انطلقت أمس عملية ترحيل 276 عائلة بحي الجزيرة القصديري بباب الزوار في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث عرف الحي الذي يضم أزيد من 350 بيت فوضوي حسب إحصائيات 2007، وجود عدد كبير من قوات الأمن لمنع أي مناوشات أو خروقات يمكن أن تصدر من قبل العائلات المقصية و التي من شانها التأثير على سير عملية الترحيل. واشرف على العملية التي انطلقت في الصباح الباكر لنهار أمس الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء عبد الله بن منصور و رئيس المجلس الشعبي البلدي لباب الزوار يوسف شملال، وحسب تصريحات الوالي المنتدب، فالعائلات المستفيدة من سكنات اجتماعية بكل من بئر توتة و بن طلحة و براقي و السويدانية، و البالغ عددها 276 قد خضعت بعد عملية الإحصاء التي شملت350 عائلة، إلى عملية تصفية ودراسة معمقة لملفاتها من قبل مصالح الولاية المنتدبة و الولاية، مؤكدا في السياق ذاته أن العائلات المتبقية تم التأكد من وضعيتها، مشيرا إلى تلاعبات حاول من خلالها بعض سكان الحي الاستفادة من سكنات اجتماعية، مؤكدا في السياق ذاته التحقيقات الميدانية و الزيارات الفجائية التي كانت تقوم بها مصالحه منعت حدوث مثل تلك الخروقات، و أثبتت عدم أحقية تلك العائلات من الحصول على سكنات اجتماعية، أما عن نوعية الشقق الممنوحة للمستفيدين فقال الوالي المنتدب أنها سكنات مكونة من غرفتين إلى أربع غرف، حيث روعي في توزيعها عدد الأفراد، مؤكدا أن تلك السكنات مزودة بكل الضروريات من ماء وكهرباء وغاز موزعة على تسعة مواقع بالعاصمة في كل من حي 1680 مسكن ببئر توتة و حي 568 مسكن ببراقي و الرمضانية و بن طلحة و الكاليتوس بالمقاطعة الادراية لبراقي . من جهتها السلطات الولائية وفرت جملة من الإمكانات المادية والبشرية لإنجاح العملية بحيث ستسخر ما يقارب 300 شاحنة تكون تحت تصرف السكان لنقل الأثاث والممتلكات وحوالي 30 حافلة تتكفل بنقل الأشخاص إضافة إلى تجنيد 200 عون للمساعدة في عملية الترحيل. ويعد حي ''الجزيرة'' الذي أنشأ في سنة 1995 من احد أهم النقاط السوداء في العاصمة، بعدما استغنت عنه شركة ''سوناتينا'' لبناء السكنات، ليستغل بعض الأشخاص النازحين من مختلف الولايات الفرصة ويبنوا أكواخا سقفها من الزنك في وسط برك من الأوحال من كل جهة حتى أصبح الحي يضم ما يقارب 600 عائلة تعيش في جو يفتقر لأدنى ضروريات الحياة كالماء، الكهرباء، الغاز، وقنوات الصرف الصحي، وانعدام هذه الأخيرة جعل هؤلاء يعتمدون على المطامير التي تمتلئ المنطقة مخلفة بذلك كوارث صحية، وقد تطلب إعادة إسكان هذه العائلات جهودا كبيرة من طرف السلطات البلدية نظرا للحالة التي آل إليها كونه أضحى وكرا للمنحرفين. من جانبها عبرت العائلات المقصية عن سخطها الشديد، ووصفت قرار السلطات المحلية ب"الظالم" مطالبة الجهات المسؤولة بإعادة النظر في ملفاتها، معتبرة أن لها الحق كغيرها من العائلات المرحلة في الاستفادة من سكنات لائقة وفي نفس الوقت اشرف رئيس المجلس الشعبي البلدي ببلدية وادي قريش على عملية ترحيل 229 عائلة من حي لا بوشراي إلى عدد من بلديات براقي وتعد هذه العملية مكملة لعملية إعادة الإسكان التي قامت بها البلدية أول أمس ومست 511 عائلة من حي فونتان فراش وديار الكاف.