كشف المختصون المشاركون في الملتقى التاسع للجمعية الجزائرية لارتفاع ضغط الدم الشرياني المنعقد مؤخرا بالجزائر العاصمة عن أهمية مراقبة النمط الغذائي لدى الأطفال اليوم، وحثهم على الابتعاد عن المشروبات الغازية والأكلات الخفيفة الغنية بالدهون مما يعرضهم مستقبلا إلى الإصابة بالسمنة التي تؤدي بدورها إلى الإصابة بداء السكري، وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وأمراض القلب وكشف المختصون في هذا الإطار إلى أن معدل الإصابة بارتفاع ضغط الدم الشرياني لدى الأشخاص البالغين 18سنة وما فوق انتقل من 18 بالمائة خلال سنة 1992 إلى 35 بالمائة خلال السنوات، مع تسجيل نسبة مرتفعة نوعا ما من الموت المفاجئ لدى الفئات الشابة نتيجة الإصابة بالسكتة القلبية. نفس المعطيات الأخيرة، كان قد كشف عنها سابقا الكثير من المختصين، في مختلف الأمراض، وعلى رأسها السكري، وأرجع الكثير منهم السبب المباشر إلى الأنظمة الغذائية الخاطئة والمضرة بالصحة التي يتبعها العديد من الأطفال المراهقين والشباب، مما انعكس على ارتفاع نسبة الأمراض المزمنة في أوساطهم، وان كانت الأرقام المذكورة آنفا تخص مرضى ارتفع ضغط الدم، فان الإصابة بالسكري وسط الشباب الجزائريين في ارتفاع خطر كذلك، فمن بين نصف مليون شخص في الجزائر يجهلون إصابتهم بهذا الداء ، نجد منهم 80 ألف طفل، كما انه يمس آلاف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة، وقد أبرزت كشوفات نشرتها الجمعية الجزائرية لمرضى السكري أنّ 25 بالمئة من المصابين هم شباب، إضافة إلى 10 بالمئة من الأطفال، بينما تتوزع ال65 بالمئة المتبقية على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 سنة، فضلا عن الكهول والمسنين، وتماما مثلما توصل اليه المشاركون في الملتقى التاسع لارتفاع ضغط الدم الشرياني، فان السبب وراء هذه الارقام المخيفة المتعلقة بالاصابة بالسكري وسط الشباب الجزائري، ترجع كذلك الى عدم ممارسة هؤلاء الرياضة، بجانب انتشار البدانة وتغير نمط المعيشة والاعتماد على الوجبات السريعة الغنية بالدهون. الغريب في الامر، حسبما توصل اليه الاخصائيون المشاركون في الملتقى المذكور، هو ان الكثير من الاولياء للاسف الشديد، يتورطون بشكل او بآخر، في جعل الانظمة الغذائية لاطفالهم خاطئة كلية، ويبعدونهم بشكل او بآخر عن الاطعمة الصحية، التي بامكانها المحافظة عليهم وسلامتهم من الامراض، فحسب الاستاذ خير الدين بويا رئيس مصلحة أمراض القلب بالمؤسسة الاستشفائية مصطفى باشا الجامعي واحد المشاركين بالملتقى، فان بعض الاولياء يقومون بوضع المشروبات الغازية والبسكويت والشبس والساندويتش باعتبار ان كل هذه الاغذية الخفيفة غنية بالسكريات والدهون في محافظ ابنائهم، وان كانت اعمارهم لا زالت في السنوات الاولى، ما يجعلهم يتعدون هذه الاطعمة، وتصبح عادة غذائية يومية لديهم، الامر الذي تتسبب في زيادة الوزن فالسمنة، ثم التعرض الى مختلف الامراض المزمنة المتعلقة بذلك، وعليه تبدو التربية الصحية، و الغذائية، والمحاظفة على النمط الغذائي الصحي لدى الطفل و المراهق و الشاب، مع ممارسة الريضاة بانتظام، و الابتعاد قدر الامكان، عن كل الأطعمة غير الصحية والمشبعة بالدهون والسكريات، يعتبر الحل المثالي والمناسب والوحيد ايضا لتجنب ارتفاع نسب الاصابات بالامراض المزمنة وسط الشباب الجزائري.