عرفت محطة تافورة بوسط العاصمة خلال الأيام الماضية حالة كارثية بسبب كمية الأمطار المعتبرة التي تهاطلت على العاصمة وعلى كل أرجاء البلاد في الفترة الماضية، حيث غرقت المحطة في بركة من الأوحال تسببت في إعاقة حركة المواطنين داخل المحطة و كذلك الحافلات التي في معظمها قديمة غير صالحة تماما للاستعمال البشري. نظرا لان المحطة تعرف الكثير من الحفر، وطريقها غير معبدة، تبدو للرائي وكأنها حطام أو بقايا بيوت مهدمة، ورغم أن المحطة تلقى إقبالا كبيرا من المواطنين الآتين من مختلف مناطق العاصمة باعتبارها اكبر محطة برية للنقل الحضري ولأنها متواجدة أيضا في موقع جيد رابط ما بين مناطق رئيسية ومركزية في ولاية الجزائر وما جاورها، كما أن العديد من الطلبة يتوجهون إليها إذا تعذر عليهم إيجاد النقل الجامعي الذي يرقى في العديد من الأحيان إلى متطلبات الطلبة من خلال تعدد وجهاتهم، فالمحطة تتحول إلى خلية نحل مع كل صباح مع الأعداد الهائلة للطلبة و العمال، فرغم معاناتهم في هذه المحطة التي تشهد حالة متدهورة على طول العام ولم تعرف أية عملية تهيئة عميقة على كل نطاقها فماعدا بعض الأشغال التي أقيمت في بعض أجزائها السطحية، فاغلب المواطنين الذين التقيناهم اشتكوا لنا من هذه الحالة المتكررة كل موسم، فالمحطة تصبح عبارة عن مستنقع وفي العديد من المرات يتعثرون في هذه الحفر والبرك المنتشرة على طول المكان، فهؤلاء المواطنون متخوفون على أنفسهم من هذه الحالة التي تشهدها محطة تافورة، خاصة بعد أن لاحظوا ما فعلته بعض الأمطار فقط في بداية هذا الموسم فالخطر سيكون اكبر بحلول فصل الشتاء الذي يبدو انه سيأتي هذا العام محملا بالكثير من الأمطار الغزيرة وهذا ما أكدته فعلا توقعات مصالح الأحوال الجوية. وللعلم فان كل المحطة و ما جاورها تعيش في نفس الحالة المتدهورة،فغالبية الطريق الجانبي المحاذي للمحطة يعاني من تدهور وتشققات كبيرة على عدة مستويات، فيمكن القول أن كل الطريق المؤدية والمحيطة بهذه المحطة الخاصة بالنقل الحضري رغم ما توفره من وسائل نقل هامة للمواطنين بحيث تسهل عليهم عملية التنقل إلى مختلف مناطق العاصمة و ما جاورها،إلا أنها في نفس الوقت تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم إذا لم يتدارك المسئولون على مديرية النقل ومؤسسة التسيير النقل الحضري موقفهم من حيث الشروع السريع في معالجة هذه الأزمة من خلال وضع دراسة لهذا الوضع المتدهور للمحطة و من ثمة استفادتها من عملية تهيئة واسعة و شاملة بما فيها الخدمات العمومية الناقصة جدا في المحطة، بالإضافة إلى المواقف المغطاة التي تفتقر إليها المحطة بشكل كبير، كما يطالب نفس المواطنين المستعملين لهذا الخط بوجوب تعميم عملية التهيئة على كل الطريق المؤدية لهذه المحطة والتي تشهد بدورها حالة جد متدهورة وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المستعملين لهذه الطريق خاصة عل كبار السن، فالأمر جد خطير كما يقول هؤلاء المواطنون الذين لا حل أمامهم إلا استعمال هذه المحطة الوحيدة تقريبا في المنطقة التي توفر معظم الخطوط الأساسية في العاصمة،فهل ستتدخل السلطات المحلية لإنقاذ المواطنين قبل حلول الشتاء حاملا معه الخيرات للأرض والويلات لمحطة لنقل الحضري بتافورة ..؟