أكد وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس أن الاحتفال بالذكرى ال49 المخلدة لعيد النصر ''يسمح بنقل رسالة الثورة التحريرية المجيدة والشهداء للأجيال المتلاحقة''. وأوضح السيد محمد الشريف عباس في تصريح صحفي على هامش الاحتفالات الرسمية للذكرى ال49 لعيد النصر أمس، بمستغانم أن إحياء هذه الذكرى ''يلبي تطلعات الأجيال الصاعدة الراغبة في معرفة تاريخ البلاد لتكون لهم بمثابة زاد ليواجهوا المستقبل والأكاذيب الصادرة من المستعمر''. وأضاف الوزير أن الاستقلال لم يتحقق ''بطريقة بسيطة وإنما بتضحيات الشهداء ومواصلة نضال المجاهدين والمجاهدات''. وبخصوص التحضيرات الخاصة بإحياء الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، السنة القادمة أشار السيد عباس إلى أن ''اللجنة الوطنية المكلفة بهذا الملف بصدد تحضير واستقبال البرامج من مختلف المديريات والتنظيمات وغيرها حتى تنتهي بصياغة مجلد كبير يحتوي على نشاطات متنوعة طوال السنة''. وأضاف أن ''في طيات المجلد احتفالات تشمل مختلف ولايات الوطن والنواحي العسكرية بإقامة استعراضات عسكرية ومدنية ليطلع المواطنون على منجزات الثورة والاستقلال'' إلى جانب نشاطات ثقافية وعلمية وإصدارات حول تاريخ الثورة التحريرية وإنجاز أفلام وأشرطة وثائقية عن رموز الثورة والمعارك التاريخية عن كل ولاية. كما يتضمن برنامج الاحتفالية أيضا تنظيم حملة وطنية لتسمية المؤسسات التربوية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية وكذا الأحياء والشوارع بأسماء الشهداء لتخليد ذكرى عيد الاستقلال. تميزت احتفالات إحياء الذكرى ال49 لعيد النصر 19 مارس 1962 بولايات شرق البلاد أمس السبت، بتوجه السلطات المدنية والعسكرية إلى مقابر الشهداء لوضع أكاليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم والاستماع إلى النشيد الوطني فضلا عن تسمية العديد من المؤسسات بأسماء شهداء ومجاهدي الثورة. فبعين سمارة التي احتضنت الاحتفالات الرسمية لولاية قسنطينة أشرفت سلطات الولاية على تسمية ثانويتين باسم المجاهدين الراحلين محمد نجار المدعو ''عمار'' وعلي شماشمة المدعو ''بوقرين'' فضلا عن تنظيم معرض خاص بأرشيف ثورة التحرير بالمكتبة البلدية. وبميلة توجهت سلطات الولاية إلى مدينة شلغوم العيد التي احتضنت القاعة المتعددة النشاطات بها سلسلة أنشطة شبانية بمناسبة إحياء الأسبوع الولائي للنشاطات العلمية، حيث تم بالمناسبة تكريم أحسن المشاركات فيها قبل أن تجري أيضا مجازاة المتألقين في باقي الأنشطة الثقافية والرياضية المنظمة إحياء ل19 مارس. وببلدية سيدي فرج الحدودية (سوق أهراس) أشرفت سلطات الولاية المدنية والعسكرية على حملة لغرس 2 000 شجيرة من مختلف الأصناف منها 250 شجيرة زيتون قبل أن تشرف على إطلاق اسم المجاهد ''محمد بن علالة غرايبية'' على متوسطة بالمنطقة وتسمية ابتدائية باسم الشهيد ''محمد بليبيزي'' لتطلع إثرها على معرض لصور عديد شهداء ومجاهدي المنطقة. وإحياء لهذه المناسبة توجهت من جهتها سلطات ولاية بسكرة رفقة جمع من أفراد الأسرة الثورية إلى بلدية عين الناقة للإشراف على حملة تشجير في الوسط الحضري ووضع حجر الأساس لإنجاز معلم تذكاري بالنقطة التي احتضنت احتفالات جماهير هذه البلدة بوقف إطلاق النار قبل 49 عاما.كما أحيت الأسرة الثورية بخنشلة ذكرى عيد النصر بالترحم على أرواح الشهداء وغرس شجيرات بمساحة محاذية لمربع الشهداء بنفس المقبرة قبل التوجه إلى قرية أولاد عز الدين ببلدية المحمل التي نظمت بها أنشطة ثقافية ورياضية مختلفة. وتميزت احتفالات عيد النصر بولاية أم البواقي بتنظيم تطوعية لغرس شجيرات بحي مصطفى بن بولعيد بوسط المدينة حيث تم غرس عشرات المئات من أشجار الزينة بمشاركة عدد من المواطنين فضلا عن إقامة أنشطة ثقافية ورياضية. وبالطارف نظم بالمناسبة حفل تم خلاله تكريم عدد من المجاهدين وأرامل الشهداء إلى جانب توزيع شهادات وهدايا على بعض الفائزين في التظاهرات الثقافية والرياضية أقيمت في هذا الإطار.وبالميلية التي احتضنت الاحتفالات الرسمية لولاية جيجل أشرفت السلطات المحلية على إعطاء إشارة انطلاق التصفيات الولائية في سباق العدو الريفي للشباب والجماعات المحلية إلى جانب تسمية مدرسة باسم أحد شهداء الثورة. كما تم بثانوية هواري بومدين توزيع الجوائز والهدايا. نفس الأجواء عاشتها ولايات كل من سكيكدة وسطيف وبرج بوعريريج وعنابة والمسلة وباتنة. ومن جهة أخرى احتفلت مختلف ولايات غرب الوطن بالذكرى ال49 لعيد النصر بالترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل استقلال وعزة الجزائر مع تسمية وتدشين العديد من المرافق وإقامة جملة من الأنشطة الثقافية والرياضية.وبعاصمة الغرب الجازئري وهران تم تدشين المجمع الثقافي والتربوي بحي ''محي الدين'' والذي أطلق عليه اسم المجاهد المرحوم عبد القادر ناوري وكذا غرس أكثر من 1500 شجرة بمختلف مواقع المدينة منها الأفق الجميل لجبل ''مرجاجو''. كما جرت بدائرة المحمدية (ولاية معسكر) مراسيم تسمية العيادة المتعددة الخدمات باسم الشهيد كريم غربي عبد القادر فيما أطلق اسم الشهيد علام عثمان على الحي السكني الجديد ''35 مسكنا'' كما أصبحت المكتبة الحضرية للمحمدية والمكتبة البلدية لسجرارة تحملان اسمي الشهيدين ابراهيم عبد القادر وبطيشة عبد القادر على التوالي. ونظمت إذاعة معسكر الجهوية حملة تشجير بمحيط المركب الرياضي لبلدية غريس. أما بولاية عين تموشنت فقد تمت تسمية قاعة العلاج متعددة الخدمات والمركب الرياضي الجواري بدائرة حمام بوحجر بأسماء الذين قدموا تضحيات جسام من أجل حرية الجزائر. وبدورها كانت ولاية تيسمسيلت على موعد مع الحدث، حيث أقيمت عملية غرس رمزي بسد ''بوقارة'' وبجانب مقبرة بلدية عين الصفا، إضافة إلى احتضان متحف ''المجاهد'' معرضا للصور التاريخية يبرز كفاح الشعب الجزائري ومقاومته للمستعمر الفرنسي مع تنظيم السباق الولائي للشباب والجماعات المحلية على طول الطريق المؤدي إلى بلدية بوقارة.