قبل أقل من ثلاثة أيام على حلول عيد الأضحى المبارك، يبقى بعض المواطنين في انتظار نزول أسعار الكباش إلى مستويات تتناسب وقدرتهم الشرائية في ظل الارتفاع الجنوني الذي تشهده أسعارها هذا العام، وهو ما قد يتسبب في حرمان وعزوف بعض المواطنين، خاصة ذوي الدخل البسيط عن سنة النحر هذه السنة· في هذا الشأن، قامت (أخبار اليوم) بجولة استطلاعية عبر بعض نقاط بيع الكباش الموجودة بعين النعجة في العاصمة، وقد وجدنا أن الإقبال عليها كان محتشما نوعا ما، مقارنة مع السنوات الماضية، حيث كان الإقبال عليها كبيرا، وكانت المستودعات والمحال والأرصفة مكتظة بالناس أكثر من الكباش نفسها، ولعل سبب هذا العزوف يرجع حسب رأي بعض الباعة إلى قلة نقاط البيع هذه السنة، مما ساهم في زيادة الأسعار، علما أن بعض الموالين هذا العام اضطروا إلى كراء هذه المستودعات بمبالغ ضخمة، في حين أنهم كانوا يستغلون المساحات العمومية في السابق، مما دفعهم إلى رفع أسعار الأضاحي إلى مستويات قياسية، تبدأ من 30 ألف دينار بالنسبة للخروف العادي والأقل حجما، وما بين 50 و70 ألف دينار بالنسبة للخروف الجيد وذي الحجم الكبير والقرون الملتوية، وهو الأمر الذي أثار الاستياء لدى بعض المواطنين· في هذا الإطار اختلفت آراء المواطنين حول شراء الأضحية من عدمه، أو الانتظار إلى اللحظات الأخيرة، على غرار السيد (ق· ر) وهو رب عائلة تتكون من 8 أفراد، قال إنه يفكر في إلغاء فكرة شراء الأضحية لاسيما وأنه يتقاضى راتبا لا يتعدى 25 ألف دينار ومع كل ما ادخره لهذه المناسبة إلا أنه لا يستطيع اقتناء أضحية العيد لأولاده، ليضيف أن أمله يبقى قائما حتى عشية العيد إذا ما نزل سعر الأضحية إلى سعر يتناسب وقدرته الشرائية، فيما قال مواطن آخر إنه لم يكن يتوقع هذا الارتفاع الجنوني للأسعار، خصوصا وأنه كان يعلق آمالا كبيرة على هذا العام لشراء كبش العيد الذي حرم من فرحته عامين متتاليين· من جهة أخرى، ومن خلال جولتنا دائما وجدنا بعضا من الناس ملتفين حول مجموعة من الكباش بذات نقطة البيع، ولدى سؤالنا عن السبب أجاب أحد المواطنين بأن سعر كل واحد منها يقدر ب25 ألف دينار، وهو سعر معقول وفي متناول المواطنين، وعند اقترابنا من الموال، علمنا بأن السبب راجع لصغر حجمها وحسب صاحبها وهو موال ينحدر من ولاية المسيلة، فيعود لكونها آخر كمية لديه، ولن يجلب بعدها كمية أخرى، ومتى انتهى من بيعها فسيغادر فورا إلى ولايته، وبالتالي على كل من أراد اقتناء أضحية العيد، عليه أن يسرع فالكمية محدودة والسعر معقول، وهو ما سيتعامل به الكثير من الموالين المتواجدين حاليا بالعاصمة، حيث يفضل أغلبهم الانتهاء من كل الكباش المتوفرة لديه والعودة إلى ولايته قبل يوم الجمعة· وعما إذا كانت الأسعار ستعرف الانخفاض خلال الساعات الأخيرة التي تسبق عيد الأضحى المبارك، أضاف قائلا بأنه، على عكس ما قد يظنه المواطنون، فهو يعتقد أن الأسعار ستشتعل كلما اقترب العيد ليجد بعض المواطنين أنفسهم مضطرين لاقتنائها حتى وإن كانت أسعارها مرتفعة، فيما يبقى غالبية المواطنين يفضلون شراء الخرفان الصغيرة التي لا يتجاوز سعرها 30 ألف دج·