كان من المفترض انتقاد المدرّب عزّ الدين آيت جودي قبل مهزلة المغرب وليس بعد الخروج المذلّ من سباق التأهّل إلى الدورة النّهائية للألعاب الأولمبية المقرّرة في لندن، لأن غالبية التقنيين وبعض زملاء مهنة المتاعب كانوا بالأمس القريب يمدحونه واعتبروه المدرّب الأنسب لتدريب المنتخب الوطني الأولمبي قبل فتح النّار عليه بطريقة تثبت مرّة أخرى أن مرض كرتنا سيطول بسبب تعفّن المحيط الكروي الذي باتت مملوء بأناس عديمي الشخصية وليست لهم أيّ مبادئ، لأن الذين يرون أنه كان من المفترض إسناد مهمّة تدريب المنتخب الوطني الأولمبي لتقني ذي مستوى عال معروفون لدى العام والخاص بأنهم انتهازيون ألف في الساعة وسبق وأن أتيحت لهم العديد من الفرص مع فرق تنشط في مختلف الأقسام لإثبات قوّتهم في مجال التدريب، لكن ذلك لم يتجسّد لأسباب منطقية لأن (الهدرة) في الميدان (وليس على صفحات الجرائد وفي بلاطو التلفزيون والإذاعة)· صحيح أن فشل آيت جودي في بلوغ هدف افتكاك إحدى تأشيرات العبور إلى العاصمة البريطانية لندن كان بطريقة لم يتجرّعها الجمهور الرياضي الجزائري، لكن هذا لا يعني أن مرض كرتنا يكمن في نقص التأطير وإنما بالدرجة الأولى في (التخلاط) وإسناد مناصب حسّاسة لأناس ليست لهم أيّ علاقة ب (الجلد المنفوخ)، قوّتهم تكمن في الاصيطاد في المياه العكرة واستعمال كافّة الطرق لبلوغ مآربهم الشخصية دون مراعاة المصلحة العامّة التي من شأنها أن تعيد الهيبة المفقودة للكرة الجزائرية التي دفعت ولاتزال تدفع ثمن عديمي الشخصية والمنافقين الذين عاثوا فسادا في كرتنا المسكينة·