دخل أمس نحو 120 عامل بمستشفى طبّ العيون (الصداقة الجزائرية الكوبية) بمدينة الجلفة في إضراب مفتوح عن العمل منذ الساعات الأولى لمدّة ثلاثة أيّام قابلة للتجديد ابتداء من يوم صباح أمس وهذا احتجاجا على الوضعية الغامضة التي يعملون بها، حيث يزاول هؤلاء العمّال عملهم بالمستشفى الوحيد المختصّ في طبّ العيون بموجب عقد عمل بين الإدارة الكوبية والإدارة الجزائرية· وقد طالب المحتجّون حسب ما أفاد به مصدر نقابي بضرورة الإفراج عن القانون الأساسي وتحديد شبكة الأجور، بالإضافة إلى النّظام التعويضي، وكذا إدراج اتّفاقية جماعية وتحديد الهيكل التنظيمي وتوفير الخدمات الاجتماعية. حيث ما يزال مصير الموظّفين والعمّال المهنيين الجزائريين بالمستشفى والذين يشتغلون ضمن المصالح الإدارية والمهنية والأمنية منذ عدّة سنوات والذي يتولّى تسييره طاقم كوبي غامضا دون أيّ إطار عمل قانوني يستندون إليه، هذه الوضعية جعلتهم يتوجّهون برسائل إلى عدّة جهات من أجل توضيح وضعيتهم المهنية والاستفادة ممّا يستفيد منه الموظّف الجزائري في القوانين الجديدة، لكن لا حياة لمن تنادي في ظلّ تجاهل الجهات الوصية وكذا تخلّي الفرع النقابي التابع للاتحاد المحلّي للعمّال بالجلفة عنهم، والذي رفض تبنّي الحركة الاحتجاجية (دون سبب مقنع) حسبهم · ويضيف مصدرنا أن العمّال الجزائريين حاولوا مرارا وتكرار المطالبة بحقوقهم لكن دون جدوى، ممّا يدفعهم اليوم إلى الإضراب عن العمل لمدّة ثلاثة أيّام قابلة للتجديد، وهو الأمر الذي جعلهم متخوّفون من مصيرهم بشكل عام. وقد شلّ هذا الإضراب عمل المستشفى، والذي احترم من خلاله العمّال والموظّفون الجزائريين كلّ المراحل القانونية لإعلانه من تبنّي نتائج الجمعية العامّة الاستفتائية وضمان حدّ أدنى من الخدمة. وتجدر الإشارة إلى أن المستشفى يعدّ الأوّل إفريقيا وعربيا من حيث التخصّص، حيث جاء تجسيدا وثمرة للعلاقات الجيّدة التي تربط الدولتين الكوبية برئاسة القائد (فيدال كاسترو) والجزائرية برئاسة (عبد العزيز بوتفليقة) بالرّغم من الخدمات المجّانية التي يقدّمها للمرضى عبر 48 ولاية.