يتعرض فيه أهلنا في غزة إلى مؤامرة دولية تهدف إلى دفعهم إلى الهجرة من خلال محاصرتهم وتجويعهم. نحن يا قوم مع بداية شهر فضيل ينبغي استغلاله في دعم أهلنا والذود عنهم وتثبيتهم ومؤازرتهم في محنتهم وهذا من فقه الأولويات وليس الالتفات إلى كل ناعق ينعق ضد المقاومة التي غبار قدم احدهم اشرف وافضل من كل طاعن يطعن في شرف المقاومة. في الختام فلنمض في طريق دعم المقاومة بكل ما اوتينا من قوة ولتمض القافلة قافلة الخير والجهاد دون الالتفات إلى كل من يقدح في طريقها. === خطة إعمار غزة والسؤال المفقود؟ * عبد الله المجالي يرى العرب أن خطة إعمار غزة التي أعدتها مصر واعتمدوها في قمتهم الطارئة هي الرد على خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخلاء القطاع. يسعى العرب لإعطاء الخطة زخما إسلاميا بتبنيها من دول منظمة التعاون الإسلامي وربما الذهاب بها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وربما يعتقد العرب أنهم بتلك الخطة يسحبون البساط من تحت مخططات ترامب وأنهم يهيلون التراب على فكرة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة. ولكن السؤال الذي لا زال مطروحا منذ ولوج العرب حقبة خيارنا الإستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل عبر المفاوضات وطرح وصفة حل الدولتين منذ أكثر من 35 عاما لم يجد إجابة له حتى الآن. السؤال باختصار هو ماذا لو رفض الطرف الآخر الصلح !! ما هي الإجراءات حينها؟!! هذا هو البند الذي ظل غائبا عن كل بيانات القمم والاجتماعات العربية والإسلامية وكل بيانات الدول العربية والإسلامية وتصريحاتها طيلة الثلاثة عقود ونصف الماضية. السؤال هنا ليس افتراضيا كما كان قبل 35 عاما فهو اليوم سؤال حقيقي أمام تعنت الطرف الآخر ورفضه لكل تلك المبادرات والتنازلات والواقع اليوم أن الكيان تزداد قوته العسكرية وطموحاته السياسية والجغرافية في مقابل فقدان العرب نفوذهم ووزنهم. لكن السؤال بشأن خطة الإعمار أكثر إلحاحا اليوم فماذا لو رفض الكيان تلك الخطة وهدد أي إعمار لغزة؟ الأمر لا يشبه مصير المبادرة العربية التي رفضها الكيان ووضعت على الرف يعلوها الغبار بل إن مصير رفض الإعمار مع رفض رفع الحصار هو بداية مشروع التهجير فلا يمكن لمليوني شخص أكثر من نصفهم أطفال أن يبقوا دون مأوى أو مطعم أم مشرب ولن يقبل أحد في العالم هذا الوضع اللا إنساني وسيكون العرب أمام خيارين لا ثالث لهما إما استقبال هؤلاء أو كسر الحصار عنهم وإعمار منازلهم حتى يظلوا صامدين ذلك الصمود الذي أشاد به العديد من القادة العرب كما أشاد به البيان الختامي للقمة. لا الخطة ولا القمة ولا كلمات القادة العرب أجابت على السؤال؟!!