عاد (بارونات السكن) لمحاولة احتلال مواقع الأحياء التي تمّ ترحيل سكّانها إلى سكنات أخرى جديدة، وقد شهدت العديد من تلك المواقع في الجزائر العاصمة ظهورا مفاجئا ل (عائلات) جديدة أرادت استغلال الفرصة للفوز ببيت فوضوي يمنحها (الحقّ) في الحصول على مسكن جديد في الوقت الذي يؤكّد فيه متتبّعو ملف السكن أن هذه الظاهرة يقف وراءها (بارونات السكن) الذين أعلنت أجهزة الأمن الحرب عليهم، وهي تواصل طردهم من مواقع وسكنات العائلات التي تمّ ترحيلها· مازالت عمليات توزيع السكنات تتخلّلها عديد الاحتجاجات التي تنطلق من هنا وهناك، واللّوم والعتاب لا يقع دائما على عاتق المصالح المكلّفة بتوزيع السكنات رغم الاتّهامات التي تلحقها في كلّ مرّة وإنما أحيانا كثيرة على الذهنيات التي أصبحت تطبع البعض وصفة الاتّكالية التي طغت على عقول الكثيرين، والتي باتت تشكّل عبئا ثقيلا على كاهل الدولة· وأصدق مثال ما هو جاري في أغلب الأحياء على غرار حي ديار الشمس بالمدنية في أعالي العاصمة، على سبيل المثال لا الحصر، حيث ما لبثت أن غادرته العائلات المرحلة التي ما تزال تعيش أجواء الفرحة والابتهاج حتى عمّت الفوضى مرّة ثانية الحي مساء أوّل أمس، الأمر وما فيه أن بعض الانتهازيين عمدوا إلى شغل واحتلال الشقق وأقبية العمارات من أجل الاستفادة من سكنات جديدة في الكوطة القادمة من توزيع السكنات المبرمجة بعد أشهر قليلة، والتي تختم بها مأساة أو دراما حي ديار الشمس ويسدل ستارها كونها الكوطة الأخيرة، خاصّة وأن الحي أوشك على الخلو التام من السكان باعتبار أن عدد العمارات المتبقّية وعددها ثلاث عمارات لا يتعدّى سكّانها 300 عائلة، الأمر الذي أدّى إلى تسارع بعض الانتهازيين لاغتنام الفرص وشغل بعض المساكن الخالية وكذا أقبية العمارات من أجل الاستفادة من مساكن فردية بعيدا عن عائلاتهم· هذا الأمر احتار له الكلّ كون تلك الطريقة أضحت الوحيدة المستعملة لليّ ذراع السلطات المحلّية إلاّ أنها لم تجد نفعا في هذه المرّة، حيث تمّ طرد شاغلي الأقبية والشقق المهدّمة في الحين بعد استعمال القوّة العمومية· وقد تمّت العملية على وقع صراخ هؤلاء الانتهازيين الذين أبوا إلاّ إعادة الفوضى إلى الحي بعد أن عرف هدوء تامّا وغادره السكان على وقع الزغاريد· تجدر الإشارة إلى أن أغلب هؤلاء السكان هم غرباء عن الحي قدموا إليه بغية الاستفادة من سكنات على حساب سكان الحي، ويعدّ إجراء الطرد عن طريق استعمال القوّة العمومية من بين الإجراءات الواجب اتّخاذها، خاصّة وأن الحي يوشك على الانتهاء من عملية الترحيل ولم يبق سوى ربع السكان على مستواه الذين ينتظرون ترحيلهم في آخر عملية التي تمّ تسطيرها على الأرجح في شهر ديسمبر المقبل· ومن شأن شغل هؤلاء السكان للمساكن المهجورة والأقبية أن يعيد نفس المأساة بتضخّم عدد الملفات، وهو السيناريو التي تواجهه الإدارات المحلّية في كلّ مرّة ليفرز بعد عمليات الترحيل احتجاجات وأحداث شغب هنا وهناك، والسبب أن بعض الأسر الجزائرية تريد أن يمتلك كلّ فرد منها سكنا خاصّا به حتى ولو كان أفرادها عزّابا متناسين أن الجزائر كانت وما زالت تعيش أزمة سكن اعتمدت الحكومة حلّها خطوة بخطوة بغية ذهابها إلى مستحقّيها·