تتفنن النسوة في إعداد بعض الأطباق بعد نحر الكباش وتختلف الأطباق المعدة وحتى طريقة إعدادها من بيت لآخر ومن منطقة لأخرى فكل حسب رغباته، وعلى الرغم من اشتباه الكيفيات بين كل الأسر في اليوم الأول إلا أنها تختلف من حيث طريقة إعدادها، فأنامل النساء الجزائريات تأبى أن تضيع تلك الفرصة الثمينة التي تفتح لها باب إعداد كيفيات كثيرة ومتنوعة بعد أن تجد هيكل كبش كامل بأحشائه تحت تصرفها. وبعد إعداد التوابل والحشائش اللازمة في تحضير تلك الكيفيات تشمر النسوة على سواعدهن مباشرة بعد قيام الرجال بعملية النحر ويقمن بتنقية الكرش وكافة الأحشاء وكذا في حرق الرأس لتخليصه من الشعر، ويعد طبق الكبد الطبق المحضر في غذاء اليوم الأول وتختلف طريقة تحضيرها من عائلة إلى أخرى، ففي حين يفضل البعض قليها مباشرة تتفنن بعض العائلات في إعدادها وفق كيفيات أخرى كوضعها في المرق مع مجموعة من التوابل أو على طريقة الملفوف بعد تزويدها ببعض التوابل ثم شيها بعد إلحاقها بأعواد الشواء فتكون بذلك الكبد الطبق الرئيسي في غذاء اليوم الأول من العيد وهناك من يلحقها بالبطاطا المقلية وكذا السلطة، أما العشاء فيكون برأس الكبش الذي يعد على طريقة البوزلوف وتتفنن النسوة في تحضيره بعد غليه ليوضع بعد ذلك في مرق مزود بشتى أنواع التوابل، وهناك من يحمره في الفرن وفق طريقة "برق عينو" وهناك حتى من يفضل أكله مباشرة بعد غليه في الماء والملح ويتلذذ بالنكهة الخاصة على تلك الطريقة، ويرى أنها تبعد عنه التخمة في اليوم الأول. أما بالنسبة للكرش فتكون إما على طريقة عصبان وهو الأمر الذي تتفق فيه الكثير من العائلات الجزائرية، وهناك من عائلات تفضل تحضير طبق "البكبوكة" الذي يجمع الكرش وبقية الأحشاء، على غرار القلب الذي يخصص جزء منه لتحضير البكبوكة وكذا الرئة، فعلى كل حال البكبوكة هي مكونات العصبان تضاف إليها الكرش مقطعة، والتي يستعان بها في تحضير العصبان بحيث تقطع إلى أجزاء متساوية لتملأ بأحشاء الكبش وتخاط فيما بعد. وفي هذا الصدد تقول السيدة علياء أنها تجبر تبعا للوحم الذي يصيب أفراد عائلتها في اليوم الأول من العيد على تلبية رغبات الكل فالعيد مرة في السنة، وبذلك فهي تجزئ الكبد إلى جزئين؛ نصفه تقليه ونصفه الآخر تزوده بالمرق والتوابل، فزوجها يهوى أكل الكبد على تلك الطريقة، أما أبناؤها فيفضلونه مقليا، وعشاء تلك الليلة قالت أنها مثلها مثل جميع الأسر يترأسه طبق البوزلوف بالمرق، وفي اليوم الموالي الشواء لا جدال فيه في الغذاء بالإضافة إلى طبق العصبان التي تؤجل جل الأسر أكله إلى ذلك اليوم بالنظر إلى الوقت الطويل المستغرق في تحضيره. ومهما يقال فإن المطبخ الجزائري غني بأروع وأشهى الكيفيات التي تضاهي أشهر الأكلات عالميا بدليل اقتحام بعض الكيفيات التقليدية منافسات ومسابقات عالمية في الطبخ على غرار "الطعام" أو الكسكس الذي يفتك المراتب الأولى عالميا.