مع حلول فصل الشتاء تشعر الأجساد بالبرودة، فتلجأ إلى كل ما يشعرها بالدفء، كالمأكولات والمشروبات الساخنة، لذا فإنك تجد أغلب المواطنين يقبلون على اقتناء البقول الجافة والخضروات المتنوعة، غير أن البقوليات تأخذ حيزا كبيرا من الإقبال عليها، خصوصا مع موجة البرد والصقيع التي تجتاح البلاد في الفترة الأخيرة، فإن رغبة المواطنين في الحصول على الدفء في تزايد مستمر، لذا فتناول الأطعمة الدسمة والبقوليات على اختلاف أنواعها سيكسب الجسم سعرات حرارية عالية، وبالتالي تنتج الحرارة في الجسم وينبعث الدفء فيه· وعليه فإن أغلب المواطنين غيروا قائمة طعامهم، التي كانت مرتكزة في الأيام الماضية على مختلف أنواع السندوتشات والمشروبات الغازية، إلى الأطباق والمشروبات الساخنة، كالعدس والفاصوليا والحساء والشربة، بالإضافة إلى الشاي والقهوة، وغيرها من المأكولات الشعبية التي من شأنها أن تشعر الإنسان بالدفء· من بين الأطباق التي تحظى بشعبية كبيرة هذه الأيام، نجد في المقدمة العدس والفاصولياء اللذين كانا من أكبر المواد المطلوبة في محلات بيع المواد الغذائية، فالكثير من العائلات وجدت فيها الأكلة المناسبة لهذا الجو البارد، فهما على حد قول ربات البيوت (أكلة ساخنة توفر لهم الدفء في هذه الليالي الشتوية الباردة) بالإضافة إلى الحساء بمختلف أنواعه ومكوناته، كما أن ربات البيوت وجدوا فيها حلا سهلا ومناسبا لهذه الأجواء، خاصة وأنهن تخلصن من مضايقات أزواجهن وأولادهن المتكررة للحصول على الأطباق التي يريدونها، حيث باتت أطباق البقوليات المختلفة مطلوبة من طرفهم أولا، ففي الأيام العادية كان العديد من أفراد العائلة الواحدة، سواء الأزواج أو الأولاد، ينفرون من تناول هذه الأطباق، وفي الكثير من المرات يتسببون في شجارات تافهة، بحجة أنها لا تتناسب والجو، لذا تجدهم يستبدلونها بالمأكولات الخفيفة والسندوتشات، غير أنهم اليوم أصبحوا يطلبونها يوميا وبأنفسهم، من أجل تدفئة أجسادهم، وعليه تقول إحدى السيدات، إنها ومنذ بداية موجة البرد وهي تقوم بطبخ كل ما من شأنه أن يبعث الدفء في جسدها وأجساد أفراد عائلتها، حيث تقول إنها وضعت جدولا يوميا بقائمة الأطباق، التي ستحضرها، لتضيف أن أكثر ما تعجبت منه هو موافقة زوجها وأولادها على القائمة الموضوعة، بل أكثر من ذلك، في بعض الأيام لم تجد ما تطبخه، وعند سؤال زوجها، أجابها بمواصلة طهو هذه الأطباق إلى حين انتهاء فصل الشتاء وعودة الأجواء دافئة كما كانت عليه، ولو تطلب الأمر تناول وجبة واحدة لمدة طويلة· لتضيف سيدة أخرى قالت إنها وجدت نفسها حائرة أمام موجة البرد، خاصة وأنها ليست من اللواتي يقمن باقتناء المؤن الشهرية، حيث لم تجد ما تطبخه لعائلتها لولا إحدى جاراتها، اللواتي قمن بمساعدتها وإعطائها بعضا من المواد والبقوليات، وهو الأمر الذي ساعدها على اجتياز البعض من هذه الأيام الباردة· تجدر الإشارة أن بعض المطاعم قد قاموا أيضا بتغيير قائمة طعامهم، حيث تزينت طاولات المطاعم بأطباق الحساء والشربة والشطيطحة والبركوكس، بالإضافة إلى سيدي المائدة الجزائرية في فصل الشتاء والبرد، العدس واللوبيا، اللذين يقيان من برودة الطقس· وعليه ينصح بالمواظبة على تناول بعض المأكولات والمشروبات الساخنة في فصل الشتاء، التي من شأنها رفع معدل حرارة الجسم والمحافظة على الصحة والوزن، لأن الإنسان يحتاج إلى طاقة أكبر في فصل الشتاء، حيث تصل عدد الحريرات التي يريدها 2500 حريرة، وهي الطاقة التي لن يحصل عليها سوى من خلال الأطباق الساخنة المتمثلة خاصة في الحساء، العدس، اللوبيا، وغيرها من البقوليات الجافة والخضروات·