(الشواء) أو (الباربيكيو) هي أكلات أو أطباق لا تخلو منها البيوت الجزائرية في اليوم الثاني من العيد باعتبار أن اليوم الأول هو يوم لأحشاء الكبش وكذا رأسه، بحيث تتفاوت أطباق اليوم الأول بين (البوزلوف) و(الدوارة) أو (العصبان)، أما اليوم الثاني فلا جدال عن حضور الشواء، ما يجسده التهافت على (الشوايات) وكذا كوانين الفحم التي غمرت كامل أزقتنا وشوارعنا، ناهيك عن عيدانه التي سارعت النسوة إلى تحضيرها لتجلب بأعداد مضاعفة تفوق عدد أفراد الأسرة للحصول على كمية معتبرة من عيدان الشواء· تمتلئ في أيام العيد كامل الشرفات بالدخان الناجم عن عملية الشي باعتباره الطبق المفضل لدى غالبية الجزائريين وعادة ما تتم العملية في شرفات المنازل من أجل التخلص من ذلك الدخان، وفيما تختار بعض العائلات كوانين الفحم قصد الحصول على شواء ذو نكهة عالية راحت عائلات أخرى إلى استعمال آلات الشي أو (الشوايات) التي امتلأت بها السوق على اختلاف أنواعها وأحجامها، وهي عادة ما تتطلب تزويدها هي الأخرى بمادة الفحم والبنزين لإشعال النار· مما جعل من بيع مستلزمات الشي حرفة يمتهنها العديد من الشبان في أيام العيد بالنظر إلى الإقبال الواسع عليها من طرف النسوة لتلبية رغبات أفراد الأسرة فيما يخص تلك الأكلة المفضلة وبالفعل انتشرت أجهزة الشواء أو الشوايات كما ذاع صيتها لدى الجميع، إلى جانب كوانين الفحم بشكل ملفت للانتباه قبيل العيد كونها وسائل ضرورية لتحضير الشواء، وهي طرق تعتمدها أغلب العائلات وترى أن لذة الشواء تُستوحى من الفحم ومن الكانون لذلك فضلت الكثير من العائلات تلك الطرق التقليدية في تحضير الشواء· وفي هذا الصدد جمعنا بعض الآراء حول اشتهار ذلك الطبق بين أغلب الجزائريين وارتباطه الشديد بمناسبة عيد الأضحى المبارك منهم السيدة مريم التي قالت إن زوجها وأبناءها لا يتلذذون بلحم العيد إلا عن طريق الشواء كونهم يفضلون اللحم مشويا ويرفضون أكله مغلىّ مرفقا ببعض الخضر، لذلك فهي اقتنت مؤخرا كانونا ملأته بالفحم لاستعماله في اليوم الثاني من العيد باعتباره اليوم المقترن بتلك الأكلة المفضلة، لتضيف أنها تفضل الكانون كإناء فخاري على آلة الشواء كونه يضفي نكهة خاصة على اللحم المشوي· السيد عادل الذي وجدناه وهو بصدد اقتناء (شواية) من الحجم الكبير ملحقة بالعيدان المستعملة في عملية الشواء قال إنه فضل شواية كبيرة على تلك الصغيرة التي يمتلكها في البيت كونها أكثر عملية وتساعد زوجته على الفراغ من تحضير الشواء بسرعة، كما أن الأولى اهترئت وتلاشت صلاحيتها، وقال إن ما دفعه إلى ذلك هو إدمان أطفاله على تلك الأكلة كونهم يرفضون أكل أجزاء الكبش على غرار الأحشاء التي لا يتذوقونها أبدا، أما الرأس فيقرفون حتى إلى النظر إليه، وما يحنون له دوما هو أكل الشواء مما ألزمه على اقتناء أغراض تحضيره كلها دون أي تأخير لفلذات كبده· مما يؤكد أن أكلة الشواء هي الأكلة التي يقبل عليها الكثير من الجزائريين في أيام العيد حتى أنهم يبتعدون عن اللحم المطبوخ أو المغلىّ على كيفيات متعددة ويفضلون أكله على تلك الطريقة كي يبتعدون عن التخمة التي تصيب أغلب المواطنين والناجمة عن أكل اللحم المطبوخ بكميات مضاعفة أما أكله مشويا ومملّحا فيُبعد عنهم مختلف الأعراض المرضية· وبالفعل طعم الشواء هو لذيذ كما يعلمه الجميع ويكون ألذ لو تمت العملية بعيدة عن كل المخاطر التي تتعرض لها الكثير من الأسر تزامنا مع العيد والناجمة عن عدم اتخاذ الحيطة والحذر في تلك العملية التي عادة ما تستلزم حضور البنزين لإشعال الفحم كمادة خطيرة قد تؤدي إلى حوادث احتراق مهولة بشرفات العمارات التي تخلّف خسائر مادية وبشرية معتبرة·