جدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله رفض حزبه تمويل المحكمة الدولية التي تنظر في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري بسبب قراءته الأساسية لهذه المحكمة. وقال نصر الله، في مقابلة له ليلة الثلاثاء مع تلفزيون "المنار" الناطق بلسان حزبه إن حزب الله: "لا يوافق على تمويل المحكمة الدولية نتيجة قراءته لها من أساسها". وقال "من يريد تمويل المحكمة من جيبه فليفعل". وكانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اتهمت أربعة عناصر من حزب الله باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، هم مصطفى بدر الدين وسليم عياش وحسن عنيسي وأسد صبرا، ورفض حزب الله هذا الاتهام بشدة، وقال إن المحكمة "أمريكية - إسرائيلية". وأضاف أن "قرار تمويل المحكمة يحسم في مجلس الوزراء، وعندها نعلن موقفنا، وإذا لم نصل إلى موقف إجماعي بشأن تمويل المحكمة، ننتقل إلى التصويت وهذه ممارسة دستورية". وعن احتمال شن حرب إسرائيلية على لبنان، قال :"لا أحد يستطيع الجزم بألا تفعل ولكن باختصار وفي التحليل السياسي للوضع الإسرائيلي الداخلي والتغيرات في المنطقة يؤدي بنا إلى استبعاد قيام إسرائيل بأي حرب جديدة". ورأى أن "المشروع الأمريكي الصهيوني ذاهب إلى مزيد من التراجع"، وأن مستقبل الأمة "واعد". ولفت نصر الله إلى أن ما حصل في العالم العربي "هو ثمرات لثورات شعبية، لكن الأمريكي يحاول مصادرة الثورات وحرفها عن مسارها"، ومن أهدافه "محاولة تحسين صورته أمام الشعوب العربية والأمريكية وإيجاد أنظمة بديلة خاضعة له أو شركاء فيها". كما رأى أن الانسحاب الأمريكي من العراق في نهاية هذا العام "هو انتصار حقيقي للشعب العراقي وللمقاومة العراقية وللقوى الصامدة غير الخاضعة للهيمنة الأميركية"، مشيراً إلى أن "أمريكا ستخرج مهزومة". وعن الوضع في ليبيا، قال "نحن سعداء لتغيير النظام في ليبيا ولانتهاء القتال. ويجب المحافظة على وحدة ليبيا الوطنية وثرواتها، وهذا ما نتمناه، إضافة إلى إعادة البناء". وكان نصر الله اتهم الولاياتالمتحدة بمحاولة استغلال ثورات الربيع العربي التي حدثت في تونس ومصر وليبيا. وقال نصر الله: "عندما دخل الأمريكيون على خط الثورات كان لديهم جملة أهداف منها تقليل الخسائر وتحسين صورتهم في العالم العربي.. الأمريكان ركبوا موجة الثورات العربية وحاولوا حرْفها عن أهدافها". وأضاف أن "ما جرى في الدول العربية هو حِراك وطني حقيقي بدءا بما جرى في تونس ولاحقا باقي الدول جاء نتيجة إرادة شعبية ولم يكن منطقيا أن يكون مشروعا أميريكيا"، محذرا من أن الغرب سيحاول بث الفتنة عندما يدرك أن الأنظمة القادمة في تونس ومصر وليبيا لن تكون في خدمتهم. ودعا نصر الله زعماء هذه البلدان إلى المحافظة على منجزات الثورات التي قامت فيها. وعن الوضع في سوريا، قال الأمين العام لحزب الله إن "الهدف في سوريا (بالنسبة للولايات المتحدة) هو إسقاط النظام الممانع والمجيء بنظام موقفه مختلف" لافتا إلى أنه "في العام 1982 كان للأميركيين مشروعٌ لتصفية القضية الفلسطينية ووقفت سوريا ودعمت المقاومة لإسقاط المشروع". وقال نصر الله: "لسنا مع إسقاط نظام ممانِع جاهز للإصلاح وبدأ به ونفعل ذلك لمصلحة الشعب السوري لأن البديل الذي يريده الغرب إما نظام خاضع لأميركا أو أخذ سوريا إلى الحرب الأهلية أو التقسيم". وأضاف: "إذا ذهب الأسد إلى الأميركيين وقدم أوراق الطاعة فالموضوع في سوريا يُعالج فوراً".