دعا المؤتمر الثاني للأئمة والمرشدين في مسجد استوكهولم الكبير المسلمين في السويد إلى المشاركة الإيجابية في مؤسسات المجتمع واستشعار الواجب الشرعي والإنساني والوطني مع تأكيد الحفاظ على أمن البلد واستقراره. وأكد الأئمة والمرشدون على أهمية إعداد الشباب جيل المستقبل لحمل راية الإسلام وتقديمه على أحسن صورة بالتحلي بأخلاقه وآدابه والعمل بتعاليمه وتجنب الغلو والتطرف، فيما حث المؤتمر مسلمي السويد على الوحدة والعمل المشترك لخدمة الوجود الإسلامي والأقلية المسلمة في السويد. وقد نظم المجلس السويدي للأئمة المؤتمر الثاني للأئمة والمرشدين، بمشاركة أكثر من خمسين إماماً ومرشداً من أنحاء السويد. وأقيمت فعاليات المؤتمر في مسجد استوكهولم الكبير، وشارك فيها أكثر من خمسين إماماً ومرشداً قدموا من مختلف المدن السويدية، ويمثلون العديد من المساجد والمراكز الإسلامية وينتمون إلى مدارس فكرية ومذاهب فقهية متعددة. وأشار الحاضرون إلى أهمية دور الإمام في تعليم المسلمين وتوجيههم وإرشادهم ليكونوا مواطنين صالحين ومساعدتهم على حل مشكلاتهم الأمر الذي يحتم على الإمام التحلي بالقيم السامية ليكون قدوة ومثالاً يحتذى به. ووصف المؤتمر الإمام باعتباره عنصراً فاعلاً في المجتمع من خلاله قيامه بدعم السلم الأهلي ونشر قيم الخير والتسامح والتعاون والتعايش بين جميع الفئات. وأوصى المؤتمر بضرورة "السعي الحثيث لبعث مؤسسة لتكوين الأئمة والمرشدين في السويد بالتعاون بين المؤسسات الإسلامية". وتناول المحاضرون مواضيع منها مواصفات الإمام ودوره في المجتمع والفتوى: شروطها وآلياتها وقانون الأحوال الشخصية السويدي. واستعرض المؤتمر الخطة العامة للمجلس وتضمنت أعماله محاضرات ومداخلات وكلمات ألقاها كل من الشيخ الدكتور حسين حلاوة من إيرلندا، والأستاذ الدكتور أنيس الراوي من السويد، والشيخ خالد الديب من مصر، والمحامية ربى عزام. واستنكر المؤتمر الثاني للأئمة والمرشدين في السويد الجريمة الإرهابية التي وقعت في النرويج يوم الثاني والعشرين من جويلية، والتي أودت بحياة العشرات من الأبرياء، وتمّ التأكيد على أنّ "العنف والتطرف ليس لهما دين ولا بلد معيّن، ويجب تضافر جهود الجميع للتصدِّي لهما والوقاية منهما". كما استنكر المؤتمر "الاعتقالات والمداهمات التي تعرض لها العديد من المسلمين ظلماً بحجة التصدِّي للإرهاب"، ودعا السلطات المختصة للتثبت قبل انتهاك حرمة الأفراد وحقوقهم. وفي ما يتعلّق بالتطوّرات في العالم العربي؛ أعرب المؤتمر عن "مباركة الثورات التي حصلت في تونس ومصر وليبيا، والتي أرست قيم الحرية والعدل وحقوق الإنسان". ودعا المؤتمر المسلمين وكل القوى الخيِّرة في العالم لنصرة الشعوب الثائرة من أجل استرداد حقوقها المشروعة في كل من اليمن وسوريا، كما دعا المؤتمر المسلمين وكافة أحرار العالم لإنهاء الاحتلال وكف الظلم والحصار المسلط على الشعب الفلسطيني. وثمّن المؤتمر المبادرة التي أطلقها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا لتنظيم صلاة الاستسقاء في كافة الأقطار الأوروبية وجمع التبرّعات لإغاثة الشعب الصومالي، ودعوة المسلمين لمزيد من التعاون والتكافل. كما تقدّم المؤتمر بالشكر للمحاضرين لما قدموه من جهود موفقة، علاوة على شكره المؤسسات التي دعمت المؤتمر ورعته وخاصة الرابطة الإسلامية في السويد صاحبة المبادرة، ورابطة الجمعيات الإسلامية في السويد والمجلس الإسلامي ومؤسسة ابن رشد التعليمية.