تشهد بلدية القصبة حالة نشاط ملفتة، بمناسبة حلول ذكرى ثورة أول نوفمبر، فبصفتها مركز الثورة في العاصمة وكانت مستهدفة من المستعمر بسبب اختباء المجاهدين فيها الذين أطلقوا منها أغلب عملياتهم، لذا فهي تحمل رمزية كبيرة لدى غالبية الشعب الجزائري، وعليه فإن السلطات المحلية في هذه المنطقة تسعى كل عام للاحتفال بهذه المناسبة بشكل خاص جدا ببرمجة العديد من النشاطات والفعاليات طيلة أسبوع كامل· حسب مصلحة التربية والرياضة المتواجدة ببلدية القصبة، فإن النشاطات ستتوزع ما بين مكتبة لعجالي التابعة للبلدية وما بين نشطات أخرى متفرقة على مستوى عدة مناطق من القصبة، وللعلم فإن النشاطات كانت قد بدأت في المكتبة في 16 أكتوبر الماضي حيث نظمت العديد من المسابقات للتلاميذ المنخرطين في المكتبة كمسابقة أحسن رسم وأحسن شعر عن الوطن، وقد نظم بالمناسبة معرض للصور الخاصة بالشهداء والمجاهدين وأيضا للكتب التاريخية مع عرض أحسن الرسومات المقدمة من طرف التلاميذ بنفس المكان، ولأن المكتبة تقدم فيها دروس لمحو الأمية من النساء فإن هذه الفئة أيضا ستستفيد من هذه النشاطات، إذ ستنظم مسابقة فكرية موجهة للمستويات الثلاث من الأمهات كما ستدلي بعض المجاهدات منهن أو زوجات مجاهدين ببعض الشهادات الحية عن ما عايشن في هذه الفترة· وفي نفس الإطار نظمت العديد من النشاطات الرياضية المخلدة لهذه المناسبة وذلك من 16 أكتوبر إلى غاية 31، وذلك بملعب قاع الصور بباب الوادي حيث نظمت العديد من الدورات ما بين الأحياء في كرة اليد وكرة القدم والكرة الحديدية· ولم تغب المحاضرات عن هذه النشاطات فقد نظمت محاضرة بنادي المجاهدين بمشاركة قسمة القبة والعديد من السلطات المحلية، سيتم رفعه اليوم عند منصف الليل بنهج سعيد بن مختار وهي الساحة المقابلة للمسجد الكبير، على أن هذا النشاط كان ينظم في ساحة الشهداء إلا أن الأشغال الجارية في المنطقة حالت دون ذلك فنقل موقع الاحتفال، الذي سيحضره معظم السلطات المحلية في المنطقة كالمكلفة إداريا بأعمال البلدية وقسمة المجاهدين للقصبة، بعض عمال البلدية وبعض الجمعيات الناشطة في هذا المجال، كما سيكون يوم أول نوفمبر حافلا بالنشاطات والتنقلات الميدانية لبعض المناطق الأثرية التي لا زالت شاهدة على أبطال صنعوا تاريخا من ذهب، حيث ستقوم السلطات المحلية بزيارة مقبرة الشهداء بشراربة، ثم الانتقال إلى سجن برباروس للقيام بوقفة ترحمية على أرواح الشهداء الذين أعدموا في هذا السجن الذي شهد الكثير من الجرائم البشعة من المستدمر الفرنسي، ثم الانتقال إلى متحف الشهيد مكان استشهاد علي لابوانت، مع التوجه إلى الشارع المقراني الزواوي مكان استشهاد الأبطال الأربع : الحاج عصمان، ذبيح شريف وحميطوش زهية، وبعدها يتم الانتقال إلى شارع عرباجي عبد الرحمان لأجل وقفة ترحمية على روح هذا الشهيد البطل، كما سيتوجهون إلى مدرسة الإخوة زوبيري بحي سوسطارة، وسيكون مسك الختام باستضافة المجاهد البطل الزرقاوي من أجل تكريمه في هذه المناسبة وتذكر مناقبه ونقلها للأبناء ليتعرفوا على تفاصيل ثورتهم· وللإشارة فإن العديد من النشاطات تقام في الأفواج الكشفية المتواجدة بالمنطقة كفوج البهجة والسلام والإرشاد من خلال المسابقات والتكريمات لمن صنعوا حرية الجزائر ولكنهم اختاروا البقاء في الخفاء، بالإضافة إلى عدة تظاهرات على مستوى المؤسسات التعليمية كالدورات الرياضية والمسابقات الفكرية·