يشتكي الأولياء ويتخوفون في كل مرة من التأثير السلبي للآفات التي انتشرت عبر العديد من المتوسطات على أبنائهم بالنظر إلى ما هو منتشر على مستواها من ممارسات مشينة على غرار تعاطي السجائر وحتى المخدرات وكذا الاختلاء بين البنات وخلانهن بعد أن أضحت مراحيض المتوسطات الوجهة المفضلة لأغلب التلاميذ كونها تبعدهم عن عيون الأساتذة وكذا المراقبين وكل الإداريين بوجه عام، وما مهد الطريق لتلك الممارسات على مستوى المراحيض هو عدم رقابتها من طرف إدارة المؤسسات بذريعة أنها أماكن لقضاء الحاجة البيولوجية لا غير لا يحق لهم اقتحامُها من باب الحياء، إلا أن بعض التلاميذ حوّلوها إلى أماكن للتدخين والخلوة مع صديقاتهم وإجراء المكالمات الخاصة بعيدا عن أعين الإدارة· وعلى الرغم من يقين بعض الإدارات بما هو حاصل على مستوى مراحيض المؤسسات التربوية، إلا أنها تغض الطرف عنها ولا تبالي بما هو حاصل مما أطلق العنان للتلاميذ من أجل الاستمرار في أفاعيلهم على غرار التدخين ووضع مضغة الشمة، إلى جانب الخلوة بالبنات والوصول إلى حد ممارسة الأفعال المخلة بالحياء هناك، لاسيما وأن المكان لا يجلب الشكوك· وهي الأمور التي حرمت بعض التلاميذ من وطأ تلك الأماكن خوفا من تعرضهم إلى الضغوط من طرف من ورثوا المراحيض وصارت وجهتهم المفضلة على مستوى المتوسطات كونهم يمارسون فيها ما يحلو لهم بعيدا عن أعين الإدارة خاصة وأنها لا تكلف نفسها بإجراء دورات فجائية إلى هناك من أجل رقابة التلاميذ مما حوّلها إلى أماكن للصخب والفوضى وغمامات الدخان الناجم عن التدخين، بل صارت مناطق ممنوعة ومحرمة على بعض التلاميذ الذين لم يندمجوا في ذلك الجو وصاروا يتخوفون من الدخول إليها لما هو منتشر فيها من آفات أصبحت تهدد المنظومة التربوية ككل· وطغت الظاهرة على أغلب المتوسطات ومن سلمت من تلك الآفات تعد على الأصابع، ونجد أن إداراتها تقف وتحرص على فتح أعينها على كل صغيرة وكبيرة هناك لتفادي حصول أي مكروه لاسيما وأن الفئات التي تضمها المتوسطات هي فئات المراهقين، كمرحلة خطيرة في حياة الطفل بدليل الأفعال الطائشة الصادرة من طرف البعض على مستوى المتوسطات والتي لم يسلم منها لا التلاميذ ولا الأطقم التربوية من أساتذة وإداريين خاصة وأن بعض الإدارات فقدت سيطرتها على بعض التلاميذ المتهورين وأضحت تستعين بأعوان الشرطة لحل الأزمات الحاصلة من وقت إلى آخر كان آخرها تعرض معلمة للتهديد بالضرب من طرف أحد التلاميذ على مستوى متوسطة بباب الوادي فما كان على الإدارة إلا الاستنجاد بالشرطة لوضع حد لذلك التلميذ المتمرد بعد أن فقدت سيطرتها في وضع حد له· وشاع في ذات المتوسطة العديد من المشاكل والآفات ولم تستثن مراحيضها من انتشار التدخين وأفعال أخرى لا تقل خطورة عنه، ذلك ما سمعناه على أفواه بعض التلاميذ وبذلك انقلبت متوسطاتنا إلى أماكن لحمل العادات المشينة بدل أن تكون صروحا علمية لنهل مختلف العلوم، وصار أغلب الأولياء يتخوفون من تأثير تلك الأفعال على أبنائهم بحيث صاروا يرسلونهم إلى هناك من أجل التعلم بكل تحفظ بعد أن وقعوا بين المطرقة والسندان·