مليكة حراث لازال سكان الحي الفوضوي، عين المالحة بجسر قسنطينة بالعاصمة، يترقبون ترحيلهم، وإنصافهم من طرف السلطات المحلية والولائية، وإخراجهم من معاناتهم مع مرارة العيش التي يتذوقون فيها جملة من المشاكل اليومية التي أثقلت كاهلهم ونغصت عليهم حياتهم بسبب الوضع المزري داخل تلك السكنات المتهرئة التي يتقاسمون فيها العيش مع الجرذان التي باتت هاجس تلك العائلات كلما حل الظلام· أكدت بعض العائلات المقيمة بذات الحي أثناء زيارتها، أن الوضع المتدهور بات لا يحتمل ولا يطاق، لا سيما وأن تلك المياه القذرة تتسرب إلى بيوتهم وتسبب في انتشار الروائح الكريهة مما يثير غضب تلك العائلات، وأضاف هؤلاء أن المشكل قائم منذ عدة سنوات جراء غياب قنوات صرف المياه فضلا عن مياه الأمطار التي تتسرب إلى كامل البيوت مما يحولها إلى مستنقعات، أما عن تراكم النفايات في الحي فقد تحول بمرور الوقت إلى مفرغة عمومية، كما اشتكى السكان من افتقار الحي لأدنى شروط الحياة من ماء وغاز وكهرباء الذي لم يعرف طريقه لتلك المنازل منذ نشأة الحي والذي يعود إلى أزيد من 20 سنة· وأعرب لنا قاطنو حي عين المالحة الواقع بمحاذاة تعاونية العقارية السعادة عن تذمرهم وغضبهم الشديد إزاء صمت السلطات أمام شكاويهم وضرب طلباتهم عرض الحائط دون أن تلي أي اهتمام بالنظر إلى إيجاد حل لهؤلاء يخرجهم من الحالة الكارثية التي يعيشونها والتي تأزمت مع حلول فصل الشتاء أين كثرت حاجة هؤلاء إلى المياه مما يجبرهم على اقتناء صهاريج المياه التي أثقلت جيوبهم أو التنقل إلى الأحياء المجاورة من أجل اقتناء هذه المادة الضرورية، كما أعرب لنا هؤلاء عن تعرضهم لخطر الموت جراء قيام تلك العائلات بإيصال الكهرباء بطريقة عشوائية وغير آمنة من الأحياء المجاورة، مما يعرضهم لخطر الموت وهذا ما يثير مخاوفهم دون أن يتم النظر لحل الأمر رغم وجود عدادات كهربائية بالحي دون أن يتم تزويد تلك البيوت بالكهرباء، وما زاد من تذمر تلك العائلات هو تلك التصرفات غير الأخلاقية لبعض القاطنين بالحي الذين يتعمدون رمي الأوساخ وتركها تتراكم وراء الحي وهو مكان لا يصل إليه طريق السيارات مما يمنع عمال نيتكوم من الالتحاق بالحي لرفع النفايات وعدم مراعاة هؤلاء السكان لضرورة التخلص من نفاياتهم بوضعها في أماكن يمكنها أن تحظى بالرفع من طرف مصالح النظافة، حيث أكد لنا بعض من متحدثينا أن شاحنات نيتكوم تمر على الأحياء المجاورة وغير البعيدة عن حيهم ولكن تهور هؤلاء السكان يجعلهم يفضلون رمي نفاياتهم في أماكن لاتصل إليها تلك الشاحنات جراء غياب المسالك وطرق السيارات بالحي وهذا ما أدى إلى تأزم الوضع وجعل الحي مفرغة عمومية· ووسط هذا التذمر، ناشد هؤلاء السكان السلطات وعلى رأسها رئيس الجمهورية في التدخل لإخراجهم من الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها منذ عدة سنوات، وذلك بالعمل على توفير المرافق الضرورية من ماء وكهرباء والعمل على إنهاء مشكل النفايات الذي بات هاجس تلك العائلات خصوصا بعد تعرض كل السكان بالحي إلى أمراض الربو والحساسية جراء تلك الروائح والقذارة·