عادة ما تعرف هذه الآفة عند الرجال أكثر ماهي عند النساء، لأن البعض يعتبر أن الخيانة سمة من سمات الرجال وتقل تدريجيا عند النساء ولكن في الحقيقة هي لا تقتصر فقط على الرجال فللنساء حظ وافرّ منها، ولكن باعتبار أن هذا المجتمع ذكوري فهي شائعة بينهم وغير متحفظين اتجاهها باختلاف النساء. ولمعرفة أدق حول هذا الموضوع وعلى هذه الآفة التي أصبحت موضة العصر بالنسبة لبعض الرجال دون نسيان الجنس الآخر، حاولنا استطلاع رأي بعض الرجال حول هذا الموضوع فأجابنا (إبراهيم) قائلا: (فعلا إنه موضوع محرج بالنسبة لي ولا يمكنني التحدث فيه بصراحة لأنه من يقوم بخيانة زوجته لديه أسباب عدة وليس لمجرد الخيانة فقط، لأن بعض النساء مهملات ولا يقمن بواجباتهن كما ينبغي داخل الأسرة مما يؤدي بالرجال لخيانتهن، أمّا البعض الآخر فهم معتادون على القيام بالعلاقات مع العديد من البنات ولا يستطيعون أن يتركوا هذه العادات المكتسبة بعد الزواج مما يؤدي إلى مشاكل بين الزوجين وفي غالبية الأحيان ينتهي هذا الزواج بالطلاق. أما (مصطفى) فأجابنا بكل صراحة وجرأة حيث قال ((نعم أنا أقيم علاقات سرية بالرغم من أنني متزوج ولكنني لا أعتبر أن هذه العلاقات تدخل في إطار الخيانة لأنها عابرة ومجرد نزوات، أما عن زوجتي فحقها محفوظ عندي لأن هذه العلاقات مجرد تسلية ومضيعة للوقت وملء الفراغ لا أقل ولا أكثر ولا أستطيع الاستغناء عنها لأني اعتدت على هذا الأمر)· غريب فعلا أمر الرجل لأنه يريد واحدة في البيت لتلبية طلباته ورغباته وأخرى في الشارع للتسلية ومضيعة الوقت والترويح عن النفس، وعلى حدّ تعبير (أسامة) فهي هواية يمارسها في أوقات الفراغ، فهو مدمن على الثرثرة في الهاتف لساعات معدودة بالرغم من أنه لم يمر سوى سنة ونصف على زواجه ولكن دون علم الزوجة طبعًا لأنه كما قال (أنا جدّ حريص أن لا تكتشف زوجتي ذلك فأضطرٌّ إلى غلق الهاتف كلما عدت إلى المنزل). هي إذن تصرفات يعترف بها الرجال دون تحفظ لأنها بالنسبة لهم (تصرف عادي ومقبول) في مجتمعنا لأن حسب رأيهم، فالمجتمع لا يحاسب الرجال ويبيح لهم كلّ ماهو ممنوع على النساء ولكن ما مصير المرأة عند تلقيها خبر خيانة زوجها لها؟ هذا ما أردنا معرفته من خلال استطلاعنا رأي النساء في هذا الموضوع. تقول وهيبة: (بالنسبة لي الخيانة تقتصر على الرجال لأن المرأة غالبا ما تكون مخلصة لزوجها ولبيتها إلاّ القلة من النساء اللواتي لا يحكمهن لا دينّ ولا أخلاق ولا مبادئ، لكن بالنسبة للرجال فهو شيء عادي ولا علاقة له بالدين ولا بالأخلاق لأن البعض يعتبر هذا الأمر حقًا طبيعيًا من الحقوق التي يتمتعون بها). ودائما تكون الضحية هي المرأة لأنها تجبر على تقبل هذا الفعل الشنيع وذلك للحفاظ على بيتها وأولادها أو لعدم وجود مأوى تلجأ إليه، هي نفس الحالة التي تعرضت لها (وسيلة) بالرغم من أنها عرفت بخيانة زوجها لها ولا زالت مدركة أنه مازال يخونها إلاّ أنها تحملت ذلك ولم تبين له أنها اكتشفت ذلك حفاظا على بيتها وأولادها، حيث قالت: (لقد علمت بأمر خيانته مع زوجة صديقه، ففكرت في الطلاق في بادئ الأمر لأن الحياة معه انتهت في تلك الدقيقة التي علمت فيها وكرهت تواجدي في بيته وكرهته ولم أستطع تحمله، لكن عندما أخبرت أمي بذلك أقنعتني بالعزوف عن ذلك حفاظا على أطفالي وعلى بيتي بما أنه لا يوجد من يرعاهم ويساعدني في تربيتهم. ولهذا تحملت كل ذلك الذل والإهانة). تعتبر (وسيلة) ومثلها كثيرات أن خيانة الزوج لزوجته بمثابة إهانة ودوس على كرامتها لأنه لم يحسب حساب لمشاعر وإحساس المرأة عندما تتلقى خبر الخيانة لأن هذا الإحساس لا يوصف ولا تشعر به إلاّ من ذاقت مرارة الخيانة. وبالرغم من استهانة بعض الرجال من فعل الخيانة إلاّ أنّ لها أبعادًا سواءً نفسية أو جسمية لأن أغلب الخيانة تبدأ بعلاقات سرية سطحية وتتحول في النهاية إلى علاقات جنسية مما يؤدي إلى ظهور أمراض خطيرة نتيجة هذه العلاقات، حتى أن هذه العلاقات السطحية يمكن أن تنقل أمراضا فيروسية خطيرة وهو ما كشفه الطب عبر تحليل للدم يسمى BN، ناهيك عن العلاقات الجنسية فهي تنقل أمراضا خطيرة كالسيدا والالتهابات الفيروسية الكبدية ولكن متى يكتشف الرجال الخطر الذي يحدق بهم من خلال هذه التصرفات والعلاقات السخيفة ويتقيدون بما جاء به الدين؟