يقوم الحجاج الجزائريون في هذه الأيام بإجراء الاستعدادات الأخيرة من اجل السفر إلى البقاع المقدّسة لأداء مناسك الحج، ولأن السفر بعيد وسيستغرق وقتا طويلا على حسب تاريخ رحلة ذهاب الحاج، فان اغلب الحجاج الجزائريين من رجال ونساء يلجؤون إلى تحميل مخزون أكلهم معهم فلخوفهم من المرض ولارتفاع تكاليف الأكل، فان العائلات الجزائرية تنصح حجاجها بأن عليهم اخذ أكلهم من الجزائر، لتجنب أي خطر قد يترضون له جراء تناولهم لأكل يعرض في المطاعم الخارجية كما أنهم ليسوا متعودين على الأكل السعودي ومنطقة الخليج، بالإضافة إلى أن معظم الحجاج الجزائريين من كبار السن لذا فإنهم مصابون بالأمراض المزمنة التي تستلزم غذاءً معينا ونظاما يجب التقيد به وإلا تعرضوا إلى نكسة صحية قد تحرمه من إكمال أداء الحج على أكمل وجه، لذا فهم يجبرون على اخذ كل مستلزمات طعامهم فتكون حقائبهم مثقلة بمواد غذائية مختلفة، ما بين الخضر والأعشاب والأرز وعلب مسحوق الحليب، ولا يخلو الأمر من بعض المأكولات الجاهزة كالحلويات أو بعض العجائن كالخبز المطبوخ في البيت والمحشو بالعديد من المواد كمسحوق التمر، وهذا ما سيمنح الحجاج طاقة كبيرة لمساعدتهم على إكمال المناسك التي تستهلك قوة كبيرة من الحاج خاصة مع التزاحم الشديد الذي يعرفه الحج كل عام، ورغم أن الحقائب سيتضاعف حملها مع كل هذه المواد الغذائية، إلا أن الحاج يتحمل جهد تحميلها معه عبر رحلته الطويلة، ولا تتقاعس الحاجات الجزائريات على اختلاف أعمارهن على الطبخ طيلة مدة الحج حتى مع الإعياء الشديد الذي ينتابهن بعد استكمال منسك واحد من الحج، إلا أن الأزمة تلد الهمة كما يقولون فالحاجة إلى الأكل من اجل كسب الطاقة ومواصلة مشوار الحج، يلزمهن بالجلوس للطبخ كأنهن في بيوتهن بالجزائر، خاصة إذا كان أزواجهن أو أبناؤهن مرافقين لهن في هذه الرحلة المقدسة، إذ يطالبونهن بإعداد الأكل، لأنهم يخافون من الأكل من المطاعم الخارجية لأنهم غير معتادين عليها، إلا أن هناك فئة أخرى من الحجاج لا ترضى أبدا بإثقال حقائبها بأشياء زائدة فهي لا تحمل معها إلى هذا السفر إلا بعض الألبسة الخفيفة ولا تزيد على ذلك شيئا، فهي تعتمد كليا على ما يوجد بالسعودية من مستلزمات كما أنها تقول ان لديها المال الكافي الممنوح لها قبل السفر لشراء ما ترغب من حاجات تلزمها وقت الحاجة، كما أنها لا تملك الوقت للطبخ فالحج هو وقت مستقطع من الحياة قد فازوا به لذا وجب استغلالُ كل لحظة منه في العبادة والذكر وما خلا هو لراحة الجسد لاستئناف ما تبقى من مناسك. ورغم الديوان الوطني للحج والعمرة دوما يوصي عب إعلاناته التحسيسية الموجهة للحجاج الجزائريين بوجوب عدم إكثار الحمل على أنفسهم بحاجيات تستهلك منهم جهدهم الذي يجب ان يستعمل في أداء مناسك الحج خاصة بالنسبة للمسنين الذين يمثلون اكبر فئة في بعثة الحج الجزائرية في كل عام، إلا أن الحاج الجزائري يجبر إلى تحميل كل هذه المواد خوفا على صحته خاصة إذا كان من المرضى المزمنين مثلا بالضغط الدموي أو القولون والقرحة المعدية فهذا يستوجب نظاما غذائيا معينا لذا فان حقائب هؤلاء الحجاج ستكون حتما محملة بالأدوية اللازمة مصحوبة ببعض الأكل الجاهز والخضر التي تنتظر الوصول إلى السعودية لتطبخ وفق معايير جزائرية.