لازالت عائلة سعدي القاطنة بحي ديار الشمس تعاني من مشكل عويص أخّر عنها فرحة السكن إلى حين أن تسكن الرحمة قلوب من ألقوا بها إلى ذلك المصير المحتوم نتيجة الثقة العمياء التي وضعها رب العائلة منذ أكثر من 15 عاما مع من استبدل معهم شقة السكن، بحيث أن المشكل العويص الذي يتخبط فيه مع زوجته وثلاثة من أطفاله يهد الجبال· نسيمة خباجة ارتأت (أخبار اليوم) زيارة العائلة بحي ديار الشمس للوقوف أكثر على تفاصيل القضية التي تعود إلى سنوات خلت حيث كانت تقطن العائلة بقبو أسفل العمارة بعد زواج المدعو (سعدي· م)، بحيث أن مشكل ضيق السكن العائلي الذي يتكون من غرفة واحدة أدى به إلى استغلال قبو العمارة، وبعد المكوث هناك عامين ظهرت بوادر الفرج بعد الزيارة التي قام بها إلى هناك السيد يحيى قيدوم وزير الصحة سابقا في أحد المواعيد الانتخابية، وأخذ شكواه بعين الاعتبار بحيث تحصل على شقة بباب الزوار تتكون من ثلاث غرف· تلك الشقة التي أسالت لعاب عائلة كانت تقطن بحي ديار الشمس والتي انتهزت دخول السيد (م) في ضائقة مالية لتعرض عليه استبدال الشقة وزيادة على ذلك دفع مبلغ مالي قدر في ذلك الوقت بثلاثين مليون سنتيم، وكانت العائلة المعنية تترجاه من أجل قبول العرض فما كان عليه إلا الرضوخ خاصة وأنه لم يكن يقوى على دفع مبلغ الإيجار المقدر ب2000 دينار جزائري شهريا لاسيما وأنه عاطل عن العمل ولا يسترزق في الوقت الحالي إلا من مداخيل طاولة يبيع فيها السجائر فاختار العودة إلى حيه القديم والمكوث أمام أهله وجيرانه· وبعد أن تمت عملية استبدال الشقتين، سكن الطرفان فيهما لمدة تزيد عن 14 عاما، وبعد انطلاق عملية الترحيل التي أسالت لعاب الكثير من الانتهازيين حصلت فوضى حقيقية شملت الكثير من العائلات في الحي لاسيما ممن لا يمتلكون وثائق مكتوبة تبين ملكيتهم للسكن مثلما هو الحال بالنسبة لمحدثنا الذي يتذوق وزوجته وأطفاله الأمرين بعد أن حرموا من فرحة السكن ولازالوا يقبعون بالبيت القديم لا ماء ولا كهرباء وكان بيتهم يشبه قبوا أو قبرا، وما زاد من تراجيديا المأساة الدموع المنهمرة من عيني زوجته التي قالت إنها بدأت حياتها بقبو وستنهيها بقبو من جراء تلك العراقيل التي أجلت فرحتها بالسكن الجديد مثلها مثل أقرانها، ولازالت تمكث هناك بطابق مهجور وكانت تلك هي نتيجة الثقة العمياء في وقت باتت فيه تلك الأخيرة في خبر كان· وكان من المفروض أن ترحل العائلة إلى بئر توتة مع جيرانها إلا أن المشكل العويص الذي دخلت فيه غيَّب فرحتها وتفاجئوا بمن استبدلوا معها المنزل وهي تأتي إليهم قبيل الترحيل وتطالبهم بتسليم مبلغ 200 مليون سنتيم الذي يعادل مبلغ 30 مليون في الماضي، كما طالبتهم بتسليم شقتين لكي تتنازل هي عن شقة باب الزوار· تلك الشروط التي وقفت أمامها تلك العائلة البسيطة مكتوفة الأيدي والتي مازلت تقبع بين جدران مهترئة، لم نقو حتى على تصويرها من شدة الظلام خاصة وأن الكهرباء انقطعت عن العمارة وكذا الماء وشردت العائلة بين ليلة وضحاها، وهي التي كانت تنتظر الترحيل بشغف وراحت تجمع أمتعتها منذ أشهر مما جعل العائلة تعيش في اضطراب، كما أصيب أفرادها بأضرار معنوية لاسيما الأطفال المتمدرسين أكبرهم 16 عاما والآخر 12 عاما والطفلة 9 سنوات وقد أخبرتنا أمهم أنهم دائمو البكاء خاصة بعد أن غادرهم جيرانهم الذين طالما لعبوا معهم· وتطالب العائلة بضرورة النظر إلى حالتها في أقرب الآجال كونها تعاني من الظلم وهي في وطن الحرية، وانعدام الرحمة وتقوى الله ببعض القلوب كان سببا في شقاء عائلة بأكملها تعاني من ظروف صعبة، فالأب لا يعمل ومصاب بالربو، كما أن سمعه ضعيف وتلك الأم المسكينة التي لم تجد ما تفعله في ظل هذه المواقف إلا التحلي بالصبر وتقوية أبنائها وزوجها على مواجهة مصابهم لاسيما وأن العائلة الأخرى لم ترض بأي حل وامتنعت عن الإمضاء والتنازل عن ذلك البيت لاستفادة هؤلاء من بيت جديد، ولم ترد حتى العودة إلى منزلها وإعادة لهم الشقة الكائنة بباب الزوار، وهمها الوحيد هو استغلال الموقف واقتناص الفرص للحصول على المال ولم لا سكنات جديدة بالمجان والسبب في الأول والأخير هو عدم التوثيق كشرط ضروري في الوقت الحالي فالثقة دوما هي في الوثيقة كما يقال لاسيما وأننا في زمن لا يرحم·