دق المتخصصون والأطباء جنوب ولاية المسيلة ناقوس الخطر، بخصوص انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي بالمنطقة بعد تسجيل أرقام مرعبة في الإصابات خلال السنوات الأخيرة، على غرار السنة الفارطة، حيث سجلت أكثر من 900 إصابة بالداء بمنطقة جنوب الولاية. و قامت وزارة الصحة والسكان منذ سنتين بتسجيل المناطق الوبائية على المستوى الوطني، احتل فيها جنوب ولاية المسيلة " عاصمة الحضنة " المرتبة الأولى من حيث الكثافة السكانية ما نسبته 10 % من الأمراض الوبائية وطنيا. ويرجع العديد من المختصين في حديثهم ل " أخبار اليوم " أسباب انتشار الداء ي إلى الاهتراء والتآكل الذي لحق بشبكات الصرف الصحي، وقدم شبكات المياه الشروب بسبب تعاقب السنين دون تجديدها أو إعادة توصيلها، مما يستدعي تدخلا عاجلا للمصالح التقنية البلدية لمحاصرة أسباب الداء، وعلى صعيد آخر، فإن الثقافة الصحية تبقى حسب أحد الأطباء المختصين غائبة عن شريحة واسعة من سكان "عاصمة الحضنة " من خلال حالة الفوضى والأوساخ التي أغرقت عدة أحياء بالمدينة بالروائح الكريهة والكلاب الضالة والحشرات الناقلة للأمراض، كداء الليشمانيا الجلدية وما تسجله الولاية من نسب مرتفعة للإصابة به، حيث يتحمل المواطنون بولاية المسيلة عبر بلدياتها ال 47 المسؤولية في انتشار هذه الأوبئة، ما لم يتقّيدوا بالتدابير الوقائية و يوفروا سبل النظافة والوصول إلى بيئة صحية مشتركة، مثلما شدد عليه عدد من الأخصائيين، لتجنيب المنطقة كارثة وبائية من شانها أن تهدد نسبة كبيرة من المواطنين مستقبلا.