باتت الضغينة المنتشرة بين البعض توصلهم إلى نشر بلائهم على الغير من أجل الانتقام منهم وأضحت بعض السلوكات الصادرة منهم لا يصدقها العقل بعد أن وصلت إلى درجات خطيرة، ذلك ما بتنا نشاهده على مستوى المحاكم بحيث يقف هناك متهمون اتهموا ظلما من طرف أناس باعوا ضمائرهم بعد أن أقسموا بأغلظ الإيمان أن يوصلوهم هناك ظلما· نسيمة خباجة وهي الآفة التي باتت تهدد مجتمعنا في الوقت الحالي لاسيما وأن القانون الجزائري يولي الأدلة أهمية كبرى، فالأدلة إذا كانت ضد المتهم فهو مدان حتى ولو كان بريئا من الجرم، ما استغلته بعض الأطراف لإشعال نار الكره والضغينة ضد الغير لأسباب عديدة بسبب الميراث أو حتى الحسد أو رد الصفعة للطرف المتخاصم بقوة إلى غيرها من الأسباب الأخرى· ذلك ما وصل إليه البعض بعد أن ملأ قلوبهم الحقد وعزموا على تلطيخ سمعة الآخرين بتوصيلهم إلى أبواب المحاكم بعد تلفيقهم تهما تبعد عنهم بعد السماء عن الأرض، إلا أن مجريات القضاء تأخذ طريقها بصورة اعتيادية سواء كان المتهم بريئا أم مذنبا ما مهد الطريق لهؤلاء من أجل نشر بلائهم وتوقيف خصومهم في المحاكم لأجل أسباب وحجج واهية لا ترقى إلى تلك الدرجة من الانتقام· وهي الدعاوي التي نجدها ترفع من طرف الجيران أو حتى الأصدقاء أو أحيانا حتى الأقارب بعد أن تنتشر العداوة فيما بينهم ولا ينشغلون إلا بإسقاط ونشر البلاء فيما بينهم، هو ما عالجته الكثير من محاكمنا ووقفت على عينات وقضايا تعقد لها الألسن وكانت لدوافع شتى منها الحسد، الغيرة، رد اللكمة للطرف الآخر··· من تلك العينات العينة التي وقفنا عليها على مستوى محكمة عبان رمضان بالجزائر أين راحت عجوز تتهم أحدهم بسرقة مجوهراتها ومالها وأوصلته تلك التهمة الباطلة إلى أبواب السجن والكل دهش من تلفيقه تلك التهمة من طرف العجوز الماكرة لا لشيء إلا لكونه ميسور الحال ويحاذيها السكن وكانت العجوز تتسلط عليه وتحسده على ماله إلى أن أوصلته إلى السجن بعد أن اتهمته بسرقة أموالها خاصة وأن كل الشهود كانت شهاداتهم لصالحه واعترفوا بحسن سيرته وسلوكه على مستوى الحي، وفي الأخير نطقت الهيئة القضائية ببراءته وهددت القاضية العجوز بمتابعتها بجنحة الوشاية الكاذبة، تلك العجوز التي احمر وجهها مباشرة بعد النطق بالحكم خاصة وأن كل من كان بالجلسة نعتها بالكاذبة وهي في تلك السن· عينة أخرى وقفت فيها محامية بعد أن اتهمتها جارتها بسلوكات منحطة تمارسها ضدها على غرار نشر الغسيل ورمي النفايات أمام بابها، وهي كلها ادعاءات لا ترقى إلى درجة الحقيقة كما أدلت به المحامية المتهمة، وقالت إن جارتها التي تزعم أنها ضحية كانت تتوعدها دوما بتلطيخ سمعتها وإيقافها كمتهمة بدل أن تقف بجبتها السوداء كمدافعة عن حقوق الناس، وهو بالفعل ما وصلت إليه إلا أن الحق كان بجانب المحامية وظهرت براءتها في الأخير· وهو ما أكده محامي بالمجلس الذي قال إن هناك الكثير من الدعاوى مبنية على باطل وتظهر تهمها الملفقة على الطرف المدعى عليه منذ أول وهلة وفي الكثير من الأحيان تكون بغرض الانتقام من الطرف الآخر لأسباب شتى يختلقها الضحية المزعوم، إلا أنه في الكثير من الأحيان تظهر براءة الطرف المتهم مهما تعددت مراحل الدعوى وقال إنهم كهيئة دفاع وجب إسهامهم في القضاء على تلك الظاهرة التي باتت متفشية في مجتمعنا خاصة وأن المحامي بإمكانه معرفة كل الحقائق بعد الدراسة المعمقة لملف الضحية أو المتهم، كما وجب متابعة هؤلاء المذنبين المعتدين على حقوق الغير بجنحة الوشاية الكاذبة للتصدي لتلك الآفة التي باتت تنخر مجتمعنا·